"رسالة غير مباشرة" من بروكسل إلى أنقرة

عقوبات أوروبّية تستهدف "رجال" بوتين

02 : 00

ميركل وماكرون في حديث جانبي قبل انطلاق أعمال القمّة الأوروبّية في بروكسل أمس (أ ف ب)

حزم الأوروبّيون أمرهم في شأن الردّ على تسميم المعارض الروسي الأبرز للكرملين أليكسي نافالني بمادة "نوفيتشوك"، وعلى تدخّل موسكو في الحرب الليبيّة، بحيث فرض قادة الاتحاد الأوروبي أمس عقوبات على عدد من "رجال" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك للتعبير بشكل واضح عن رغبتهم في استخدام أسلحتهم السياسيّة والاقتصاديّة والماليّة لفرض احترام القانون الدولي. وينتهك كلا الفعلَيْن القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، واستغرق الاتحاد وقتاً في جمع الأدلّة حتّى لا يتمّ اللجوء إلى القضاء ضدّ العقوبات. وجاء في القرار، الذي نُشِرَ في الجريدة الرسميّة للاتحاد الأوروبي أن "تسميم أليكسي نافالني لم يكن ممكناً إلّا بموافقة الفريق الرئاسي"، فيما أعلنت بريطانيا والنروج أنّهما ستُطبّقان عقوبات الاتحاد.

ولم تُشكّل العقوبات التي أُقرّت مفاجأة لموسكو، إذ قام رئيس الديبلوماسيّة الأوروبّية جوزيب بوريل الثلثاء بإبلاغ نظيره الروسي سيرغي لافروف بتبنّيها وبنطاقها، بينما أكد المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "الاتحاد الأوروبي أضرّ عبر هذه الخطوة بالعلاقات مع بلادنا"، وأضاف أن ردّ موسكو "سيتناسب مع مصالح روسيا"، مبدياً أسف الحكومة الروسيّة إزاء ربط بروكسل علاقاتها مع موسكو بقضيّة نافالني.

وفي تفاصيل العقوبات، التي طالت شخصيّات مقرّبة من الرئيس الروسي وعلى رأسها يفغيني بريغوجين، الذي يُطلق عليه لقب "طبّاخ بوتين" نظراً إلى أن شركة المطاعم التي يُديرها عملت لحساب الكرملين، فقد أفاد الاتحاد الأوروبي بأنّ بريغوجين يُقوّض السلم في ليبيا عبر دعمه مجموعة "فاغنر" الخاصة التي تقوم بأنشطة عسكريّة.

وأشار الاتحاد إلى أن "فاغنر" ارتكبت "خروقات عديدة ومتكرّرة" لحظر السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا. ويعني القرار حظر بريغوجين من السفر إلى الاتحاد وتجميد أي أصول تابعة له في التكتّل. كما يمنع المواطنين والشركات الأوروبّية من تزويده بالأموال.

وفُرِضَت عقوبات على 6 أشخاص آخرين، بينهم رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسي (الإستخبارات) ألكساندر بورتنيكوف والعضوان البارزان في مكتب الرئاسة التنفيذي سيرغي كيرينو وأندريه يارين، على خلفيّة محاولة قتل نافالني باستخدام مادة "نوفيتشوك" التي تُؤثّر على الأعصاب.

كما فرض الاتحاد عقوبات على معهد الأبحاث العلميّة للكيمياء الحيويّة التابع للدولة الروسيّة، والذي من المفترض أنّه المسؤول عن تدمير ترسانة الأسلحة الكيماويّة التي ورثتها روسيا عن الاتحاد السوفياتي، فيما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى وصوله إلى القمّة أن "روسيا جارتنا وتُشاركنا هذه القارة، لكن لا يُمكننا الاستسلام والتخلّي عن مبادئنا وتوقّعاتنا، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالأسلحة الكيماويّة".

وأطلق القادة الأوروبّيون عبر هذه الإجراءات، تحذيراً ضمنيّاً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المتورّط في صراعات دمويّة في سوريا والعراق وليبيا وناغورني قره باغ، والذي ينتهك بشكل سافر القانون الدولي بالتنقيب غير القانوني في المياه الغنيّة بالمحروقات في قبرص واليونان. وسيُخصّص اليوم الثاني من القمّة الأوروبّية اليوم للبحث في السياسة الخارجيّة والعلاقات المتأزّمة مع أنقرة.


MISS 3