أكثر من مليون مصاب و"الموجة الثانية أسرع"

02 : 00

شهدت لندن مواجهات عنيفة بين متظاهرين والشرطة على خلفيّة "إجراءات كورونا" أمس الأوّل (أ ف ب)

في الوقت الذي يتخوّف فيه الخبراء حول العالم من فصلي الخريف والشتاء، وما قد يحملانه من موجة وبائيّة ثانية أكثر خطورة من الأولى، تخطّى عدّاد الوفيات الناجمة عن الفيروس التاجي عتبة المليون، بعد أكثر من 9 أشهر على بدء تفشّيه في ووهان الصينيّة. وفي مدن أوروبّية عدّة، منها باريس ومدريد ولندن، تجمّع المعارضون للقيود الجديدة المفروضة في محاولة لوقف تفشّي الوباء تعبيراً عن رفضهم لها. ونزل متظاهرون إلى شوارع مدريد أمس احتجاجاً على توسيع نطاق إغلاق جزئي ليشمل المزيد من الأحياء في منطقة العاصمة الإسبانيّة، في محاولة لوقف ارتفاع الإصابات بـ"كورونا المستجدّ".

وتجمّع آلاف الأشخاص أمام البرلمان المحلّي في مدريد، وتحديداً في فايكاس، إحدى المناطق التي تخضع لإغلاق جزئي منذ الأسبوع الماضي للاحتجاج على تلك القيود. واحتجّ كثيرون على ما وصفوه بـ"التمييز" بين الفقراء والأغنياء من جانب السلطات.

واشتكى العديد من المتظاهرين من عدم كفاءة الحكومة المحلّية في مجال تحسين النظام الصحي ومعالجة مشكلة اكتظاظ النقل العام. ودعا المتظاهرون أيضاً إلى استقالة رئيسة الحكومة المحلّية ايزابيل دياث ايوسو. وحصلت تظاهرات مماثلة أصغر نطاقاً في أقسام أخرى من المدينة.

وباتت المدينة والمنطقة المحيطة بها بؤرة موجة ثانية من الإصابات تشهدها إسبانيا، حيث بلغت حصيلة الوفيات أكثر من 31 ألفاً من أصل 700 ألف إصابة على المستوى الوطني منذ بدء انتشار الفيروس القاتل، وهي أعلى نسبة إصابات في الاتحاد الأوروبي.

وفي لندن، أوقف 10 أشخاص وأصيب 4 عناصر شرطة بجروح السبت خلال تظاهرة عنيفة جمعت آلاف المعارضين للقيود. أمّا في باريس، فقد تجمّع المئات من أصحاب المطاعم والحانات والملاهي ومن ممثلين عن قطاع الفنادق احتجاجاً على تشديد الإجراءات الصحية التي تطال مؤسّساتهم في العاصمة الفرنسيّة.

توازياً، حذّر رئيس اللجنة الوطنيّة في نقابة الأطباء الفرنسيّة باتريك بويت من أن البلاد ستُواجه تفشّياً للفيروس الفتّاك يستمرّ شهوراً ويستنفد نظامها الصحي في حال لم يتغيّر شيء ما. وقال بويت إنّ "الموجة الثانية آتية أسرع ممّا اعتقدنا"، معتبراً أن التحذيرات التي أطلقها وزير الصحة أوليفيه فيران الأسبوع الماضي ليست كافية.

وتابع المسؤول الصحي الفرنسي: "لم يقل إنّه في غضون ثلاثة إلى أربعة أسابيع، إذا لم يتغيّر شيء، فإنّ فرنسا ستُواجه تفشّياً واسعاً في كلّ مناطقها خلال فصلي الخريف والشتاء"، لافتاً إلى أنّه لن تكون هناك طواقم طبّية متوافرة لتقديم التعزيزات، والنظام الصحي في فرنسا لن يكون قادراً على تلبية كلّ المطالب.


MISS 3