"إشتباك وبائي" بين واشنطن وبكين في مجلس الأمن!

02 : 00

إحدى قاعات مطار "بن غوريون" الإسرائيلي وهي تبدو شبه خالية (أ ف ب)

ردّت الصين بقوّة خلال اجتماع رفيع في الأمم المتحدة أمس على الاتهامات التي وجّهتها إليها الولايات المتحدة حول التسبّب بانتشار فيروس "كورونا المستجدّ" حول العالم، بحيث انتقد مبعوث بكين إلى المنظّمة الأمميّة تشانغ جون الدور العالمي لواشنطن. وتوجّه تشانغ إلى الولايات المتحدة في اجتماع لمجلس الأمن حول الحوكمة الدوليّة، قائلاً: "لقد طفح الكيل! تسبّبتم بما يكفي من المشكلات للعالم". وتساءل: "قبل توجيه إصبع الاتهام إلى الآخرين... لماذا سجّلت الولايات المتحدة أعلى عدد إصابات ووفيات؟"، متّهماً واشنطن بترويج "فيروس التضليل الإعلامي والكذب والخداع".

وإذ اعتبر المسؤول الصيني أنّه "إذا كان ينبغي محاسبة أحد، فسيكون بضعة سياسيين أميركيين"، أضاف: "يجب على الولايات المتحدة أن تفهم أن على قوّة كبرى أن تتصرّف كقوّة كبرى". كما رأى أن الولايات المتحدة "منعزلة بالكامل"، وقد لقيت تصريحاته دعماً من نظيره الروسي، بينما عبّرت مبعوثة الولايات المتحدة كيلي كرافت عن غضبها ممّا حصل، وقالت: "عار عليكم جميعاً! أنا مذهولة ومشمئزة من محتوى نقاش اليوم!".

وأضافت كرافت: "أشعر بالعار من هذا المجلس، من أعضاء المجلس الذين استغلّوا هذه الفرصة للتركيز على الضغائن السياسيّة عوض التركيز على موضوع الجلسة الحسّاس"، في وقت دعا فيه الاتحاد الأوروبي أعضاءه إلى تشديد القيود فوراً عند اكتشاف بؤر جديدة للفيروس التاجي، إذ أصبح الوضع في بعض الدول أسوأ ممّا كان عليه وقت الذروة الوبائيّة في آذار.

وفي حين سجّلت أكثر من 5 ملايين إصابة في أوروبا، عبّرت الوكالة الأوروبّية المكلّفة مراقبة الأوبئة عن "قلقها الكبير" حيال التطوّرات في 7 دول من الاتحاد الأوروبي، هي إسبانيا ورومانيا وبلغاريا وكرواتيا والمجر وتشيكيا، فضلاً عن مالطا، بينما سجّلت فرنسا 16096 إصابة جديدة بـ"كوفيد 19" في غضون 24 ساعة، وهو رقم قياسي منذ إطلاق اختبارات الكشف عن الفيروس على نطاق واسع في البلاد. وأثارت الإجراءات الفرنسيّة الصارمة لاحتواء تفشّي الوباء، الذهول والغضب لدى مسؤولين منتخبين واقتصاديين. كما دان مهنيّو قطاع المطاعم والحانات ما اعتبروه "قراراً ظالماً".

وفي الشرق الأوسط، شدّدت إسرائيل إجراءات مكافحة الوباء مع اقتراب انتهاء الأسبوع الأوّل من إغلاق تام في البلاد فشل حتّى الآن في تخفيض معدّل انتشار العدوى الذي يُسجّله الفيروس، وهو الأعلى في العالم قياساً على عدد السكّان. وتشمل التدابير الجديدة إغلاق غالبيّة أماكن العمل والأسواق، ومزيداً من القيود على أداء الصلاة والتجمّعات، فيما حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مستهلّ اجتماع للحكومة لإقرار التدابير الجديدة، قائلاً: "سمعنا في اليومَيْن الأخيرَيْن من خبراء أنّه في حال لم نتّخذ خطوات فوريّة وقاسية سنصل إلى قعر الهاوية".

وفي أقصى شرق آسيا، خفّفت الصين شروط دخول الأجانب الذين يحملون إقامات معيّنة إلى أراضيها، في خطوة إضافيّة نحو عودة السكّان العالقين خارج البلاد بسبب الوباء. وأعلنت الخارجيّة الصينيّة أنّه بات بإمكان الأجانب الذين يحملون إقامة "مرتبطة بنشاط مهني وسارية الصلاحيّة الدخول إلى الصين من دون ضرورة طلب تأشيرات دخول جديدة".

وكان لافتاً ومثيراً للغضب قتل جنود كوريّين شماليّين مواطناً كوريّاً جنوبيّاً يُشتبه بأنّه منشق بعد استجوابه في البحر لساعات عدّة، ثمّ أحرقوا جثته بسبب المخاوف من انتشار الفيروس القاتل، بحسب ما أعلن مسؤولون عسكريّون في سيول أمس، بينما ندّدت وزارة الدفاع الكوريّة الجنوبيّة بحادثة القتل، واعتبرتها "عملاً مشيناً".


MISS 3