إجراءات فرنسية جديدة لمكافحة الوباء

خسائر عمّالية فادحة حول العالم

02 : 00

فيران خلال مؤتمره الصحافي حول "كورونا" في باريس أمس (أ ف ب)

لم يرحم "العدوّ غير المرئي" أحداً خلال تفشّيه حول العالم، بحيث أرخى بـ"ثقله التاجي" على الوظائف بشكل أكبر ممّا كان يُخشى في السابق، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة أمس، مع خسارة مئات الملايين من الوظائف، فيما يرزح العمّال تحت وطأة "تراجع هائل" في مداخليهم. وتوصّلت دراسة حديثة لمنظّمة العمل الدوليّة إلى أنّه في منتصف العام، سجّلت ساعات العمل على مستوى العالم تراجعاً بنسبة 17.3 في المئة مقارنةً مع كانون الأوّل الماضي، أي ما يوازي نحو 500 مليون وظيفة بدوام كامل. ويفوق ذلك الرقم بنحو 100 مليون وظيفة، توقّعات المنظّمة في حزيران بانخفاض ساعات العمل بنسبة 14 في المئة بنهاية فترة الثلاثة أشهر الثانية في العام.

وقال مدير المنظّمة غاي رايدر للصحافيين خلال مؤتمر بتقنيّة الفيديو إنّ "التداعيات كانت كارثيّة"، مشيراً إلى أن دخل اليد العاملة على مستوى العالم تراجع بنسبة 10.7 في المئة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، مقارنةً مع نفس الفترة من العام 2019. ويُمثّل ذلك انخفاضاً بمقدار 3.5 تريليون دولار، أو ما نسبته 5.5 في المئة من الناتج المحلّي الإجمالي العالمي. كما حذّرت منظّمة العمل الدوليّة أيضاً من أن توقّعات الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2020 "ساءت بشكل ملحوظ"، منذ تقريرها الأخير في حزيران.

أوروبّياً، أعلن وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران أنّه سيتمّ تنفيذ إجراءات جديدة وفرض قيود لمواجهة انتشار الفيروس القاتل في مناطق عدّة في فرنسا، لا سيّما في مرسيليا وغوادلوب، حيث ستُغلق الحانات والمطاعم بالكامل. وبسبب الانتشار المقلق لـ"كورونا المستجدّ"، وضعت مدينة إيكس مرسيليا في الجنوب الشرقي وغوادلوب في منطقة البحر الكاريبي في "منطقة التأهّب القصوى"، وهو المستوى الذي يسبق "حال الطوارئ الصحية"، وفق الوزير. ووضعت 11 مدينة كبرى أخرى، بما في ذلك باريس، في "منطقة تنبيه معزّزة"، وهذا يعني بشكل خاص إغلاق الحانات عند الساعة العاشرة مساءً.

أمّا في المملكة المتحدة، فقد سجّلت البلاد أكثر من 6178 حالة جديدة بـ"كوفيد 19" ما يؤكد تفشّي الفيروس بقوّة مجدّداً في البلاد الأكثر تضرّراً بالوباء في أوروبا مع تسجيل نحو 42 ألف وفاة. ووصف سايمون كلارك، الأستاذ المشارك في علم الأحياء الدقيقة الخلويّة في جامعة "ريدينغ"، هذا الارتفاع، بـ"المقلق جدّاً" و"غير المسبوق" منذ أيّار.

وعلى صعيد اللقاح، أصبحت شركة "جونسون أند جونسون" مجموعة الأدوية الرابعة التي تُطلق في الولايات المتحدة المرحلة الثالثة من تجربة سريريّة على لقاح تجريبي مضاد للفيروس الفتّاك عبر جرعة واحدة، يُشارك فيها 60 ألف شخص من ثلاث قارات. وإذا تبيّن أن النتائج إيجابيّة، تأمل الشركة في تقديم طلب ترخيص بشكل عاجل للوكالة الأميركيّة للدواء "مطلع العام 2021"، وفق ما جاء في بيان الشركة.

وإذ اعتبر مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية الدكتور أنطوني فاوتشي في بيان منفصل أنّ واقع أن هناك 4 لقاحات تجريبيّة في هذه المرحلة المتقدّمة من التطوير، بعد أقلّ من 8 أشهر من اكتشاف الفيروس، هو أمر "غير مسبوق"، أضاف: "من المرجّح أن نحتاج إلى أشكال مختلفة من اللقاح للاستجابة إلى الحاجات على المستوى العالمي".