يريفان وباكو تتحدّثان عن خسائر فادحة متبادلة

أرمينيا: "أف 16" تركية أسقطت إحدى مقاتلاتنا

02 : 00

المقاتلون الأرمن يُقاومون الهجوم الأذربيجاني بشراسة في ناغورني قره باغ (أ ف ب)

بينما لا تزال المعارك الطاحنة تأخذ مداها الميداني على مختلف جبهات القتال المشتعلة بين المقاتلين الأرمن في إقليم ناغورني قره باغ المستقلّ المدعوم من يريفان والقوّات الأذربيجانيّة، أعلنت أرمينيا أمس أن مقاتلة تركيّة من طراز "أف 16" أسقطت إحدى طائراتها الحربيّة من نوع "سو 25" خلال المعارك مع أذربيجان، الأمر الذي نفته أنقرة حليفة باكو.

وفي وقت لم يستجب فيه طرفا النزاع للدعوات الإقليميّة والدوليّة المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في قره باغ، الإقليم الأرمني المستقلّ الذي انفصل عن أذربيجان في تسعينات القرن الماضي، وفيما يُعلن كلّ طرف تكبيد الطرف المقابل خسائر فادحة، من شأن تدخّل تركيا المباشر في المعارك العسكريّة أن يؤدّي إلى تصعيد جيوسياسي خطر، خصوصاً أن لروسيا مصالح استراتيجيّة ونفوذاً كبيراً في جنوب القوقاز.

وأوضحت وزارة الدفاع الأرمينيّة أن المقاتلة التركيّة كانت تُجري طلعة جوّية لمؤازرة سلاح الجوّ الأذربيجاني في قصف تجمّعات مدنيّة في أرمينيا، عندما أسقطت المقاتلة الأرمينيّة، ما أسفر عن مقتل الطيّار، بينما نفت أنقرة صحّة الرواية الأرمينيّة، معتبرةً أن "على أرمينيا الإنسحاب من الأراضي التي تحتلّها بدل اللجوء إلى هذه الدعاية السخيفة".

وفي الأثناء، توعّد كلّ من رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، بمواصلة القتال، في وقت أعلنت فيه الدفاع الأرمينيّة أن المقاتلين الأرمن في قره باغ تمكّنوا من صدّ هجمات أذربيجانيّة على طول الجبهة الأماميّة، مؤكدة أن "العدو تكبّد خسائر بشريّة فادحة"، مع "إسقاط نحو 50 طائرة من دون طيّار و6 مروحيّات وتدمير 80 دبّابة"، في حين أشارت باكو إلى أن جيشها تصدّى لهجوم أرمني مضاد، ودمّر قافلة أرمينيّة مؤلّلة ووحدة مدفعيّة، وفي وقت لاحق فوج مشاة تُسانده عربات عسكريّة بأكمله.

تزامناً، حضّ الكرملين تركيا والأطراف المتحاربة على العمل من أجل "التوصّل إلى تسوية سلميّة لهذا النزاع بالسُبل السياسيّة والديبلوماسيّة". لكن مدير الإعلام في الرئاسة التركيّة أكد أن بلاده "تتعهّد بالكامل مساعدة أذربيجان في استعادة أراضيها المحتلّة والدفاع عن حقوقها ومصالحها بموجب القانون الدولي".

وفي هذا الإطار، ذكر رئيس الوزراء الأرميني أن مسؤولين عسكريين كباراً من تركيا موجودون في أذربيجان لتوجيه العمليّات العسكريّة، ودعا المجتمع الدولي إلى إدانة ما سمّاه "عدوان أذربيجان وتركيا"، معتبراً أن وجود الشعب الأرمني مهدّد، فيما رأت الخارجيّة الروسيّة أن "موقف تركيا النشط" في النزاع كان متوقّعاً. وتنضوي يريفان في تحالف عسكري يضمّ جمهوريّات سوفياتيّة سابقة بقيادة موسكو.

وقُبيل الإجتماع الطارئ المُغلق لمجلس الأمن الدولي الذي يُناقش التطوّرات في ناغورني قره باغ، دعا وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو من اليونان إلى وقف أعمال العنف والعودة إلى المفاوضات "في أسرع وقت"، وقال: "على طرفَيْ النزاع وقف أعمال العنف والعمل إلى جانب مجموعة مينسك من أجل استئناف المفاوضات البالغة الأهمّية بأسرع وقت".


MISS 3