باريت تفرض نفسها أمام "الشيوخ" بجدارة

ترامب يعود الى الحلبة بخطاب ناري بفلوريدا

02 : 00

عودة صاخبة للرئيس الجمهوري إلى السباق الرئاسي من فلوريدا (أ ف ب)

في أوّل مهرجان انتخابي له بعد إصابته بفيروس "كوفيد 19" الذي أرغمه على تجميد حملته لعشرة أيّام، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام أنصاره في فلوريدا أنّه "قوي للغاية"، قبل أقلّ من شهر من المواجهة الرئاسيّة الحامية مع منافسه الديموقراطي جو بايدن.

وهتف للحشود الضخمة المتجمّعة في سانفورد بولاية فلوريدا، عازماً على إثبات عودته الصاخبة إلى السباق الرئاسي: "لقد تخطيّته والآن يقولون إن لديّ مناعة" ضدّ الفيروس التاجي. وأضاف وسط ضحك أنصاره: "يُمكنني أن أسير وسط هذا الحشد وأن أُقبّل الحضور أجمعين، أن أُقبّل الرجال والنساء الجميلات".

وبعد أسبوع فقط من خروجه من المستشفى، بدا ترامب مفعماً بالنشاط والحيويّة لدى إلقائه خطابه الذي استغرق أكثر من ساعة، ولم يُوفّر فيه أيّاً من أهدافه الإنتخابيّة المعتادة، من "المحتالة هيلاري" كلينتون إلى "الصحافة الفاسدة"، مع إطلاق تحذيرات شديدة من مخاطر "اليسار الراديكالي" و"الكابوس الإشتراكي". وسخر الرئيس الجمهوري من نائب الرئيس السابق الذي يُلقّبه بـ"جو النعسان"، الذي لم يُشارك في أي تجمّع انتخابي كبير منذ أشهر عدّة. وقارن ترامب بين الحشد الضخم الذي أتى للإستماع إلى خطابه وبين القلّة القليلة التي تُشارك في التجمّعات الإنتخابيّة التي يُنظّمها منافسه الديموقراطي، والتي "لا يُشارك فيها أحد تقريباً". واعتبر الرئيس الجمهوري أنّ بايدن يلتزم في تجمّعاته قواعد التباعد الإجتماعي من طريق رسم دوائر على الأرض لتحديد المسافة الفاصلة بين الحضور، لأنّها الطريقة الوحيدة أمامه لملء القاعة بالحضور.

وقال ترامب: "أُحبّ فلوريدا!"، متودّداً إلى سكّان الولاية التي قد تلعب دوراً حاسماً في الثالث من تشرين الثاني. وتابع: "كان الأمر مماثلاً قبل 4 سنوات، كانوا يقولون إنّنا سنخسر فلوريدا"، لكنّنا "سنفوز بهذه الولاية وسنفوز بأربع سنوات إضافيّة في البيت الأبيض!". كما استنهض قاعدته المسيحيّة المحافظة مشيداً باختياره "القاضية الرائعة" إيمي كوني باريت لشغل مقعد في المحكمة العليا.

وبُعيد إقلاع الطائرة الرئاسيّة، أعلن طبيب البيت الأبيض شون كونلي أن ترامب خضع لفحوص أظهرت نتائج سلبيّة تؤكد أنّه لم يعُد يحمل الفيروس "لأيّام عدّة متتالية". وبعد فلوريدا، يزور ترامب الثلثاء بنسيلفانيا وهي أيضاً من الولايات الأساسيّة، ثمّ أيوا الأربعاء، على أن يُواصل مهرجاناته بشكل مكثّف طوال الأسابيع الثلاثة المقبلة. وأدلى أكثر من 10 ملايين أميركي حتّى الآن بأصواتهم في الإنتخابات الرئاسيّة، سواء عبر البريد أو عبر التصويت المبكر، مسجّلين رقماً قياسيّاً.

كذلك، شنّ الرئيس الأميركي هجوماً عنيفاً على المشاغبين اليساريين الراديكاليين في مدينة بورتلاند في ولاية أوريغون (شمال غرب) أسقطوا ليل الأحد تمثالَيْن لسلفَيْه أبراهام لينكولن وثيودور روزفلت، واصفاً إيّاهم بـ"الحيوانات" ومطالباً بسجنهم. وقال ترامب في تغريدة على "تويتر" تعليقاً على أعمال الشغب والتخريب التي شهدتها بورتلاند ليل الأحد: "ضعوا هذه الحيوانات في السجن حالاً. اليسار الراديكالي لا يعرف سوى الإستفادة من "القيادة" الحمقاء للأغبياء. هذا هو بايدن! القانون والنظام!".

وفي الغضون، أكدت القاضية ايمي كوني باريت التي يُريد ترامب تعيينها عضواً في المحكمة العليا أن معتقداتها الدينيّة لا تُؤثّر على قراراتها، لكنّها رفضت التعليق على قرار المحكمة العليا الذي شرّع الإجهاض، قبل أن تتجاهل بطريقة ديبلوماسيّة سؤالاً حول الأسلحة الناريّة، ومن ثمّ حقوق الأقليّات الجنسيّة، فارضةً نفسها في إجاباتها مرشّحة قوّية لمنصبها الحسّاس.

وقالت باريت لأعضاء مجلس الشيوخ المسؤولين عن تأكيد تعيينها: "لا يُمكن للقضاة أن يستيقظوا ذات صباح ويقولوا: لدي هدف في حياتي، أُحبّ أو أكره الأسلحة الناريّة، أُحبّ أو أكره الإجهاض، وفرض إرادتهم".

وبعد تعرّضها لعدد كبير من الأسئلة بعد اليوم الأوّل المخصّص للبيانات العامة، اعترفت القاضية باريت بأنّها تملك بندقيّة وتتمسّك بتعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة. وسألها السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام: "هل يُمكنك تنحية معتقداتك الدينيّة جانبًا؟". فردّت: "نعم، أنا أقوم بذلك بصفتي قاضية" في محكمة استئناف فدراليّة في شيكاغو، "وإذا ثُبّت تعييني، فسأستمرّ في ذلك" في المحكمة العليا.

وتابعت: "إيماننا مهمّ بالنسبة إلينا"، مشيرةً إلى زوجها وأطفالها السبعة، بينهم اثنان بالتبنّي من هايتي، وأصغرهم مصاب بمتلازمة "داون"، وأردفت: "لكن هذه خياراتي، ولم أُحاول بتاتاً فرضها على الآخرين". وإذا تمّ تعيين القاضية باريت فعليّاً، ستضمّ المحكمة العليا 6 قضاة محافظين من أصل 9، وهي أكثريّة متينة.


MISS 3