السينما تعيد فتح أبوابها في الهند رغم المصاعب

02 : 00

تأمل دور السينما الهندية التي أعادت فتح أبوابها بعد قرابة سبعة أشهر من الإغلاق بسبب فيروس كورونا استقطاب الناس، بالرغم من المصاعب التي تقيّدها، كعرض أفلام قديمة وكمّامات إلزامية ومقاعد محدودة. ولم تنجُ صالات السينما في العالم أجمع من شرّ الوباء، لكن في الهند حيث تكتسي السينما أهمية خاصة مع نجومها المحبوبين جداً من جماهيرهم الكبيرة، اهتزّت أسس ثقافة بكاملها.

فبوليوود التي أفجعها رحيل أسماء بارزة في الآونة الأخيرة بسبب فيروس كورونا أو السرطان أو الانتحار وطاولتها اتهامات بانتشار تعاطي المخدّرات في رحابها، هي بأمسّ الحاجة إلى أنباء حسنة. لكن ليس في يد القطاع السينمائي الأكثر إنتاجاً في العالم حيلة سوى الصبر.

في شارادا في بنغالور (الجنوب)، لم يستقطب العرض الصباحي لفيلم التشويق "كانادانت مايافادانو" سوى عدد ضئيل من المشاهدين. لكن رجل الأعمال شاندراشيكار نايدو لا يخفي سعادته بالعودة إلى السينما، قائلاً: "أفضّل مشاهدة الفيلم على الشاشة الكبيرة، فالأجهزة المحمولة لا توفّر التجربة عينها". ويؤكّد مسؤولون في القطاع في تصريحات لصحيفة "ذي إنديان إكسبرس" أنّ الحجوزات جدّ منخفضة كما أنّ بعض الصالات ألغت عروضها الصباحية.





ولم يفتح "بي في آر"، أكبر مشغّل سينمائي في الهند، صالاته سوى لموظّفيه وعناصر الشرطة وعائلاتهم قبل استقبال عامة الجمهور الجمعة في بعض القاعات، تكبّد خسارة بقيمة 30 مليون دولار.

لكن، في الصالات التي يديرها "اينوكس ليجر ال تي دي"، ثاني أكبر مشغّل لدور السينما في البلد، لن تعرض بداية سوى أفلام قديمة، بحسب لاليت أوجها المدير الإقليمي للمجموعة في شمال الهند.

وستقاس حرارة المشاهدين عند المدخل ونصف المقاعد ستظلّ فارغة التزاماً بقواعد التباعد الاجتماعي ولن تقدّم في القاعة سوى المأكولات المغلّفة. ويردف أوجها "نأمل عرض إنتاج ضخم بمناسبة عيد ديوالي". فالصالات والمتاجر تعجّ عادة بالزبائن في عيد الأنوار الهندوسي هذا الذي يصادف هذه السنة في الرابع عشر من تشرين الثاني. ولطالما كان ارتياد السينما نشاطاً ترفيهياً في متناول الجميع في الهند حيث يكلّف حضور العرض 75 روبية (ما يعادل دولاراً واحداً) في مقابل ثلاث ساعات من التشويق والرقص والغناء في صالة مبرّدة بمكيّف هوائي.

لكن في ظلّ الأوضاع الراهنة، فضّل منتجون كثيرون تأجيل صدور الأفلام الكبيرة أو اللجوء إلى منصّات البثّ التدفقي، مثل "نتفليكس" و"أمازون برايم" و"ديزني+ هوتستار".

وما انفكّ المحلّلون يشدّدون على الشهية المكبوتة في بلد يقصد فيه محبو السينما صالات العرض كلّ أسبوع وعُرض على شاشاته الكبيرة 1800 فيلم سنة 2018، وقد لا يتكبّد كثيرون عناء الذهاب إلى السينما لمشاهدة أفلام قديمة.

من جهته، يؤكد المحلل كمال ناهتا إنّ الحلقة مفرغة، "فالناس لن يقصدوا دور السينما إلا في حال تقديم أفلام جديدة. والمنتجون لن يصدروا أفلاماً جديدة بلا ضمانات لتحقيق الأرباح". ويضيف "في نهاية المطاف، لا بدّ من أن يجازف أحدهم ويصدر فيلماً شيّقاً".

وقد يجازف منتجو "سراج بي منغال باري" بالفعل مع عرض الفيلم في الصالات في 13 تشرين الثاني بمناسبة عيد ديوالي.

ويستعدّ المنتج أديتيا شوبرا، أحد أبرز الأسماء في بوليوود، لإطلاق عروض فيلمه "بونتي أور بالي 2"، وهو تتمّة لفيلم لقي نجاحاً باهراً سنة 2005، في الفترة عينها، بحسب تقارير إعلامية.

لكن خطر فيروس كورونا لا يزال شديد الوطأة في الهند مع أكثر من سبعة ملايين حالة. وفي مومباي، مركز الصناعة السينمائية تحديداً، ما دفع بالسلطات الى إرجاء عودة السينما فيها.