في إعلان أمني لافت، يأتي في خضمّ التوتّر الإقليمي المرتبط بالتدخّل الإيراني في شؤون دول الجوار، أعلنت رئاسة أمن الدولة السعوديّة أمس الإطاحة بخليّة إرهابيّة تلقّى عناصرها تدريبات عسكريّة وميدانيّة داخل مواقع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، من ضمنها طرق وأساليب صناعة المتفجّرات.
وقادت التحرّيات الأمنيّة السعوديّة إلى تحديد هويّات العناصر وموقعَيْن لهم، أحدهما منزل والآخر عبارة عن مزرعة، اتّخذوا منهما وكرَيْن لتخزين كمّيات من الأسلحة والمتفجّرات، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعوديّة "واس". وأسفرت العمليّة الأمنيّة عن القبض على عناصر هذه الخليّة وعددهم 10، 3 منهم تلقّوا التدريبات في إيران، أمّا الباقون فقد ارتبطوا مع الخليّة بأدوار مختلفة.
على صعيد آخر، أمر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بحجز القوّة الأمنيّة المسؤولة عن تأمين منطقة حي الجهاد في العاصمة بغداد، بعد انطلاق صواريخ منها استهدفت مطار بغداد، بحسب ما أعلنت قيادة العمليّات المشتركة العراقيّة التي أوضحت أن قرار حجز القوّة جاء بسبب "تقاعسها" عن حماية المواطنين، متوعّدةً بمعاقبة "كلّ قوّة تتقاعس عن أداء مهامها الأمنيّة".
وبعدما قُتِلَ 3 أطفال وامرأتان ينتمون إلى عائلة عراقيّة واحدة بسقوط صاروخ على منزلهم المجاور لمطار بغداد، حيث ينتشر جنود أميركيّون، حمّلت القيادة "عصابات الجريمة والمجاميع الخارجة عن القانون" المسؤوليّة عن الحادث، مؤكدةً أن الكاظمي أمر بفتح تحقيق فوري بالحادث وملاحقة الجناة "مهما كانت انتماءاتهم وارتباطاتهم، لينالوا أشدّ العقوبات". كما شدّد الكاظمي على ضرورة تكثيف الأجهزة الأمنيّة جهودها الاستخباراتيّة للحدّ من هذه الجرائم.
ويندرج هذا الهجوم الجديد الذي يهدف إلى استهداف المصالح الأميركيّة، في إطار سلسلة هجمات منذ بداية آب تقف خلفها جماعات مسلّحة تدور في فلك إيران. كما يأتي الهجوم الدموي أمس، بعدما هدّدت واشنطن بإغلاق سفارتها في بغداد وسحب جنودها البالغ عددهم ثلاثة آلاف من البلاد إذا لم يتوقّف إطلاق الصواريخ.
وكرّرت واشنطن مطالبة السلطات العراقيّة باتخاذ إجراءات حاسمة بحق هذه المجموعات المدعومة من طهران. والتحذيرات الأميركيّة المرفقة بتهديدات بفرض عقوبات قاسية على شخصيّات سياسيّة وعسكريّة عراقيّة، ساهمت في صدور سلسلة بيانات سياسيّة ترمي إلى التهدئة في الآونة الأخيرة.