بعد حادث مقتل "منشق" كوري جنوبي

زعيم كوريا الشماليّة يعتذر من سيول

02 : 00

من النادر جدّاً أن يقدّم كيم شخصيّاً اعتذارات (أ ف ب)

قدّم زعيم كوريا الشماليّة كيم جونغ أون أمس اعتذاراً نادراً في شأن عمليّة قتل مواطن كوري جنوبي في البحر، واصفاً الحادثة بـ"المعيبة وغير المتوقّعة"، وفق ما أفاد مكتب الرئاسة في سيول. ومن النادر جدّاً أن تُقدّم كوريا الشماليّة، بل كيم شخصيّاً، اعتذارات. وتأتي هذه الرسالة في ظلّ الجمود الذي طرأ على العلاقات بين الكوريّتَيْن ووسط توقّف المحادثات النوويّة بين بيونغ يانغ وواشنطن.

وبعد مقتل المسؤول في قطاع الثروة السمكيّة بإطلاق النار عليه الثلثاء من قبل جنود كوريين شماليين، وفيما تمّ إضرام النيران في جثّته وهي في البحر، كإجراء احترازي خشية انتقال عدوى "كوفيد 19"، اعتذر كيم على "خيبة الأمل" التي تسبّبت بها الحادثة للشعب الكوري الجنوبي والرئيس مون جاي إن، بدلاً من مساعدتهم على مواجهة "فيروس كورونا الخبيث"، بحسب ما ذكر مستشار الأمن القومي في سيول سوه هون.

وقرأ سوه رسالة من القسم المسؤول عن العلاقات مع بلاده في الحزب الشيوعي الكوري الشمالي الحاكم. وأقرّت بيونغ يانغ فيها بإطلاق نحو 10 طلقات ناريّة على الرجل الذي "دخل مياهنا بشكل غير شرعي ورفض التعريف عن نفسه بشكل مناسب". وأوضحت أيضاً أنّ حرس الحدود أطلقوا النار عليه تماشياً مع الأوامر المطبّقة في هذا الصدد.

ورأى محلّلون أنّ كوريا الشماليّة تسعى إلى استرضاء جارتها بعد الحادثة التي تُعدّ الأولى التي تُنفّذها القوّات الكوريّة الشماليّة بحق مواطن من الشطر الجنوبي منذ أكثر من عقد، وأثارت غضباً عارماً في كوريا الجنوبيّة، حيث قال الرئيس مون، المدافع الدائم عن علاقات أفضل مع بيونغ يانغ، إنّ "الحادثة صادمة ولا يُمكن التسامح معها لأي سبب".

وإذ اعتبر آهن تشان إيل، وهو منشقّ كوري شمالي بات باحثاً مقيماً في سيول، أنّه "من النادر للغاية أن يُقدّم القائد الأعلى لكوريا الشماليّة اعتذاراً، خصوصاً إلى الكوريين الجنوبيين ورئيسهم"، تابع: "أعتقد أن هذه هي المرّة الأولى منذ حادثة القتل بالفأس الكوريّة العام 1976"، في إشارة إلى مقتل ضابطَيْن أميركيّيْن في المنطقة المنزوعة السلاح التي تُقسّم شبه الجزيرة، في حين قال الأستاذ في جامعة إيوا في سيول ليف إريك إيزلي: "اعتذار كيم جونغ أون المفترض يُقلّل من خطر التصعيد بين الكوريّتَيْن ويُبقي آمال حكومة مون في التواصل حيّة".

وذكرت تقارير إعلاميّة كوريّة جنوبيّة أنّ الرجل في الأربعينات من عمره ولديه ولدان، لكنّه طلّق زوجته في الآونة الأخيرة وكان يُعاني من مشكلات ماليّة. واختفى الرجل الذي كان يرتدي سترة نجاة من سفينة تقوم بدوريّات قرب جزيرة يونبيونغ على الحدود الغربيّة الإثنين، وعَثَرَت عليه القوّات الكوريّة الشماليّة في مياه الشطر الشمالي الإقليميّة بعد نحو 24 ساعة على ذلك.

وأفاد مسؤولون عسكريّون في سيول بأنّ الرجل خضع للتحقيق لساعات عدّة وهو في البحر، وأعرب عن رغبته في الانشقاق، لكنّه قُتِلَ "بأمر من السلطات العليا". وكان قائد القوّات الأميركيّة في كوريا الجنوبيّة روبرت أبرامز قد أشار في وقت سابق من هذا الشهر إلى أنّ بيونغ يانغ أمرت بإطلاق النار على كلّ شخص يُحاول الدخول إلى أراضيها من الصين، وذلك لمنع تفشّي الوباء. كما أنشأت "منطقة عازلة" على حدودها.


MISS 3