لهذه الأسباب زيارة الحريري الأميركية أزعجت باسيل

00 : 43

الحريري خلال استضافته بومبيو في مزرعته في واشنطن

نجح رئيس الحكومة سعد الحريري من خلال زيارته الأميركية أخيراً في إبراز حجم علاقاته الدولية، والمزاوجة في ممارسة مسؤولياته بين موقع رئاسة الحكومة وبين إمساكه بعلاقات لبنان الخارجية، حيث لم يتمكن "العهد القوي" من انتزاع أو منافسة الحريري في ملف العلاقات الدولية. وتفيد المعلومات أن الزيارة "أزعجت بشدة" رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل لأسباب عدة:

أولاً: قال الحريري من واشنطن: "سمعت مديحاً أميركياً لا مثيل له لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وللبنك المركزي"، إذ تعتقد أوساط متابعة أن استخدام الحريري جملة "لا مثيل له" أشبه برسالة لمعارضي الحاكم، وأن الموقف لم ينطق به الحريري بشكل عابر، ما اعتبرتها الأوساط رسالة إلى باسيل والعهد الذي سعى ويسعى إلى استبدال الحاكم أو ضرب صورته من أجل حرقه رئاسياً. ولم ينزل كلام الحريري عن سلامة لا برداً ولا سلاماً على معارضيه بل اعتبروه بمثابة موافقة علنية وضمنية على مشروع "رئاسة" الحاكم، فيما المعطيات من "بيت الوسط" سبق وأكدت أكثر من مرة أنه من المبكر الحديث عن الاستحقاق الرئاسي في ظل وجود رئيس للجمهورية هو ميشال عون.

ثانياً: أكد الحريري في تصريحاته أن العقوبات الأميركية "لن تفيد بشيء"، في الوقت نفسه تزامنت مواقفه مع ارتفاع منسوب الحديث عن عقوبات يمكن أن تطاول حلفاء "حزب الله"، خصوصاً "التيار الوطني الحر". ومن المعروف أن أي عقوبات من هذا النوع حتى لو لم تشمل باسيل شخصياً، ستقطع الطريق على وصوله إلى بعبدا، لأن تياره سيصبح في قفص الاتهام.

ثالثاً: سُجل غياب السفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى عن لقاءات الحريري مع المسؤولين الأميركيين، الأمر الذي فسرته الأوساط على أنه رسالة لباسيل، لأن عيسى من المحسوبين عليه، لكن المعلومات تشير إلى أن الحريري لا يريد أن تصبح تقارير اجتماعاته علنية، نظراً إلى حجم المسؤولية التي يحملها معه إلى واشنطن وترتبط بتحصين موقع الدولة أمام الصراعات الإقليمية والدولية وتتناول مواضيع حساسة.

رابعاً: رغم أن زيارة الحريري إلى واشنطن ذات طابع خاص غير أنّ الإدارة الأميركية شاءت أن تعطيها طابعاً رسمياً، بحيث أجرى الحريري مروحة كبيرة من الاتصالات مع مسؤولين أميركيين وعلى رأسهم وزير الخارجية مايك بومبيو الذي عاد فزار رئيس الحكومة في مزرعته الخاصة خارج واشنطن، بينما في المقابل لم يستطع باسيل أن يظفر بأي لقاء رسمي أو مع أي من المسؤولين الأميركيين الرسميين خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن والتي أتت نتيجة دعوة بومبيو للمشاركة في مؤتمر حول الأديان.

وأمام هذا المشهد، ترجّح الأوساط أن تكون العلاقة بين الحريري وباسيل، مشتعلة من الداخل وباردة في الخارج... ومحكومة بالأمر الواقع لا بالقناعة السياسية.


MISS 3