لماذا لم تصدر شركة "توتال" بعد دراستها الأوليّة عن نتيجة الحفر لبلوك 4 الذي أجرته لفترة شهرين في لبنان بحثاً عن الغاز؟
سؤال يتردّد اليوم ونحن في مرحلة "التنقيب" عن تشكيل حكومة جديدة، يجدر ان تدرج ضمن خطّتها متابعة عملية الحفر، وخصوصاً في البلوكين 4 و 9 المبشّرين باحتوائهما على كميات كبيرة من الغاز. من هنا لا بدّ من تحديد البئر التي ستتمّ مباشرة الحفر فيها بحثاً عن الغاز والنفط، والتي ترتكز على نتائج دراسة حفر بلوك 4 بغية مقارنتها بالدراسات الجيوفيزيائية التي على اساسها وقع خيار الحفر فيها.
فبناءً على الاتفاقية الموقعة بين الدولة اللبنانية وشركات التحالف (توتال الفرنسية ونوفاتك الروسية وإيني الإيطالية) ستحصل الدولة على نسبة تتراوح بين 56 و71% من إيرادات الرقعة البحرية رقم أربعة، وأخرى تتراوح بين 55 و 63% من الرقعة رقم تسعة. ولا تكمن اهمية استكشاف النفط عند هذا الحد، يقول خبير اقتصاد النفط والغاز فادي جواد لـ"نداء الوطن"، بل إن "20 تريليون قدم مربّعة فقط كفيلة بتوفير الطاقة على مدار الـ 24 ساعة يومياً لمدة عشرين سنة، إستناداً الى هيئة إدارة قطاع النفط في لبنان وهذه أهمية اكتشاف الغاز على سواحل لبنان".
كل ذلك يأتي لتضاف اليه أهمية الغاز والنفط في الصراعات الدائرة في شرق المتوسط والذي أعلن عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال خطابه في المؤتمر الذي عقد في مدينة لوغانو منذ أسبوعين. أما تركيا على لسان رئيسها رجب طيب أردوغان وخلال كلمته في الجلسة العامة للأمم المتحدة، فدعت الى التفاهم حول توزيع الطاقة في منطقة شرق المتوسط. وفي ظلّ توقيع ميثاق الغاز خلال منتدى غاز شرق المتوسّط، الذي شمل كلاً من مصر وإيطاليا وقبرص وإسرائيل واليونان والأردن، واستثنيت منه فرنسا... يبقى السؤال أين سيكون موقع لبنان وهل دخل ضمن التجاذبات النفطية التي تحصل في المنطقة؟
