الحريري من بعبدا إلى عين التينة... إيجابية والتزام بالمبادرة الفرنسية

02 : 00

النقاش لم يتطرق إلى تفاصيل الحكومة (دالاتي ونهرا)

باشر الرئيس سعد الحريري جولته بحثاً عن خرق يوقف الانهيار ويعيد إعمار بيروت، فزار رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، محجماً عن زيارة رؤساء الكتل النيابية والاحزاب السياسية تاركاً الامر لوفد يمثله، ويطرح سؤالاً وحيداً: "هل ما زلتم على موقفكم من الالتزام بالمبادرة الفرنسية ام لا؟". ووفق المعلومات يتألف الوفد من النواب: بهية الحريري، سمير الجسر وهادي حبيش، وسيبدأ جولته بزيارة بنشعي للقاء رئيس "المردة" سليمان فرنجية، وبعدها حزب "الطاشناق" وليلاً زيارة رئيس "القوات" سمير جعجع.

وبناءً على اجوبة القوى يحدد الحريري موقفه من موضوع الحكومة، الا ان اللافت هو البيان المكتوب الذي تلاه بعد لقائه رئيس الجمهورية والذي لا يختلف عن مضمون اطلالته التلفزيونية، والذي ختمه بعبارة: "... وهذا كان موقف فخامة الرئيس أيضاً، وهذا الأمر يشجعني على مواصلة الجهود لإنجاح مبادرة الرئيس ماكرون".

وبحسب مصادر قريبة من بعبدا ان "الجلسة بين عون والحريري تخللها عرض عام لكل مجريات الاوضاع في لبنان وما يمر به البلد من مخاطر وتحديات، ولم يتم الدخول في تفاصيل الحكومة، الا انهما اجمعا على الاسراع في تشكيل حكومة جديدة لأن الاوضاع لم تعد تحتمل هدر الوقت والمزيد من التروي".

واوضحت ان "الحريري قدم شرحاً لمبادرته المرتكزة على الورقة الفرنسية المجمع عليها في قصر الصنوبر، حيث اكد عون تمسّكه بالمبادرة الفرنسية، وان الاستشارات النيابية الملزمة لا تزال في موعدها حتى الآن، ومن يحوز على العدد الاعلى من اصوات النواب سيكلفه تشكيل الحكومة، وهو ملتزم بنص الدستور في هذا السياق".

واكد عون، بحسب المعلومات الرسمية، وجوب تشكيل حكومة جديدة بالسرعة الممكنة لان الأوضاع لم تعد تحتمل مزيداً من التردي. مؤكداً ضرورة التمسك بالمبادرة الفرنسية.

وقال الحريري بعد لقائه عون: "هدفي هو تعويم مبادرة الرئيس ماكرون، لأنها الفرصة الوحيدة والاخيرة لوقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت. ومع الاسف، ما رأيناه في الإعلام من كلام وتسريبات ومواقف، لم تكن له علاقة بهذه المبادرة وبنودها الإصلاحية والاقتصادية، وكان كله كلاماً بالمحاصصة الحكومية والشروط الحزبية، أي كلاماً خارج الموضوع".

وتابع: "أبلغت الرئيس عون أني سأرسل وفداً للتواصل مع كل الكتل السياسية الرئيسية للتأكد من أنها ما زالت ملتزمة بالكامل ببنود الورقة التي وافقت عليها سابقاً في مطلع الشهر الماضي في قصر الصنوبر بحضور الرئيس ماكرون. والهدف من السؤال، هو أني مقتنع أن مبادرة الرئيس ماكرون هي الفرصة الوحيدة والاخيرة الباقية لبلدنا لوقف الانهيار وإعادة اعمار بيروت. جميع القوى السياسية، وجميع اللبنانيين يعرفون ذلك، ويعرفون أنه لم يعد لدينا وقت لنضيّعه على مهاترات سياسية، وأن الانهيار الكبير يهدد بلدنا بمزيد من المآسي ويهدد الدولة بالزوال الكامل".

أضاف: "هذه هي الفرصة الاخيرة، هذه المبادرة الفرنسية قائمة على تشكيل حكومة اختصاصيين لا ينتمون للأحزاب، تقوم بإصلاحات محددة بجدول زمني محدد، لا يتعدى أشهراً معدودة. وهنا من المهم أن نكرر، أن عدم وجود أحزاب بالحكومة هو لأشهر معدودة فقط، أي أننا كأحزاب لن نموت، ولتنفيذ اصلاحات اقتصادية مالية وادارية فقط لا غير. والجميع يعرفون السبب، وهو أن جميع الحكومات التي شُكلت على الاسس التقليدية لتمثيل الاحزاب، فشلت بالإصلاحات، وأوصلتنا وأوصلت البلد للانهيار الكبير الذي نعيشه اليوم. الاصلاحات وجدولها الزمني محددة ومفصلة بورقة قصر الصنوبر، التي هي بمثابة بيان وزاري للحكومة الجديدة".

واعتبر "ان تشكيل مثل هذه الحكومة والقيام بهذه الاصلاحات يسمحان للرئيس ماكرون، حسبما تعهد امامنا جميعاً، بتجييش المجتمع الدولي للاستثمار بلبنان، وتوفير التمويل الخارجي للبنان، وهي الطريقة الوحيدة لوقف الانهيار الرهيب الذي نعاني منه جميعنا، كبلد وكدولة وكمواطنين.

وهنا أسمع كلاماً كثيراً حول دول موافقة وأخرى غير موافقة، الرئيس ماكرون تعهد، هل تفهمون ما معنى ذلك؟ معناه أنه سيعقد المؤتمر وسينتشل لبنان من الانهيار، وذلك بحسب ما قال لنا في قصر الصنوبر وما قاله للبنانيين في مؤتمره الصحافي.

وبعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، قال الحريري: "كان اجتماعاً إيجابياً، ناقشنا فيه الورقة الاقتصادية والإصلاحية للمبادرة الفرنسية، وكان الرئيس بري واضحاً بأنه موافق وإيجابي جداً بالنسبة للإصلاحات التي تتضمنها الورقة الاقتصادية، وهذا أمر مطمْئن بالنسبة إلي. أما بالنسبة لوفد كتلة المستقبل الذي سيزور الكتل النيابية، فقد اتفقت مع الرئيس بري على أنه، بما أني التقيت معه ودخلنا في تفاصيل هذا الأمر، فإنه لا داعي لأن يزور الوفد كتلة حركة أمل، وسنكتفي بلقائي الرئيس بري".


MISS 3