كشمير تشهد صدامات عنيفة

01 : 42

إشتبك مئات المحتجّين أمس مع الشرطة في كشمير الخاضعة للإدارة الهنديّة، في وقت بحث رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أوضاع الاقليم خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قُبيل جلسة لمجلس الأمن الدولي خُصّصت لهذه القضيّة. وأوضح وزير الخارجيّة الباكستاني شاه محمود قرشي أن خان بحث مع ترامب مخاوفه حيال "الوضع في كشمير المحتلّة"، بينما أعلن البيت الأبيض أن ترامب أكّد لخان ضرورة تخفيف التوتر بين الهند وباكستان وحلّ قضيّة كشمير عبر الحوار.

من جهته، ندّد السفير الهندي لدى الأمم المتّحدة سيد أكبر الدين، بالتدخّل الدولي في شؤون كشمير، وذلك بعدما عقد مجلس الأمن أوّل اجتماع رسمي له منذ نحو 50 عاماً حول هذه المنطقة المتنازع عليها بين نيودلهي وإسلام أباد.

وقال السفير للصحافيين في نيويورك: "لا نحتاج إلى هيئات دوليّة تتدخّل في شؤون غيرها لمحاولة إطلاعنا على كيفيّة إدارة حياتنا".

وفي سريناغار، أطلقت الشرطة الغاز المسيّل للدموع وكريات من بنادق الضغط لتفريق المحتجّين الذين أرادوا التظاهر في الطريق الرئيسي في المدينة، بعد صلاة الجمعة.

وألقى المتظاهرون الحجارة على الشرطة واستخدموا بضائع المتاجر وصفائح القصدير للاحتماء، عندما أطلقت الشرطة عشرات الطلقات على الحشد. وسار المتظاهرون حاملين أعلاماً سوداء، دلالةً على الحزن، ولافتات تحمل شعارات بينها: "إذهبوا إلى الهند، عودوا أدراجكم". واندلعت الاشتباكات فيما أعلن مسؤول هندي رفيع أنّ السلطات ستشرع في إعادة الخطوط الهاتفيّة في كشمير مساء أمس، بما في ذلك سريناغار.

كما سجّلت صدامات متقطّعة في أجزاء أخرى من وادي كشمير، المعقل الرئيسي لمقاومة الحكم الهندي منذ عقود، وحيث الاتصالات مقطوعة منذ أسبوعَيْن تقريباً.

وظلّت المدن والبلدات الكبرى في وادي كشمير المضطرب خاضعة لحظر التجوّل، ولم تسمح القوّات الحكوميّة بالتحرّك سوى بناءً على تصاريح خاصة. وأقامت القوّات حواجز واستخدمت الأسلاك الشائكة لسدّ الطرق. ولم يُسمح بالتجمّعات الكبيرة في الوادي، وأغلقت معظم المساجد لليوم الثاني توالياً.

ووسط خشية الحكومة المركزيّة في نيودلهي من الاحتجاجات والاضطرابات، عاشت المنطقة الواقعة في شمال الهند، ذات الغالبيّة المسلمة، تحت إجراءات مشدّدة منذ الأسبوع الأوّل من آب، حين تقرّر إنهاء الحكم الذاتي لكشمير والحاقها مباشرةً بالحكومة الهنديّة. ونشرت الهند عشرات الآلاف من عناصر القوّات الإضافيين، الذين انضمّوا إلى نصف مليون منتشرين فيها أصلاً، كذلك قيّدت بشدّة التحرّكات والاتصالات. واحتجزت السلطات أكثر من 500 شخص، بينهم سياسيّون كشميريّون وأساتذة جامعات وكبار رجال الأعمال وناشطون.

وكشف مسؤولون في الجزء الذي تُسيطر عليه باكستان من كشمير أمس الأوّل أن ثلاثة جنود باكستانيّين لقوا حتفهم في قصف هندي عبر خط المراقبة، وهو بمثابة حدود فعليّة بينهما، وقُتِلَ آخران في حادث منفصل. وأعلن الجيش الباكستاني أنّه ردّ على إطلاق النار، ما أدّى إلى مقتل 5 جنود هنوداً. لكن متحدّثاً باسم الجيش الهندي نفى ذلك في تصريح لوكالة الأنباء الهنديّة.


MISS 3