أذربيجان تخرق "الخطوط الحمر" في جنوب القوقاز

02 : 00

قصفت القوّات الأذربيجانيّة أمس موقعَيْن لإطلاق الصواريخ في أرمينيا، في سابقة تُعتبر بمثابة خرق للخطوط الحمر وتُثير مخاوف كبيرة من تصعيد النزاع الدموي الدائر في جمهوريّة ناغورني قره باغ المستقلّة، ليتوسّع إلى مناطق أخرى في جنوب القوقاز.

ولليوم الخامس توالياً، وعلى الرغم من دعوات موسكو والغرب المتكرّرة، بَقي وقف إطلاق النار، الذي تفاوضت روسيا للتوصّل إليه ليبدأ تطبيقه السبت الماضي، حبراً على ورق. وللمرّة الأولى، أعلن الجيش الأذربيجاني أنّه قصف "موقعَيْن لإطلاق الصواريخ" ليلاً داخل أراضي أرمينيا، فيما أكدت الدفاع الأرمينيّة تعرّض أراضي البلاد للقصف، مشدّدةً على أن الجيش الأرميني "يحتفظ الآن بحق استهداف أي منشأة عسكريّة وأي عمليّة قتاليّة على الأراضي الأذربيجانيّة".

وفي بيان آخر، اتّهم الجيش الأرميني أذربيجان بـ"السعي إلى توسيع الرقعة الجغرافيّة للنزاع عبر مهاجمة أراضي أرمينيا السياديّة"، في وقت أقرّ فيه رئيس ناغورني قره باغ أراييك هاروتيونيان ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بأنّ المقاتلين الأرمن تراجعوا في شمال وجنوب خطّ الجبهة. ووصف باشينيان الوضع بـ"الخطر جدّاً"، معتبراً أنّه "يجب أن نتّحد ونوقف العدوّ"، بينما أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عمليّات جديدة لجيشه.

تزامناً، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان إلى "جهود مشتركة" لوضع حدّ للمعارك في قره باغ، وفق بيان للكرملين. وفي أوّل اتصال هاتفي بينهما منذ تجدّد المعارك الطاحنة في الإقليم في نهاية أيلول، اتفق الرئيسان على "الحاجة العاجلة لجهود مشتركة لوضع حدّ بأسرع وقت لإراقة الدماء".

ودعوا أيضاً إلى "تفعيل العمليّة السياسيّة، بما في ذلك على أساس مخرجات مجموعة مينسك، المنبثقة من منظّمة الأمن والتعاون في أوروبا". كما أعرب بوتين عن "قلقه الشديد حيال مشاركة مسلّحين من الشرق الأوسط في القتال" في قره باغ.

وكان أردوغان قد نفى في وقت سابق الاتهامات بإرسال جهاديين سوريين مدعومين من أنقرة إلى قره باغ للقتال إلى جانب أذربيجان ضدّ المقاتلين الأرمن، مندّداً بـ"وصول كمّيات من الأسلحة من فرنسا وروسيا"، في حين شدّد وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان على أنّ لدى بلاده أسبابها للحديث عن التزاماتها بتعهّداتها في ظلّ ما يشهده قره باغ، متّهماً أنقرة بتأجيج الصراع في المنطقة.