مواجهات دامية بين "النظام" و"داعش" في شمال سوريا

تحقيق دولي حول "هجوم كيماوي" يُحرج دمشق

02 : 00

المدنيّون دفعوا أثماناً باهظة خلال الحرب السوريّة (أرشيف)

أعلنت منظّمة حظر الأسلحة الكيماويّة أمس أنّها لم تتمكّن من إثبات ما إذا جرى استخدام أسلحة كيماويّة في هجوم على حلب أعلنت دمشق أن "جماعات معارضة" شنّته في تشرين الثاني 2018، ما يُشكّل احراجاً للنظام الذي غالباً ما استخدم هذه الورقة لوضع نفسه بموقع الضحيّة في شأن الهجمات الكيماويّة.

وكانت دمشق قد طلبت رسميّاً من منظّمة حظر الأسلحة الكيماويّة، ومقرّها لاهاي، فتح تحقيق في الواقعة التي تسبّبت لنحو 100 شخص بحالات اختناق واستدعت ردّاً بغارات روسيّة. واتّهمت السلطات السوريّة "جماعات إرهابيّة" باستهداف حلب، المدينة السوريّة الخاضعة لسيطرة قوّات النظام.

وجاء في بيان للمنظّمة الدوليّة أن "المعلومات الواردة والتي تمّ تحليلها، وخلاصة المقابلات ونتائج التحاليل المخبريّة لم تسمح لبعثة تقصّي الحقائق (فريق التحقيق)، بإثبات ما إذا استُخدمت مواد كيماويّة أم لا في الواقعة"، التي حصلت في 24 تشرين الثاني 2018.

كما أشارت المنظّمة في تقريرها إلى أن العوارض التي ظهرت على الضحايا المفترضين "يُمكن أن تكون نتيجة التعرّض لمادة غير متفجّرة سبّبت تهيّجاً خفيفاً أو متوسّطاً في الجهاز التنفّسي". وأوضحت أن الشهادات لم تسمح بإثبات مصدر المادة، والشظايا المعدنيّة التي أبرزتها الحكومة السوريّة "لم تسمح بإقامة رابط مع الواقعة".

وكان تحالف واسع من مقاتلي الفصائل المعارضة قد نفى أي تورّط في هجوم على حلب، أعلنت السلطات السوريّة وحليفتها روسيا أن مادة "الكلور" استُخدمت فيه، فيما اتّهمت واشنطن، دمشق وموسكو آنذاك، بالسعي إلى "نسف" وقف إطلاق النار الهشّ في محافظة إدلب عبر الترويج لفرضيّة هجوم كيماوي. وبحسب الولايات المتحدة، فقد استخدم النظام السوري غازات مسيّلة للدموع ضدّ المدنيين من أجل الإيحاء بحصول هجوم بـ"الكلور" شنّته فصائل مقاتلة معارضة.

وفي تقرير آخر نُشِرَ أمس أيضاً، أعلنت المنظّمة أنّها لم تتمكّن من إثبات ما إذا تمّ استخدام أسلحة كيماويّة في هجوم مفترض بـ"الكلور" في سراقب، المدينة الواقعة على بُعد 50 كيلومتراً جنوب حلب، في آب 2016. ويأتي نشر التقريرَيْن بعد بضعة أيّام من كلمة لروسيا أمام الأمم المتحدة في نيويورك شكّكت فيها بتحقيقات منظّمة حظر الأسلحة الكيماويّة في سوريا.

وفي الغضون، قُتِلَ أكثر من 18 عنصراً في الساعات الأربع والعشرين الماضية في مواجهات ضارية بين قوّات النظام السوري ومقاتلي تنظيم "داعش" في شمال سوريا، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي أشار إلى "مقتل 11 عنصراً في قوّات النظام والمسلّحين الموالين لها، و7 عناصر من التنظيم الجهادي"، وذلك في "اشتباكات متواصلة تشهدها محاور ضمن البادية السوريّة" تتركّز "ضمن مثلث حلب - حماة - الرقة". وبحسب المرصد، فقد نفّذت الطائرات الروسيّة طلعات جوّية شنّت من خلالها غارات مكثّفة على المنطقة.