بعدما سجّلت القارة الأوروبّية للمرّة الأولى أكثر من 100 ألف إصابة بالفيروس التاجي في يوم واحد الخميس، ساد خوف كبير وقلق عظيم في "القارة العجوز" من التعرّض لـ"عاصفة وبائيّة" قد تكون أسوأ من المخاوف الأوليّة من موجة ثانية محدودة نسبيّاً، ما دفع إسبانيا إلى إعلان "حال التأهّب الصحية" في مدريد، فيما تفرض فرنسا إجراءات عزل محلّية، بينما تسعى ألمانيا إلى فرض قيود أكثر صرامة.
وتسارع تفشّي الوباء بشكل واضح في كافة أنحاء العالم تقريباً خلال الأيّام السبعة الأخيرة. لكن في أوروبا، حيث سُجّلت أكثر من 6.2 ملايين إصابة بـ"كوفيد 19" وقرابة 240 ألف وفاة، يتواصل تفاقم الوضع. كما سجّلت روسيا عدداً قياسيّاً من الإصابات الجديدة بالفيروس القاتل (12126)، وقد تجاوز العدد القياسي السابق الذي سُجّل مع بداية تفشّي الوباء في البلاد خلال أيّار.
توازياً، ذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 2.7 مليون مهاجر يرغبون بالعودة إلى ديارهم باتوا عالقين في الخارج بسبب الوباء، داعيةً إلى تحرّك دولي لمعالجة هذه الأزمة. واعتبرت منظّمة الهجرة الدوليّة أن على العالم التحرّك بسرعة للسماح لهؤلاء الأشخاص بالعودة بطريقة آمنة رغم القيود الصحّية المفروضة.
على صعيد آخر، ندّدت الحكومة الشيوعيّة الصينيّة بـ"أكاذيب بعض السياسيين الأميركيين"، التي تُعطي الدول الغربيّة صورة سيّئة عن بكين أظهرها استطلاع مهمّ للرأي نُشِرَ هذا الأسبوع في الولايات المتحدة.
وبحسب استطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث، تبدو "صورة الصين" في أدنى مستوياتها على الإطلاق في العديد من الدول الغربيّة، حيث تنتقد غالبيّة ساحقة طريقة تعامل البلاد مع الوباء. ووفق هذا الإستطلاع، الذي أُجري في 14 دولة، فإنّ 73 في المئة من الأميركيين لديهم نظرة سيّئة تجاه الصين، بزيادة تُقارب 20 نقطة منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض العام 2017.
أمّا في أستراليا، البلد الذي يُعاني من عقوبات تجاريّة صينيّة، فإنّ 81 في المئة من الأستراليين لديهم آراء سيّئة عن الصين. كما تراجعت صورة العملاق الآسيوي إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق في كندا والمملكة المتحدة وألمانيا وهولندا وإسبانيا والسويد، وكذلك في كوريا الجنوبيّة. وفي فرنسا، أبدى 70 في المئة من المستطلعين آراء سلبيّة تجاه الصين.
وفي الأثناء، وقّعت الصين اتفاقاً يضمن توزيع أي لقاحات ضدّ "كوفيد 19" تصدر مستقبلاً، في الدول النامية، لتكون بذلك أكبر قوّة اقتصاديّة تنضمّ إلى مساعي منظّمة الصحة العالميّة لاحتواء الوباء. ويمنح الإتفاق الصين، حيث ظهر الفيروس للمرّة الأولى العام الماضي، دوراً أساسيّاً في الجهود الدوليّة لمشاركة اللقاحات مع الدول الأقلّ نموّاً.
