باشينيان لا يستبعد "تدخّلاً عسكريّاً روسياً"

تبادل جنوني للقصف بين قره باغ وأذربيجان

02 : 00

القصف الأذربيجاني تسبّب بخسائر هائلة في ستيباناكرت (أ ف ب)

المدافع وراجمات الصواريخ تعمل بطاقتها القصوى عند المقاتلين الأرمن والقوّات الأذربيجانيّة، إذ كثّف الطرفان تبادل القصف الذي استهدف خصوصاً عاصمة إقليم ناغورني قره باغ وثاني مدن أذربيجان كنجه، في اليوم الثامن من القتال الدامي بين الطرفين.

وفي ظلّ زيادة عدد الضحايا بين السكّان المدنيين، أعرب وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف عن قلقه، وجدّد دعوته إلى "وقف إطلاق النار في أسرع وقت"، بينما اشترط رئيس أذربيجان إلهام علييف انسحاب القوّات الأرمينيّة من الإقليم، داعياً يريفان أيضاً إلى الإعتذار، ما يزيد من حدّة النزاع المتفجّر في المنطقة.

وإذ قال علييف خلال كلمة متلفزة للأمة: "ليس لدي سوى شرط واحد لوقف إطلاق النار... على القوّات المسلّحة (الأرمينيّة) أن تُغادر أراضينا"، طالب بأن يُبادر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إلى "الإعتذار أمام الشعب الأذربيجاني"، وبأن يُحدّد "خطّة واضحة لإنسحاب أرميني" من الإقليم، مشدّداً على أن ما تقوم به باكو هو "إعادة إحقاق العدالة التاريخيّة".

وفي المقابل، توقّع باشينيان أن "تتدخّل روسيا عسكريّاً في حال تطلّبت الضرورة ذلك لضمان أمن أرمينيا، بموجب الاتفاقات الثنائيّة بين البلدَيْن". وقال باشينيان خلال مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانيّة ردّاً على سؤال حول هذا الموضوع: "أرمينيا تحتضن القاعدة العسكريّة الروسيّة الـ102، ولدينا نظام مشترك للدفاع الجوّي". وأضاف أن "الاتفاقات الثنائيّة تُحدّد بشكل واضح ما هي الحالات التي يُمكن فيها إشراك هذه القوّات لضمان أمن أرمينيا".

ومنذ يوم الجمعة، تتعرّض ستيباناكرت، كبرى مدن قره باغ، للقصف العنيف، ما أجبر السكّان على الإحتماء في الأقبية والملاجئ. كما قُطعت الكهرباء منذ ليل السبت في المدينة. وتصاعدت حدّة القصف المدفعي، في حين دوّت صفارات الإنذار من دون توقف تقريباً. وتمّ استهداف وسط المدينة ومحيطها وارتفعت سحب من الدخان الأسود في الجزء الشمالي الشرقي منها.

واحتمى السكّان في الملاجئ القائمة، كما في سراديب الكنائس حيث لجأت العائلات، فيما اتهم المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأرمينيّة أرتسرون هوفنسيان "القوّات الأذربيجانيّة بقصف أهداف مدنيّة". ووفق السلطات المحلّية، فإنّ القصف حصل عبر أنظمة إطلاق صواريخ متعدّدة من طرازَيْ "سميرتش" و"بولونيز"، كما حلّقت طائرات مسيّرة فوق المدينة.

وهدّد رئيس قره باغ أراييك هاروتيونيان بأنّ قوّاته ستردّ باستهداف البنية التحتيّة العسكريّة المتمركزة في "المدن الكبرى" لأذربيجان، الواقعة على مسافة بعيدة عن الجبهة، داعياً "المدنيين إلى مغادرة هذه المدن على الفور". وفي أعقاب ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانيّة أن ثاني مدن البلاد كنجه "تتعرّض لنيران القوّات الأرمينيّة"، متّهمةً يريفان بتنفيذ القصف، الأمر الذي نفته أرمينيا.

وفي هذا الصدد، كشف المتحدّث باسم رئاسة قره باغ فاغرام بوغوصيان أن تلك الهجمات نفّذها المقاتلون الأرمن، مؤكداً "تدمير مطار عسكري"، وقال: "ما هو إلّا الأوّل"، بينما دانت تركيا ما اعتبرتها "هجمات نفّذتها القوّات الأرمينيّة على مدينة كنجه". وعلى الجبهات، يؤكد الطرفان، على غرار الأيّام السابقة، تحقيق انتصارات ميدانيّة.

وتُتّهم أنقرة بصبّ الزيت على نار الأزمة من خلال تشجيع باكو على شنّ هجوم عسكري، مع إرسالها مرتزقة سوريين موالين لها إلى قره باغ، حيث قُتِلَ أكثر من 72 منهم في هذه المنطقة منذ بدء القتال، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، في وقت ذكرت وسائل إعلام إيرانيّة أن القوّات المسلّحة الإيرانيّة نشرت عدداً من الدبّابات في المناطق على الحدود مع أذربيجان وأرمينيا.

توازياً، دانت اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر القصف العشوائي للمناطق المأهولة في النزاع الدائر في قره باغ، متحدّثةً عن "عشرات الضحايا المدنيين" على جانبَيْ خطّ التماس.


MISS 3