إتّهم أذربيجان بخوض "حرب إرهابيّة" ضدّهم

باشينيان يشترط "تنازلات متبادلة"

02 : 00

صاروخ غير منفجر بأحد شوارع مدينة ستيباناكرت أمس (أ ف ب)

فيما لا تزال المعارك الضارية مستعرة بين المقاتلين الأرمن والقوّات الأذربيجانيّة في إقليم ناغورني قره باغ المستقلّ، أبدى رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان استعداد يريفان لتقديم تنازلات في نزاعها مع باكو حول الإقليم، شرط وجود نيّة مماثلة لدى أذربيجان.

وإذ قال باشينيان خلال مقابلة مع وكالة "فرانس برس" في يريفان إنّ "النزاعات يجب أن تُحلّ بناءً على تنازلات متبادلة"، أضاف أن "ناغورني قره باغ مستعدّ وأرمينيا مستعدّة لتقديم تنازلات مقابل تلك التي تُبدي أذربيجان استعداداً لتقديمها". وأوضح أن تجدّد المعارك في الإقليم سببه الدعم التركي لأذربيجان، مندّداً بما اعتبره "حرباً إرهابيّة على شعب يُناضل من أجل حرّيته". وقال: "لولا التحرّك الكثيف لتركيا، لما بدأت هذه الحرب. قرار بدء الحرب سببه الدعم التام لتركيا"، معرباً عن ثقته بأنّ روسيا ستُساعد بلاده إذا تعرّضت لهجوم مباشر، مشدّداً على أن موسكو "ستفي بإلتزاماتها إذا تطلّب الوضع ذلك".

وبخصوص تدفّق الجهاديين المرتزقة الذين تُرسلهم أنقرة للقتال مع القوّات الأذربيجانيّة، تحدّث باشينيان عن "عمليّة يطبعها تحرّك كثيف لمجموعات إرهابيّة تتحدّر من الشرق الأوسط في منطقة النزاع"، ما يعني أن الحرب باتت في رأيه "عمليّة لمكافحة الإرهاب" تقوم بها القوّات الأرمينيّة.

وفي ضوء ذلك، رأى رئيس وزراء أرمينيا أن الحرب في قره باغ ليست سوى "استمرار للسياسة التركيّة بإبادة الأرمن"، مؤكداً أن "تركيا عادت إلى جنوب القوقاز لمواصلة الإبادة الأرمنيّة". كما اعتبر أن بلاده هي "الحاجز الأخير" أمام التمدّد التركي، وقال: "إذا كانت أوروبا غير قادرة على تسمية هذا الوضع بإسمه، فليس أمامها سوى انتظار تركيا قرب فيينا".

وفي هذا الصدد، تحدّث مدير جهاز الإستخبارات الخارجيّة الروسيّة سيرغي ناريشكين عن مقاتلين من مجموعات إرهابيّة، بينها "جبهة النصرة"، "وهم مئات بل آلاف من المتطرّفين الذين يأملون جني المال في الحرب الجديدة في قره باغ"، فيما رأى الكرملين أن الأوضاع تشهد تدهوراً، وقال المتحدّث باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف: "لا يزال الناس يُقتلون، وهذا الأمر غير مقبول".

وجاءت تصريحات باشينيان بُعيد موقف لوزير الخارجيّة التركي مولود تشاوش أوغلو حضّ فيه من باكو قادة دول العالم على "دعم أذربيجان"، مقلّلاً من جدوى الدعوات لوقف إطلاق النار، في وقت تجدّد فيه القصف على مدينة ستيباناكرت، عاصمة الإقليم الأرمني المستقلّ، فيما أكدت الدفاع الأذربيجانيّة ووزارة خارجيّة قره باغ استمرار المعارك الطاحنة على جبهات عدّة.

وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسن روحاني، أشار رئيس أذربيجان إلهام علييف إلى أن قوّاته سيطرت على مناطق محاذية لإيران وتنوي إقامة مراكز حدوديّة ونشر حرس الحدود، بينما أكد الرئيس الإيراني أن طهران مهتمّة بوحدة أراضي دول جوارها ومستعدّة لاتخاذ أي إجراءات ممكنة لحلّ النزاع في قره باغ.

تزامناً، دعت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل خلال محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى وقف إطلاق النار في قره باغ، وأعربت عن دعمها "لمفاوضات في إطار مجموعة مينسك لمنظّمة الأمن والتعاون في أوروبا، تهدف إلى تحقيق تقدّم ملموس".


MISS 3