الحريري: تشدّد أميركي بالعقوبات... وصرامة مع المدرجين

واشنطن تعتبر لبنان مهدداً من إيران و"حزب الله"

00 : 45

أكد رئيس الحكومة سعد الحريري أنه سمع من الإدارة الأميركية "كل الدعم للجيش اللبناني"، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جدد، خلال اللقاء الذي جمعه به، "دعم بلاده للبنان سياسياً واقتصادياً، من خلال مؤتمر "سيدر" والمؤسسات الدولية وتطبيق الإصلاحات التي تعهدنا بها"، كما أكد "حرص الولايات المتحدة على مواصلة العمل على حل مسألة تحديد الحدود البرية والبحرية".

كلام الرئيس الحريري جاء خلال دردشة مع الصحافيين، عقب لقائه بومبيو، واصفاً علاقة لبنان مع الولايات المتحدة "بالمهمة جداً، بخاصة على صعيد المساعدات التي تقدمها، إن كان للنازحين أو للجيش اللبناني والقوى الأمنية".

وعن العقوبات الأميركية على "حزب الله"، قال الحريري: "لا يمكننا أن نغير وجهة نظر الإدارة الأميركية، لكن ما نحاول القيام به هو تجنيب لبنان أي تبعات في هذا الخصوص"، مضيفاً: "في ما يخص هذه العقوبات، فإنها في رأيي لا تفيد بشيء، لكنهم بالتأكيد سيتشددون في كل ما يتعلق بإيران ومن يساعدها ويتواصل معها، وشرحنا لهم وجهة نظرنا بضرورة تجنيب لبنان تبعات هذه العقوبات، وأعتقد أن رسالتنا وصلت بشكل جيد".

وعما إذا كانت العقوبات ستطاول مصارف أو مؤسسات مالية لبنانية، قال: "سمعت بهذا الأمر من خلال الإعلام، ولكن الجميع يعلم أن الأميركيين يصدرون فجأة لوائح العقوبات الخاصة بهم من دون أي تبليغ مسبق للدولة اللبنانية. ربما تكون هناك تساؤلات عدة عن مؤسسة أو أخرى، لكني متأكد من أنه ليس هناك أي شيء ملموس حتى الآن". وتابع: "علينا أن نتعامل مع أي شخص أو مؤسسة يدرجان على لائحة العقوبات بشكل صارم، من أجل حماية مصارفنا".

وعن إمكانية أن تطاول العقوبات حلفاء لـ"حزب الله"، قال الحريري: "هذا الحديث يتم في الكونغرس في أكثر الأحيان، وكانت هناك محاولة في العام الماضي لوضع نص من هذا القبيل في الكونغرس، ولا شك أن هذا الكلام يتم تداوله أكثر مما هو حقيقة، لكني لا أرى أننا يمكن أن نصل إلى ذلك".

وعن موقف الإدارة الأميركية من أداء الحكومة اللبنانية، ولا سيما في موضوع مصانع الصواريخ الخاصة بـ"حزب الله"، قال: "هذا الموضوع حصل في السابق ويحصل الآن، وهناك نقاش نقوم به مع الإدارة الأميركية وعلى صعيد داخلي، لا أريد ان أدخل في تفاصيل الأمور، لكننا نحاول إيجاد أفضل الطرق لعدم وضع لبنان في موقع خطر".

وعن الكلام بشأن تهديد أمني لشخصيات معارضة لـ"حزب الله"، ولا سيما رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، قال الرئيس الحريري: "من يمس بوليد جنبلاط يمس بي شخصياً وبالرئيس بري، هذا أمر أثبتناه في ما يخص ما حصل بحادثة قبرشمون، ليس من منطلق أننا لا نريد محاكمة من ارتكب هذه الجريمة، بل على العكس نريد محاكمة المرتكب. أما التهويل بأن جنبلاط مستهدف جسدياً فهو مجرد كلام، وما حصل تطور لسوء الحظ إلى مشكل سياسي أكثر مما كان يفترض أن يكون، في حين أن أحداً لم يهرب من القضاء الذي يجب أن يكون المرجع النهائي. أما إذا كان هناك استهداف سياسي لجنبلاط، فإن لديه حلفاء، كالرئيس بري و"القوات اللبنانية" وأنا وغيرنا. لكني لا أعتقد أن جنبلاط مستهدف، ومن يظن ذلك يكون يريد ان يأخذ البلد إلى حرب أهلية".

من جهة أخرى، أشار الحريري إلى أنه "تمّ الحديث عن موضوع النازحين السوريين ووجوب عودتهم إلى بلادهم، وهو ما يتطلب خطوات عدة من النظام السوري، وأولاها العفو العام".

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أعلن الخميس في مؤتمر مشترك بعد لقاء الحريري، التزام الولايات المتحدة دعم مؤسسات الدولة اللبنانية، معتبراً أن "لبنان دولة مهددة من إيران وحزب الله". وتابع: "مستعدون للوساطة في قضية الخلاف البحري بين لبنان وإسرائيل". ولفت إلى أن هذه المحادثات يجب أن تشمل "متابعة النقاط المتبقية المتعلقة بالخط الأزرق". بدوره، شكر الحريري "الدعم الأميركي للقوات المسلحة اللبنانية ونحن ملتزمون بمكافحة الإرهاب". كما أكد "الالتزام بمتابعة مسار المفاوضات "التي أطلقتها حكومة الولايات المتحدة في ما يتعلق بحدودنا البرية والبحرية. ونعتبرها عملية قابلة للحياة"، مشيراً إلى إمكان "التوصل إلى قرار نهائي في الأشهر المقبلة، نأمل أن يكون في شهر أيلول المقبل".


MISS 3