عماد موسى

"الثنائي الوطني" وطاولة النزال

16 تشرين الأول 2020

02 : 00

يتصرف "الثنائي الوطني" ("الثنائي الشيعي" سابقاً) حيال تشكيل الحكومات، كما لو أنه صاحب الكلمة النهائية، في أي صيغة، وموافقته على أي حكومة توازي توقيع رئيس الجمهورية على مراسيمها.

يطيح "الثنائي الوطني" بالمبادرة الفرنسية ساعة يشاء، ويعيد إحياءها ساعة يشاء.

يلعب "الثنائي الوطني" على حافة المهوار، أو بالأحرى يلعب بلبنان كل لبنان. ولحظة السقوط يتهم الآخرين بأنهم لم يحسنوا اللعب.

يملك "الثنائي الوطني" أوراقاً سنية ودرزية ومارونية وأوراقاً سورية وإيرانية وروسية وأوراق جوكر ويملك أوراقاً أقليمية، وأوراقاً أمنية، ويملك بالونات اختبار وصواريخ، ويملك بيادق طائفية وأصوات نشاز وأوبرا. ويملك فائض قوة لا لهزيمة إسرائيل بل لهزيمة البلد الذي نعرفه.

ويعتبر "الثنائي الوطني" نفسه وصيّاً على البر والبحر والجو، وأنه الممر الإلزامي لأي قرار سيادي، بمعزل عن الدستور ومواده، ويعتبر "الثنائي الوطني" نفسه الوكيل الحصري لشن الحروب على العدو الصهيوني ولعقد اتفاقات مع "الكيان الإسرائيلي" عند الضرورة، وإن تنازل عن مهماته الوطنية والأخلاقية والشرعية والتفاوضية لرئيس الجمهورية، فهو لن يتنازل عن حق الحضانة والإشراف وإدارة أي ملف على صلة بالحق السيادي.

لم يَنَم "الثنائي الوطني" ليلة الثلثاء على ضيم. هاله أن يتصرف حليفه بموجب صلاحياته الدستورية، بتشكيل الوفد "التقني" المفاوض في الناقورة فأصدرت "حركة امل" الوطنية و"حزب الله" الوطني بياناً أشبه ببلاغ عسكري "طلبت فيه فوراً العودة عن هذا القرار، وإعادة تشكيل الوفد اللبناني بما ينسجم مع اتفاق الإطار". وكادت تستتبعه بتهديد "يا القُرب يا الخصام"، على قول الأخت نوال الزغبي في أغنية "عاوزة الرد حالاً"، فجَبهُ "التذاكي الصهيوني يكون بفرضِ البزةِ العسكريةِ خياراً وحيداً"، على حد قول مذيعة قناة المنار.

فالمفاوضة غير المباشرة بالكرافات والزي المدني والإبتسامات الديبلوماسية لا تصح مع العدو، وتُشعِر العدو بالإرتياح وبليونة الموقف اللبناني. بزة عسكرية ونظرة غضب وشاربان معقوفان إن توافرا هي المطلوبة كما تمنى "الثنائي الوطني" كتتمة لاتفاق الإطار الذي خاطه الرئيس بري بصبر إيراني.(من وحي مي خريش)

على "طاولة النزال" لا ينفع وجود رئيس هيئة ادارة قطاع البترول وسام شباط والخبير نجيب مسيحي لأنهما أقل شراسة في "الكباش"، ولا يتقنان بث الرعب في صفوف وفد العدو ولا يمانعان في صورة عابسة. وتردد أن "الثنائي الوطني" كان ليقبل بالتقاط صورة تذكارية في الناقورة بشرط وقوف أعضاء وفد "الكيان الإسرائيلي" على "إجر ونص"، مقابل جلوس أعضاء الوفد اللبناني قبالتهم مكشرين عن أنيابهم، ووقوف الوفد الأميركي ووجوه أعضائه صوب الحائط.