شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوماً جديداً أمس على الصين خلال خطابه أمام الأمم المتحدة، إذ دعا إلى "محاسبة الصين على ما قامت به" في الأزمة الوبائيّة، في وقت تخطّت فيه الولايات المتحدة عتبة 200 ألف وفاة بالفيروس التاجي. وفي رسالة مسجّلة بُثّت بمناسبة انعقاد الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، قال ترامب: "مع بداية تفشّي الفيروس، منعت الصين كافة الرحلات الداخليّة، لكنّها سمحت للطائرات بمغادرة الصين ونشر العدوى في العالم"، مضيفاً: "أعلنت الحكومة الصينيّة ومنظّمة الصحة العالميّة، التي تُسيطر عليها الصين تقريباً، خطأ، أن لا دليل على أن العدوى تنتقل بين البشر".
وتوقّع ترامب، الذي يسعى بقوّة إلى الفوز بولاية رئاسيّة ثانية في انتخابات 3 تشرين الثاني، مخرجاً من الأزمة الوبائيّة، بحيث قال: "سنُوزّع لقاحاً، سنهزم الفيروس، سنضع حدّاً للوباء وسندخل حقبةً جديدة غير مسبوقة من الازدهار والتعاون والسلام"، بينما دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ العالم إلى "رفض التسييس والتهميش" على خلفيّة انتشار فيروس "كورونا المستجدّ"، معتبراً أن التضامن الدولي هو الوسيلة الوحيدة لتجاوز الأزمة.
وطالب شي خلال كلمته المسجّلة عبر الفيديو أمام الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، قادة العالم، بتبنّي "مفهوم الأسرة الكبيرة وتجنّب الوقوع في فخّ صدام الحضارات"، مؤكداً أن ليس لبلاده أي نيّة "هيمنة أو توسّع أو توسيع مجال النفوذ". وإذ أوضح أنّ "الصين ليس لديها نيّة في خوض حرب باردة"، شدّد على "الحوار من أجل تجاوز الخلافات وعلى التفاوض لحلّ النزاعات"، في حين اتّهم سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون ترامب بـ"نشر فيروس سياسي" عبر "اتهامات لا أساس لها" ضدّ بكين.
وفي الغضون، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمام النوّاب قيوداً جديدة في مواجهة الانتشار السريع للفيروس الفتّاك، منها إغلاق الحانات عند الساعة العاشرة مساءً، محذّراً من اتخاذ تدابير "أكثر صرامة". وسيكون وضع الكمامة إلزاميّاً في سيّارات الأجرة وللعاملين في المحال التجاريّة والحانات والمطاعم وستُشدّد الغرامات، إذ ستُفرض غرامة بقيمة 200 جنيه (218 يورو) لعدم وضع الكمامة أو تجمّع أكثر من 6 أشخاص. وإذا اقتضى الأمر، ستتمكّن الشرطة من الاستعانة بالجيش، بحسب جونسون.
كما رأى رئيس الوزراء البريطاني المحافظ أن معدّلات انتقال الفيروس أكثر ارتفاعاً في بريطانيا منها في إيطاليا وألمانيا، وتعود إلى تردّد البريطانيين "المحبّين للحرّية" في "إلتزام القواعد"، فيما كشفت إحصاءات صادرة عن منظّمة الصحة العالميّة أن تفشّي الوباء يتسارع حول العالم، بحيث تمّ تسجيل عدد قياسي من الإصابات المعلنة خلال 7 أيّام الأسبوع الماضي، بلغ نحو مليونَيْن، وإن تراجع عدد الوفيات.
وفي إسبانيا، دعا وزير الصحة سلفادور إيلا سكّان العاصمة إلى الإبقاء فقط على تنقّلاتهم وأنشطتهم الأساسيّة لكبح انتشار الفيروس القاتل، وذلك بُعيد إخضاع نحو مليون نسمة في مدريد وضواحيها لإجراءات صارمة جديدة لفرض قيود على تنقّلاتهم منذ صباح الإثنين، وتمتدّ لأسبوعَيْن.
وفي الشرق الأوسط، أعلنت وزارة الصحة الإيرانيّة تسجيل 3712 إصابة جديدة بالفيروس في الساعات الأربع والعشرين الماضية، في رقم قياسي للإصابات اليوميّة منذ بدء انتشار "كوفيد 19" في البلاد في شباط. وارتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 429193. كما سجّلت 178 وفاة إضافيّة، ما يرفع إجمالي الوفيات إلى 24565، بينما تُفيد أرقام غير حكوميّة بحصيلة إصابات ووفيات أعلى بكثير.
