وفاة فلسطيني برصاص شرطي إثر تنفيذه عمليّة دهس

نائبة أميركيّة ترفض الذهاب إلى إسرائيل

01 : 41

السلطات الإسرائيليّة ترفع السيّارة التي استُخدمت في عمليّة الدهس عند مدخل مستوطنة "اليعازر" أمس (أ ف ب)

أعلنت السلطات الإسرائيليّة أمس أنّها سمحت للنائبة الأميركيّة، الفلسطينيّة الأصل رشيدة طليب، بزيارة جدّتها المسنّة في الضفة الغربيّة لـ"دواع إنسانيّة"، في عرض سارعت النائبة المنتمية إلى الجناح اليساري في الحزب الديموقراطي إلى رفضه، معتبرةً أنّ شروطه "جائرة". وقالت طليب (43 عاماً) في تغريدة على "تويتر": "لقد قرّرت أنّ زيارة جدّتي في ظلّ هذه الشروط الجائرة تتعارض وكلّ ما أؤمن به، أي محاربة العنصريّة والجور والظلم"، مضيفةً: "عندما فزت، أُعطي الشعب الفلسطيني الأمل بأنّ أحداً ما سيقول في النهاية الحقيقة عن الظروف اللاإنسانيّة". وتابعت النائبة الديموقراطيّة: "لا يُمكنني أن أسمح لدولة إسرائيل بأن تسرق هذا النور من طريق إذلالي واستخدام حبّي لجدّتي للخضوع لسياساتها القمعيّة والعنصريّة"، مؤكّدةً أنّ "إسكاتي ومعاملتي كمجرمة ليس ما تُريده جدّتي لي"، معتبرةً أن "هذا الأمر سيقتل قطعة منّي".

وأتى موقف طليب ردّاً على قرار وزير الداخليّة الإسرائيلي أرييه درعي السماح لها بدخول الدولة العبريّة للقيام بـ"زيارة إنسانيّة لجدّتها"، وذلك غداة إعلان إسرائيل أنّها ستمنع زيارة طليب وزميلتها الديموقراطيّة إلهان عمر، لأنّ النائبتَيْن الأميركيّتَيْن تُؤيّدان جهود مقاطعة إسرائيل. لكنّ الوزارة كشفت في بيان أنّ قرار السماح لها بـ"زيارة إنسانيّة" اتُّخذ عقب تعهّد طليب في رسالة بـ"احترام الشروط المفروضة من إسرائيل". وأكّدت الوزارة أن طليب "وعدت بعدم الترويج لمسألة مقاطعة إسرائيل خلال زيارتها". وأرسلت طليب ليل الخميس - الجمعة طلباً خطّياً إلى السلطات الإسرائيليّة للسماح لها بزيارة عائلتها، وتحديداً جدّتها المقيمة في قرية بيت عور الفوقا، قرب رام الله في الضفة الغربيّة. وكتبت في رسالتها المقتضبة بالإنكليزيّة التي نُشِرَ نصّها على الإنترنت: "قد تكون هذه فرصتي الأخيرة لزيارتها"، متعهّدةً بـ"احترام كلّ القيود وعدم الترويج لمقاطعة إسرائيل خلال زيارتي".

وفي قرية بيت عور الفوقا، شمال الضفة الغربيّة، التقت وكالة "فرانس برس" جدّة رشيدة طليب وأقاربها الذين كانوا يترقّبون القرار الإسرائيلي مع انهماكهم في استكمال التحضيرات لاستقبالها. وقالت الجدّة قبل وقت قصير من إعلان السلطات الإسرائيليّة قرارها: "أعتقد أنّها ستصل إلى القرية مرتدية الثوب الفلسطيني"، مضيفةً: "نحن نستعدّ لاستقبالها وسنحتفل بها وبإلهان، نُريد ذبح خروف عند وصولها". وجاء قرار إسرائيل برفض زيارة النائبتَيْن بعد وقت قصير من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "تويتر"، حيث قال: "إذا سمحت إسرائيل للنائبتَيْن عمر وطليب بالزيارة، فهذا سيُظهر ضعفاً كبيراً". وأبلغ ترامب الصحافيين لاحقاً بأنّ النائبتَيْن "قالتا بعضاً من أسوأ الأشياء التي سمعها على الإطلاق عن إسرائيل"، متسائلاً: "لذا كيف يُمكن أن تقول إسرائيل مرحباً؟". وكان قرار منع دخول طليب وعمر أثار، بالرغم من دعم الرئيس الأميركي له، انتقادات حادة داخل الولايات المتّحدة الأميركيّة من حلفاء لإسرائيل، بينهم نوّاب ديموقراطيّون كبار ومرشّحون للانتخابات الرئاسيّة، بل وحتّى لجنة الشؤون العامة الأميركيّة - الإسرائيليّة "ايباك".

