رفضت إجراء محادثات جديدة مع سيول

بيونغ يانغ تُطلق صاروخين باليستيَّيْن

01 : 43

خريطة بيانيّة تُظهر مسار الصاروخين

في سادس تجربة صاروخيّة تُجريها منذ 25 تموز، أطلقت كوريا الشماليّة أمس صاروخين قصيري المدى سقطا في بحر اليابان، وشنّت في الوقت ذاته هجوماً لاذعاً على ما وصفته بـ"الدعوات السخيفة" للحوار من جانب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، رافضةً إجراء مزيد من المحادثات الثنائيّة مع سيول.

وأوضحت هيئة الأركان الكوريّة الجنوبيّة أن الصاروخَيْن أُطلقا من جوار مدينة تونغتشون في إقليم كانغوون في جنوب شرقي كوريا الشماليّة، وحلّقا على مسافة نحو 230 كلم، قبل أن يسقطا في بحر الشرق المعروف أيضاً ببحر اليابان. وأكّدت الهيئة أن "الجيش يُراقب الوضع تحسّباً لحصول عمليّات إطلاق أخرى، فيما نُحافظ على جاهزيّتنا". وقال مسؤول في هيئة الأركان المشتركة لوكالة "فرانس برس": "يُعتقد أنّهما صاروخان باليستيّان قصيرا المدى"، مشدّداً على أنّه "لا يزال يتعيّن إجراء مزيد من التحاليل للتأكّد من ذلك".

وحصلت التجربة في وقت رفضت "لجنة إعادة التوحيد السلمي للبلاد"، التابعة لسلطات الشمال الشيوعي، تصريحات للرئيس مون أمس الأوّل، عبّر فيها عن رغبته في إعادة التوحيد، مؤكّدةً أنّه لم يعد لديها ما تُناقشه مع سيول. ووصفت مون، الذي طالما أيّد الحوار مع بيونغ يانغ، بـ"الرجل الوقح الذي يندر العثور على مثيل له"، لأنّه أمل في استئناف المحادثات بين الكوريّتَيْن فيما كان يُواصل المناورات العسكريّة مع واشنطن.

وأعلن مون في خطاب ألقاه بمناسبة ذكرى تحرير كوريا من الاحتلال الياباني (1910-1945)، أن هدفه هو "التوصّل إلى السلام وإعادة التوحيد بحلول 2045"، بالرغم من انتهاء ولايته الرئاسيّة العام 2022، في البلد الذي لا يسمح بأكثر من ولاية واحدة. وذكرت بيونغ يانغ في بيانها بلغة ساخرة أن خطاب مون يستحق تعليق "خطاب ذكرى أحمق"، مؤكّدةً أنّه "لم يعد لدينا ما نُناقشه مع سلطات كوريا الجنوبيّة، وليس لدينا أيّ نيّة في الاجتماع معها مجدّداً". وجاء في بيان بيونغ يانغ أيضاً أن السلطات الكوريّة الجنوبيّة "تتطفّل للصيد في الماء العكر في الحوار المستقبلي الأميركي - الكوري الشمالي"، مضيفاً: "تحلم بأنّ مرحلة الحوار ستأتي بشكل طبيعي عندما تنتهي المناورات العسكريّة بين سيول وواشنطن". وتابع البيان: "من الأفضل لمون أن يتوقّف عن ذلك التعلّق المستمرّ غير المجدي".

من جهتها، رأت وزارة التوحيد في سيول أن تصريحات كوريا الشماليّة لا تتّسق مع روح الاتفاقات بين الكوريّتَيْن، ومنها إعلان بانموجوم الموقّع بين مون وكيم في نيسان العام الماضي. وقال مسؤول في الوزارة: "نُريد أن نُشير بوضوح إلى أن التصريحات لن تُساعد في تحسين العلاقات بين الكوريّتَيْن على الإطلاق". وحذّر الزعيم الكوري الشمالي في مطلع آب من أن عمليّات إطلاق الصواريخ تُشكّل تحذيراً جدّياً موجّهاً إلى كوريا الجنوبيّة والولايات المتّحدة بسبب التدريبات العسكريّة المشتركة التي يُجريها البلدان. وتُندّد بيونغ يانغ باستمرار بهذه المناورات العسكريّة السنويّة التي تعتبرها تدريبات تُمهّد لغزوها، غير أنّها كانت تمتنع عن تنفيذ تجارب خلالها. وهدّدت مراراً أيضاً بأنّ بدء المناورات من شأنه أن يحول دون استئناف محادثاتها مع الولايات المتّحدة حول ترسانتها من الأسلحة النوويّة. وتأتي التجارب الأخيرة في وقت تبدو خطط استئناف المحادثات على مستوى فرق العمل بين بيونغ يانغ وواشنطن مجمّدة.

والتدريبات الأميركيّة - الكوريّة الجنوبيّة المشتركة تُجرى سنويّاً منذ 4 سنوات، لكن قُلّصت لتهدئة التوتر مع بيونغ يانغ. غير أن الجارة الشماليّة المشاكسة هدّدت الأسبوع الماضي بإجراء مزيد من التجارب على الأسلحة في أعقاب بدء التمارين المشتركة الأخيرة بين سيول وواشنطن في 5 آب. وقلّل مون من أهمّية التجارب الأخيرة لكوريا الشماليّة، بل ألمح إلى مشاريع اقتصاديّة محتملة بين الكوريّتَيْن في مسعى للتصدّي للحرب التجاريّة بين كوريا الجنوبيّة واليابان، ما دفع بمنتقدين للقول إنّ لديه "أوهاماً بالسلام". ووصفت سيول غالبيّة عمليّات الإطلاق السابقة بأنّها لصواريخ باليستيّة قصيرة المدى، فيما كشفت بيونغ يانغ أن بعض عمليّات الإطلاق يتعلّق بـ"منظومة صواريخ موجّهة من العيار الثقيل".

ويحظر على كوريا الشماليّة إطلاق صواريخ باليستيّة بموجب قرارات لمجلس الأمن الدولي. وبعد سنة من التهديدات المتبادلة والتوتر المتصاعد، عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي قمّة تاريخيّة في سنغافورة العام الماضي، وقّعا فيها على تعهّد غير واضح بالعمل على "نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكوريّة". وأخفقت قمّة ثانية في هانوي بينهما، وسط خلافات حول تخفيف العقوبات وحجم التنازلات من الدولة الشماليّة المغلقة. ثمّ اتّفق ترامب وكيم على استئناف المحادثات خلال لقاء لم يكن مقرّراً في حزيران، في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريّتَيْن. وشدّدت بيونغ يانغ في الآونة الأخيرة على أن محادثات الملف النووي ستكون "حصراً" بين الشمال والولايات المتّحدة، رافضةً إجراء حوار منفصل مع كوريا الجنوبيّة، بعدما اتّهمت سيول بلعب دور "وسيط متطفّل" في أعقاب انهيار قمّة هانوي.


MISS 3