وضع "مقلق للغاية" في أوروبا

ترامب: لن نُغلق البلاد مجدّداً

02 : 00

الوباء عاد ليُفرغ ساحات لندن من زوّارها (أ ف ب)

حسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجدل أمس في احتمال إعادة إغلاق الولايات المتحدة بسبب الأزمة الوبائيّة، مؤكداً أن إدارته لن تقوم بعمليّات إغلاق جديدة لكبح جماح الفيروس التاجي، مشدّداً على أن السلطات تتعامل بشكل جيّد مع الوباء على الرغم من أن البلاد تشهد فعلاً بعض الطفرات.

وكشف الرئيس الجمهوري خلال حديثه مع شبكة "فوكس بيزنس" أنّه لم يتحدّث مع نظيره الصيني شي جينبينغ منذ فترة وأنّه "لا يرغب في ذلك"، مشيراً إلى مخاوفه من تعامل الصين مع فيروس "كورونا المستجدّ"، في وقت علّقت فيه المرشّحة الديموقراطيّة لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس تنقّلاتها حتّى الأحد، بسبب اكتشاف إصابات ضمن فريق حملتها الإنتخابيّة.

وفي الغضون، أعادت دول أوروبّية عدّة فرض تدابير جديدة لمواجهة تفشّي "الفيروس الصيني"، فتراوحت بين حظر التجمّعات في أماكن مغلقة في لندن والعديد من المناطق الأخرى في إنكلترا ومنع الحفلات الخاصة في أماكن عامة في فرنسا عقب تطوّر الوباء وفق مسار اعتبرته منظّمة الصحة العالميّة "مقلقاً جدّاً"، بينما دعت مفوّضة الصحة الأوروبّية ستيلا كيرياكيدس الدول الـ27 إلى "القيام بما هو ضروري" من أجل "تجنّب حجر معمّم".

ويستمرّ الوباء في التأثير على الحياة السياسيّة في أنحاء العالم كافة، إذ غادرت رئيسة المفوضيّة الأوروبّية أورسولا فون دير لايين قمّة القادة الـ27 التي كانت قد بدأت لتوّها في بروكسل أمس، لتحجر نفسها بعد اكتشاف إصابة أحد أعضاء فريقها بـ"كوفيد 19".

وفي "القارة العجوز"، "عدد الإصابات اليوميّة آخذ في الازدياد وكذلك عدد الأشخاص الذي يدخلون المستشفيات. "كوفيد 19" هو الآن خامس سبب رئيسي للوفاة وقد اجتاز عدد الوفيات اليوميّة عتبة الألف"، وفق مدير الفرع الأوروبي لمنظّمة الصحة العالميّة هانز كلوغه.

ورفعت الحكومة البريطانيّة مستوى التأهّب في لندن و7 مناطق أخرى في إنكلترا هي إسيكس وإلمبريدج وبارو ويورك وشمال شرقي ديربيشير وتشيسترفيلد وإريواش، فيما حذّر وزير الصحة مات هانكوك في مجلس العموم من أن "فيروس "كورونا" قاتل وهو ينتشر الآن بشكل كبير في المملكة المتحدة"، في حين تجاوزت فرنسا للمرّة الأولى منذ بدء الاختبارات على نطاق واسع عتبة 30 ألف إصابة بـ"كوفيد 19" خلال 24 ساعة. وبلغ عدد الوفيات اليوميّة المرتبطة بالمرض 88 ليرتفع إجمالي عدد الوفيات إلى 33125 منذ بداية الوباء.

توازياً، نُفّذت عمليّات تفتيش في منزل ومكتب وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران في إطار تحقيق قضائي حول إدارة الأزمة الوبائيّة في فرنسا، بحسب ما أعلنت الوزارة في بيان. كما نُفّذت عمليّات أخرى في منزل المدير العام للصحة جيروم سالومون ومسؤولة أخرى في الصحة. وتجري التحقيقات بعد شكوى رُفِعَت أمام محكمة عدل الجمهوريّة، الهيئة الوحيدة المخوّلة محاكمة أعمال يرتكبها أعضاء في الحكومة أثناء تولّيهم مهامهم.

ومنذ بدء أزمة "كورونا"، رُفِعَت 90 شكوى ضدّ وزراء أمام محكمة عدل الجمهوريّة. وتمّ قبول 9 منها فقط، وتستهدف فيران ورئيس الوزراء السابق إدوار فيليب ووزيرة الصحة السابقة انييس بوزان والمتحدّث السابق باسم الحكومة سيبت ندياي.

وبخصوص اللقاحات، دخلت شركتا "سانوفي" الفرنسيّة و"ترانزليت بايو" الأميركيّة للتكنولوجيا الحيويّة، سباق اللقاحات ضدّ الفيروس الفتّاك بقوّة، بعد تجاربهما الإيجابيّة في الاختبارات على الحيوانات. وأوضحت الشركتان في بيان أن نتائج التجارب قبل السريريّة أظهرت أن جرعتَيْن من لقاح "MRT5500" تسبّبتا في استجابة مناعيّة "مواتية" لدى الفئران والقرود.

وفي سياق متّصل، كشف صندوق النقد الدولي أنّ تلقيح أعداد كبيرة من البشر ضدّ المرض التاجي من شأنه أن يزيد النمو الاقتصادي العالمي بمقدار 9 تريليون دولار بحلول العام 2025، فيما طوّر علماء من جامعة "أكسفورد" البريطانيّة اختباراً سريعاً لـ"كوفيد 19" قادراً على اكتشاف الفيروس في أقلّ من 5 دقائق، ويُمكن استخدامه في الاختبارات التي تستهدف أعداداً كبيرة في المطارات والشركات.


MISS 3