"محادثات إستطلاعية" بين أثينا وأنقرة

02 : 00

العلاقات التركيّة - اليونانيّة ليست في أفضل أحوالها (أرشيف)

بعد حفلة خطابات مليئة بالتحذيرات ومشبّعة بالتهديدات بين الطرفَيْن، يبدو أن اليونان وتركيا اختارتا التهدئة، ولو موَقّتاً، في الأزمة بينهما في شرق البحر المتوسّط، عبر إبداء استعدادهما لبدء مفاوضات، بعد أسابيع من تصاعد التوتّر الجيوستراتيجي مع إجراء البلدَيْن مناورات عسكريّة متوازية.

وجاء الإعلان عن هذه المفاوضات عقب مؤتمر عبر الهاتف جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل، التي تؤدّي دور الوسيط بين البلدَيْن، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.

وبحسب الرئاسة التركيّة، فقد أكد المشاركون خلال المؤتمر أن "تركيا واليونان مستعدّتان لبدء محادثات استطلاعيّة"، في ما يخصّ شرق المتوسّط، حيث يتنازع البلدان مناطق واسعة غنيّة بالغاز الطبيعي. وشدّد أردوغان خلال الاجتماع على أنّه "يجب أن يقترن الزخم الهادف إلى خفض التوتر واستخدام قنوات الحوار بإجراءات متبادلة".

وفي أثينا، أعلنت الخارجيّة اليونانيّة أن المحادثات الاستطلاعيّة المقرّرة ستُعقد قريباً في اسطنبول، من دون تحديد موعدها. وجرت آخر جولة "محادثات استطلاعيّة" بين البلدَيْن بهدف حلّ خلافاتهما في المنطقة في العام 2016، إذ تتنازع تركيا واليونان، العضوان في "حلف شمال الأطلسي"، حول حقول غاز ونفط في شرق المتوسّط، في منطقة تعتبر أثينا أنّها تقع ضمن نطاق سيادتها.

واعتمد أردوغان لهجة أكثر هدوءاً في خطابه أمام الجمعيّة العامة السنويّة للأمم المتحدة، دعا خلاله إلى "حوار صادق" مبني على القانون الدولي وأساس عادل، لحلّ النزاع مع اليونان والاتحاد الأوروبي في المتوسّط، رافضاً أي "مضايقة" تستهدف تركيا. كما اعتبر الرئيس التركي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس أن أنقرة تتوقّع من باريس أن تتبنّى "حسّاً سليماً وموقفاً بنّاءً" في الخلاف بين تركيا واليونان، بحسب ما أوردت الرئاسة التركيّة، بينما أوضح قصر "الإليزيه" أن ماكرون دعا أردوغان إلى الإلتزام "بشكل لا لبس فيه" بوقف التصعيد في المتوسّط، وإلى الاحترام التام لسيادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إضافةً إلى القانون الدولي، والإمتناع عن أي خطوة أحاديّة جديدة من شأنها التسبّب بتوتّرات.

تزامناً، وقّع ممثّلو 6 دول تطلّ على ساحل البحر المتوسّط في القاهرة، اتفاقيّة تحويل "منتدى غاز شرق المتوسّط" إلى منظّمة إقليميّة. والدول الست التي قامت بالتوقيع هي مصر وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن. وقد تنضمّ دول أخرى مثل فرنسا والولايات المتحدة إلى هذا المنتدى أيضاً. ويهدف المنتدى، الذي أُسّس العام 2019، إلى إنشاء سوق غاز على المستوى الإقليمي وتأمين العلاقات التجاريّة وضمان تلبية العرض والطلب من الدول المكوّنة للمنتدى وترشيد كلفة البنية التحتيّة وتقديم أسعار تنافسيّة.