الاستشارات الأسبوع المقبل... وطرح ميقاتي يحتاج "قبة باط حريرية"

02 : 00

لم تنفع الرحلة في ضخّ الحرارة في الكيمياء المفقودة بين عون وبري (دالاتي ونهرا)

في المضمون لم يطرأ اي جديد على الملف الحكومي، خصوصاً وأنّ "الكيمياء" المفقودة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، منذ زمن، لم تدخلها الحرارة خلال رحلة التعزية الرئاسية الى الكويت.

ووسط ضياع يصيب كل الفرقاء، لا سيما الاكثرية النيابية المطوّقة بأكثريتها، يبدو ان نصائح بري بالانفتاح والحوار مع زعيم الاغلبية النيابية السنية الرئيس سعد الحريري لم تلق الصدى المطلوب من قبل الرئاسة الاولى، ناهيك عن أن علاقات تجمع النواب السنة (اللقاء التشاوري) المستولد بمعظمه في كنف مكونات اخرى باستثناء عدد قليل منهم، شبه مقطوعة مع العهد، وعلى "زعل" كبير مع ثنائي حركة "امل" و"حزب الله" نتيجة تهميشهم الدائم والتعاطي معهم كـ"بدل عن ضائع"، الامر الذي يجعل كل فريق داخل الاكثرية كما في صفوف المعارضة يتمترس في قواعده ويغلق الباب على اي مبادرة ممكنة. وفي ظل سوداوية المشهدية، فان الرأي الغالب لدى فريق رئيس الجمهورية نصحه بالذهاب الى تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة، وهو الرأي الذي أخذ به عون الذي قرر، بحسب مصادر واسعة الاطلاع "الدعوة الى استشارات نيابية ملزمة مطلع الاسبوع المقبل، من دون انتظار خروج الكتل والمكونات السياسية عن صمتها الذي يبدو سيطول بانتظار مآل تطورات الاقليم واستحقاقات الخارج وفي طليعتها الانتخابات الرئاسية الاميركية".

وتقول المصادر "يجب عدم الرهان مجدداً على نادي رؤساء الحكومات السابقين الاربعة في عملية طرح اسماء لتختار الكتل النيابية احدها، لان تجربة مصطفى اديب أدت الى انقسام وتباعد في صفوف نادي الرؤساء، ويستدل على ذلك من أمرين: الاول ان البيان الذي صدر عقب اعتذار اديب تبناه الرؤساء فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام من دون الرئيس سعد الحريري، والثاني ان الحريري زار الكويت معزياً بمفرده بينما ذهب الثلاثة الباقون من دونه".

وتضيف المصادر "حتى أن هناك تباعداً بين ميقاتي من جهة والسنيورة وسلام من جهة ثانية، بعدما انفرد ميقاتي بتقديم طرح لحكومة من عشرين وزيراً تضم 6 وزراء سياسيين و14 وزيراً اختصاصياً، وهي تركيبة تنطبق على شخصه كي يكون رئيساً لها، وهذا الطرح لم يعترض عليه اي من الكتل النيابية او رؤساء الحكومات، وفي ظل معادلة تقول ان الحريري لا يريد العودة الى رئاسة الحكومة وسلام لا يترأس حكومة في عهد عون والسنيورة لا تقبل به الاكثرية، يبقى في الميدان الحكومي ميقاتي الذي يحتاج فقط الى "قبة باط حريرية" ليعود الى السراي الكبير".

وتشير المصادر الى ان "عون سيجري في نهاية الاسبوع الحالي ومطلع الاسبوع القادم بعض الاتصالات الاساسية والسريعة قبل تحديد موعد الاستشارات الملزمة، خصوصاً وانه من المفترض أن يكون رئيس "تكتل لبنان القوي" النائب جبران باسيل قد تماثل الى الشفاء في الايام الثلاثة المقبلة، الامر الذي يمكّنه من معاودة حراكه للتشاور مع الثنائي الشيعي حول الموقف من شخص رئيس الحكومة المقبل، مع تركيز الثنائي مجدداً على ان "لا شيء سيحصل خارج رغبة الحريري، وهو محل تفضيل دائم لديه".

وترى المصادر ان "غياب اي مؤشر عملي على تحريك ملف التكليف من جانب المكون السني، دفع رئيس الجمهورية الى اعادة كرة التكليف لوضعها في مكانها الطبيعي اي عند النواب، كتلاً ومنفردين، ليختاروا من يريدون رئيساً جديداً لتشكيل الحكومة، خصوصاً وأن الاصوات بدأت ترتفع مجدداً محملة الرئاسة الاولى مسؤولية عدم اجراء الاستشارات".