روي أبو زيد

عمل تطوّعي تحيّة لضحايا إنفجار المرفأ"بيروت 6:07"

16 تشرين الأول 2020

02 : 00

لحظات عصيبة لن تُنسى في تاريخ لبنان الحديث! إنها السادسة وسبع دقائق مساءً بتوقيت بيروت، يوم الثلاثاء 4 آب. وقع الانفجار في أعقاب الأحداث المتسارعة والمتعاقبة التي حصلت في بيروت خلال صيف 2020.

يسلّط مسلسل "بيروت 6:07" الضوء على ضحايا الانفجار. وعلمت "نداء الوطن" أنّ "حبكة الحلقات تعتمد على رواية الأحداث المختلفة التي وقعت قُبيل الانفجار وبعده، حيث تمتد كل قصة لنحو 7 دقائق تحت إدارة مخرج مختلف لكل حلقة من حلقات العمل التي بذل الجميع فيها أقصى جهودهم، بلا مقابل او أُجور".

وأضافت مصادر قريبة من العمل أنّ "المشاركين في المشروع ستكون إسهاماتهم تطوعيةً"، موضحةً أنه "لكلّ واحد من المشاركين في العمل حصّة من المعاناة الإنسانية على الصعيد العائلي أو الشخصي".





في هذا السياق، صُوّرت كل حلقة من حلقات "بيروت 6:07" كقصة قائمة بذاتها، وبمعزل عن باقي الحلقات، على مبدأ الحلقات المنفصلة المتصلة، لذا يروي كل منها قصة ضحية أو ناجٍ أو بطل، وذلك من خلال عيون وعدسة مخرج وفريق عمل مختلفين.

وشهد العمل في هذا الإطار مشاركة 15 مخرجاً، اختار كلٌّ منهم أن يسهم في بلسمة الجراح على طريقته، وأن يعبّر من خلال تجربته ورؤيته الإخراجية عن كل ما آمن به وعاشه وكان جزءاً منه.

"نداء الوطن" رصدت أهم ما قاله المخرجون المشاركون في هذا العمل الإنساني.



إنغريد بواب

قمنا جميعاً بتوظيف مهاراتنا وخبراتنا للمساهمة في تسليط الضوء على ما حصل في بيروت، وإيصاله إلى العالم بأسره. بالنسبة لي، اقتضت طريقتي في التعبير تجميع فريق كامل للعمل ليلاً ونهاراً بدون مقابل، وذلك كي نتمكّن من سرد قصتنا كوسيلة للمساهمة في التعبير عما جرى، وبالتالي إيصال صوتنا إلى العالم بأسره حول مأساة في بيروت، على أمل أن تبقى لغة التواصل تلك قائمةً وفاعلةً ومستمرة. 



مازن فياض

من واجبنا كمخرجين وفنانين أن نحافظ على الذكريات حية في العقول والقلوب والضمائر، وأن نُذكّر الجميع بأن أولئك الضحايا كانت لديهم أحلام وآمال وطموحات حُرموا منها في لحظة واحدة نتيجة الإهمال واللامبالاة. إن ما حدث لهم يمكن أن يصيب أي فردٍ منا. من جانبي، كان لي شرف المشاركة في هذه المبادرة التي أصنّفها على أنها أكثر من مُجرّد مشروع إنتاجي. إنها بمثابة بلسم عاطفي وعلاج نفسي ومعنوي إن جاز التعبير.



كارل حديفه

انتابني شعورٌ بأن كل ما قمت به وقدّمته من مجهود لم يكن كافياً! إن خبرتي المهنية لا تشمل أعمال البناء والإعمار، وعلى الرغم من ذلك فإن مساهمتي في هذا المشروع أتاحت لي أن أضع بصمتي الشخصية، وأن أسخّر خبرتي الإخراجية ولغتي المفضلة، وهي اللغة البصرية السينمائية، في تقديم العون الممكن.



كارولين لبكي

يملأ الفخر قلبي، ويشرفني بحقّ أن أكون جزءاً من مشروع «بيروت 6:07»، الذي أتاح لي أن أُسهم في تكريم ضحايا انفجار بيروت المدمّر. ونظراً لكوني مخرجة، فقد قرّرت المشاركة بطريقتي الخاصة في ردّ الجميل للمدينة التي أحبّها وأعتزّ بها؛ وآمل بصدق أن نكون قد وُفِّقنا في تكريمها وتكريم أبطالها الذين سقطوا بشكل مشرّف». 



إميل سليلاتي

بعد وقوع الانفجار، شعرتُ بإحباطٍ شديد. أردتُ مدّ يد العون بأي طريقة ممكنة، فكانت أول ردة فعل لي حينها أن تناولت مكنسة وبدأت بتنظيف المنازل والشوارع المدمرة... بالطبع لم يكن ذلك كافياً، إذ وددتُ المساعدة عبر تسخير كاميرتي وخبرتي الإخراجية. وفجأةً أطلّ مشروع «بيروت 6:07» في الوقت المناسب تماماً! إن تكريم العاصمة اللبنانية وأبطالها الذين سقطوا في الانفجار كان الهدف الأسمى لجميع المشاركين في المشروع. أنا في غاية الامتنان لمنحي هذه الفرصة التي كانت بمثابة الملاذ النفسي والعاطفـــــي الذي أبحث عنه.



ساندرين زينون


عشتُ انفجار 4 آب بكل تفاصيله. فقدتُ منزلي، وكدتُ أفقد شقيقتي، كما أصيب كثير من معارفي وأصدقائي.. وبعد مضي أكثر من شهرين، ما زال التحقيق يراوح في مكانه! الأدلّة أُحرقت! والكثيرون ما زالوا في عداد المفقودين! ويبدو أن معظم من حولنا قد اختار أن ينسى ويمضي قدماً في حياته. بالنسبة لي، اخترتُ العمل ضمن هذا المشروع لتذكير الجميع بأن الضحايا الذين سقطوا هم أشخاص حقيقيون، حملوا أسماءً، وعاشوا قصصاً وتجارب، وكانت لديهم بيوت وعائلات وأحلام وآمال.



وسيم سكر

بعد الانفجار المأسوي الذي هزّ بيروت، أصبح من الواضح بالنسبة لي على الصعيد الشخصي أننا كبلد، قد بلغنا الحضيض فعلاً! البعض هَرَع إلى موقع الكارثة للمساعدة، فيما اندفع الآخرون إلى الشوارع عفوياً للثورة والانتفاض على الواقع. لكن، بدا جليّاً أن ثمة شيئاً بحاجة إلى التغيير الجذري. هكذا، عقدتُ العزم على المشاركة من خلال القيام بالعمل الذي أجيده على أحسن وجه. لطالما آمنتُ بالقوة الكامنة للسينما والطاقة المتولّدة من رواية القصص الملهمة. وها هو الوقت المناسب قد حان لنقل قوة ذلك الانفجار إلى قلب وعقل وضمير كل إنسان ومشاهد، على أمل أن يفلح ذلك في إيقاظنا من حالة الغيبوبة والنســـيان التي نغرق فيها.



يشار الى أنّ "بيروت 6:07" هو مسلسل تلفزيوني هادف، من إنتاج شركة " – Imagic Group’s The Big Picture Studios.

يبدأ عرضه على منصّة "شاهد VIP" اعتباراً من يوم غد في تمام الساعة 06:07 دقائق.