"الإدارة الذاتيّة" تسمح للسوريين بمغادرة مخيّم "الهول"

02 : 00

تعتزم "الإدارة الذاتيّة" الكرديّة السماح لآلاف السوريين الموجودين في مخيّم "الهول" المكتظّ في شمال شرقي سوريا، بينهم عائلات مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي، بالمغادرة إلى مناطقهم.

وقال رياض ضرار، الرئيس المشترك لـ"مجلس سوريا الديموقراطيّة"، الذراع السياسيّة لـ"قوّات سوريا الديموقراطيّة"، لوكالة "فرانس برس": "سيخرج السوريّون من مخيّم "الهول" ويبقى الأجانب فقط"، مضيفاً: "يوجد في المخيّم عوائل "داعش" من السوريين، وهؤلاء سيتمّ الإفراج عنهم لأنّه لا معنى لاحتجاز العائلة إذا كان هناك ضامن لحياتهم من أقاربهم".

ولم يُحدّد بعد موعد بدء تنفيذ القرار الذي لن يشمل مقاتلي التنظيم السوريين المعتقلين لدى "قوّات سوريا الديموقراطيّة" (قسد)، التي تضمّ فصائل عسكريّة كرديّة وسريانيّة وعربيّة. ويأوي المخيّم الواقع في محافظة الحسكة أكثر من 64 ألف شخص، 24300 منهم سوريّون مِمَّن نزحوا أو جرى اعتقالهم خلال المعارك الضارية ضدّ التنظيم الجهادي، بينما يُشكّل العراقيّون غالبيّة الأجانب في المخيّم، بالإضافة إلى آلاف من عائلات مقاتلي التنظيم الإرهابي الذين يتحدّرون من أكثر من 50 دولة.

وبحسب ضرار، سيُسمح للعراقيين الراغبين بالمغادرة، لافتاً في الوقت عينه إلى أن العديد منهم يُفضّلون البقاء في المخيّم خشية اعتقالهم أو محاكمتهم في العراق لصلاتهم بالتنظيم الإرهابي، بينما شهد المخيّم في الأشهر الأخيرة توتّرات عدّة مع توثيق محاولات هرب منه أو طعن حرّاس من قبل نساء متشدّدات، يُحاولنَ فرضَ سيطرتهنَّ في القسم الخاص بالنساء الأجنبيّات.

ومنذ إعلانهم القضاء على "الخلافة" في آذار 2019، يُطالب الأكراد الدول المعنيّة باستعادة مواطنيها المحتجزين لديهم أو إنشاء محكمة دوليّة لمحاكمة الجهاديين. إلّا أن غالبيّة الدول، خصوصاً الأوروبّية، تُصرّ على عدم استعادة مواطنيها، فيما اعتبر ضرار أن المخيّم بات يُشكّل "عبئاً كبيراً على "الإدارة الذاتيّة" على مستوى الإمكانات الأمنيّة والمعيشيّة".

وسبق للسلطات الكرديّة أن أفرجت عن 4345 سوريّاً من قاطني المخيّم منذ حزيران 2019، وفق إحصاء لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانيّة في الأمم المتحدة صدر في تموز. كما أفرجت "قسد" عن عشرات السوريين المشتبه في انتمائهم إلى التنظيم المتطرّف بعد الحصول على ضمانات من زعماء العشائر العربيّة التي لها ثقل ديموغرافي في شمال وشمال شرقي سوريا.