نشر رسالةً عامة تدعو إلى "الأخوّة"

البابا: العدالة تتطلّب احترام حقوق الشعوب

02 : 00

يُحيي المؤمنين بساحة القديس بطرس في الفاتيكان أمس (أ ف ب)

دعا البابا فرنسيس بمناسبة حفل تدشين الرسالة البابويّة الجديدة أمس، إلى "احترام الحقوق الإجتماعيّة وحقوق الشعوب" وإلى "العودة لتعزيز الخير من أجل أنفسنا ومن أجل البشريّة جمعاء"، مشدّداً على أن "لكلّ إنسان الحق في العيش بكرامة والتمتّع بتطوّر كامل". وقال في هذا الصدد: "لا يتمّ تحقيق المساواة من خلال القول إنّ جميع البشر متساوون بشكل مجرّد، إنّما هي نتيجة للتنمية الواعية والتربويّة للأخوة".

ونشر الحبر الأعظم رسالة عامة طويلة من أجل مكافحة التفاوت الإجتماعي تحت عنوان "جميعنا أخوة" (فراتيلي توتي)، طالب فيها بعالم أكثر تضامناً مع الضعفاء ومندّداً بالنزعة الفرديّة في المجتمعات. وقال: "كم أن عائلتنا البشريّة تحتاج لأن تتعلّم العيش المشترك في وئام وسلام، من دون الحاجة لأن نكون جميعاً متشابهين"، مشيراً إلى أن "العدالة تتطلّب بأن نعترف ونحترم ليس فقط حقوق الأفراد، لكن أيضاً الحقوق الإجتماعيّة وحقوق الشعوب".

وفي رسالته العامة الثالثة، استعاد البابا الأرجنتيني التعليقات التي أدلى بها على مرّ سبع سنوات ونصف السنة من حبريّته "للمساهمة في التفكير بحلم جديد من الأخوة والصداقة الإجتماعيّة"، إذ يُريد الحبر الأعظم الإعتقاد أنّها ممكنة رغم تنديده "بالنزعة الفرديّة الراديكاليّة في مجتمع مريض يتجاهل المعاناة".

وإذ أكد أنّه "لا يُمكن أن يُحرمَ أحدٌ من الحق في العيش بكرامة، وبما أن الحقوق لا تعرف الحدود، فلا يُمكن أن يبقى أحدٌ ما مهمَّشاً أو مُستبعداً، بغض النظر عن المكان الذي ولد فيه"، رأى أن "السياسة التي نحتاج إليها هي تلك التي تتمحور حول كرامة الإنسان ولا تخضع للتمويل، لأنّ السوق وحده لا يحلّ كلّ شيء"، مندّداً بالمساوئ التي تُخلّفها المضاربات الماليّة.

وأضاف أن "حال الطوارئ الصحيّة العالميّة قد أظهرت أنّه لا أحد يخلُص بمفرده وأن الوقت قد حان حقّاً لكي نحلم ببشريّة واحدة نكون فيها جميعنا إخوة"، إذ "نحن نعيش الوحدة أكثر من أي وقت مضى في هذا العالم الذي أصبح ككتلة واحدة، والذي يُعطي الأولويّة للمصالح الفرديّة ويُضعف البُعد المجتمعي للوجود".

وبالنسبة إلى الحرب، تُشير الرسالة العامة إلى أنّها "تهديد مستمرّ يُمثّل إنكار جميع الحقوق، وفشل السياسة والإنسانيّة، والإستسلام المخزي لقوى الشر"، كما ورد على موقع الفاتيكان. وتُضيف الرسالة في هذا الشأن: "علاوةً على ذلك، وبسبب الأسلحة النوويّة والكيماويّة والبيولوجيّة التي تُؤثّر على العديد من المدنيين الأبرياء، لم يعُد بإمكاننا اليوم أن نُفكّر، كما في الماضي، في "حرب عادلة" محتملة، وإنّما يجب علينا أن نُعيد التأكيد بقوّة: "لا للحرب بعد اليوم!".


MISS 3