وهكذا، انتقدت "ايباك"، وهي من مجموعات الضغط المؤيّدة لإسرائيل، قرار منع الزيارة. وفيما أبدى أعضاء اللجنة البارزة "اعتراضهم" على دعم طليب وعمر لحملة مقاطعة إسرائيل، قالت "ايباك": "نحن نعتقد أيضاً أنّ كلّ عضو في الكونغرس يجب أن يكون قادراً على زيارة إسرائيل والتعرّف مباشرة إلى حليفتنا الديموقراطيّة". كذلك، ندّد أكثر من 70 ديموقراطيّاً في مجلسَيْ الشيوخ والنوّاب علانيّةً بقرار إسرائيل، فيما التزم النوّاب الجمهوريّون الصمت عموماً. واعتبر زعيم الأقليّة الديموقراطيّة في مجلس الشيوخ تشاك شومر والمؤيّد الكبير لإسرائيل، القرار أنّه "علامة ضعف ستضرّ فقط العلاقات الأميركيّة - الإسرائيليّة ودعم إسرائيل في أميركا".

بدورها، وصفت رئيسة مجلس النوّاب الأميركي، الديموقراطيّة نانسي بيلوسي، منع إسرائيل دخول النائبتَيْن بأنّه "مؤشّر إلى الضعف وأدنى من كرامة دولة إسرائيل العظيمة"، معتبرةً الخطوة أنّها "مخيبة كثيراً للآمال". كما وصفت النائبة إلهان عمر، القرار الإسرائيلي، بـ"المخيف والمهين للقيم الديموقراطيّة". من جانبها، اعتبرت عضو اللجنة التنفيذيّة لـ"منظّمة التحرير الفلسطينيّة" حنان عشراوي، القرار الإسرائيلي، أنّه "عمل مشين وعدائي ضدّ الشعب الأميركي ومن يُمثّله". لكنّ فلسطينيين أبدوا انزعاجهم من رسالة طليب لوزارة الداخليّة الإسرائيليّة. وكتب صحافي فلسطيني عبر صفحته على "فيسبوك": "طلب رشيدة طليب السماح لها بزيارة بلدها الأمّ لأسباب انسانيّة خطوة غير موفّقة بالمرّة".

ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأوّل عن قرار المنع السابق، مشيراً إلى أنّ مسار رحلتهما يؤكّد أنّهما تعتزمان مواصلة تأييد مقاطعة إسرائيل. وتابع في بيان: "كدولة ديموقراطيّة، حرّة ونابضة بالحياة، فإنّ إسرائيل تفتح أبوابها أمام أيّ منتقد أو انتقاد، مع استثناء وحيد". وأردف موضحاً: "يُحظّر قانون إسرائيلي دخول الأشخاص الذين يدعون إلى مقاطعتها وينشطون في ذلك، كما هو الحال مع الديموقراطيّات الأخرى التي تمنع دخول أشخاص تعتبر أنّهم يُلحقون ضرراً بالبلاد". وفي العام 2017، أصدرت إسرائيل قانوناً يحظر دخول الأجانب الذين يدعمون مقاطعتها. وصدر القانون ردّاً على "حركة مقاطعة إسرائيل" كوسيلة للضغط عليها.

تزامناً، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة اسرائيليَّيْن بجروح في عمليّة دهس عند مدخل مستوطنة "اليعازر"، الواقعة جنوب بيت لحم في الضفة الغربيّة، في حين لفتت وزارة الصحة الفلسطينيّة إلى أنّ المواطن الفلسطيني علاء خضر الهريمي (27 عاماً)، من مدينة بيت لحم، توفي متأثراً بإصابته برصاص شرطي إسرائيلي أطلق النار عليه عند مدخل المستوطنة، إثر قيامه بعمليّة الدهس. وأوضح الجيش في بيان أن "تحقيقاً أوليّاً في الحادث يُشير إلى أن إرهابيّاً دهس مدنيَيْن"، بينما كشفت الشرطة أن "شرطيّاً كان عائداً إلى منزله بعد انهاء عمله وشاهد الهجوم، ورأى المهاجم يُحاول الخروج من الآليّة". وأشارت إلى أن "الشرطي أطلق النار عليه ونجح في تحييده". ووقع الحادث في محطّة للحافلات مقابل مدخل المستوطنة. وانتشرت قوّات للشرطة بشكل كثيف في مكان الهجوم.

وتصاعد التوتّر في البلدة القديمة في القدس هذا الأسبوع، بعد تزامن الأعياد الإسلاميّة واليهوديّة، واندلاع مواجهات عنيفة الأحد بين الشرطة الإسرائيليّة ومصلّين فلسطينيين في الحرم القدسي، أسفرت عن إصابة عشرات الفلسطينيين و4 من عناصر الشرطة الإسرائيليّة.


MISS 3