ماكرون لوقف النار... وبوتين يُقدّم جرعة دعم لدمشق

النظام يقطع الطريق على تركيا في إدلب

10 : 38

دخلت أنقرة بثقلها أمس على ميدانيات الحدث السوري في إدلب من خلال إرسالها تعزيزات عسكرية مؤللة إلى منطقة "خفض التصعيد" المفترضة، في خطوة تقاطعت المعلومات الديبلوماسية الغربية عند وصفها بـ"الخطوة التركية المحدودة لإثبات الوجود على الأرض"، في وقت كانت قوّات النظام السوري تحقق خلال الساعات الأخيرة مزيداً من التقدّم في شمال مدينة خان شيخون، حيث سيطرت على جزء من طريق دولي سريع، ما من شأنه أن يمنع رتل التعزيزات التركي الذي دخل المنطقة أمس من بلوغ وجهته.

وإذ أقرت أنقرة بتعرّض المسار الذي سلكه الرتل العسكري الذي أرسلته إلى جنوب إدلب لغارة جوّية، ساهم تقدم جيش النظام بقطع الطريق الدولي الذي يربط ريف إدلب الجنوبي بريف حماة الشمالي، حيث توجد أكبر نقاط المراقبة التركيّة في بلدة مورك، بحسب "المرصد السوري"، الذي أكّد أن "طريق الرتل التركي إلى مورك باتت مقطوعة". وشاهد مراسل وكالة "فرانس برس" بعد ظهر أمس، الرتل المؤلّف من قرابة خمسين آليّة من مصفّحات وناقلات جند وعربات لوجستيّة، بالإضافة إلى خمس دبّابات على الأقلّ، متوقفاً على الطريق الدولي في قرية معر حطاط في شمال خان شيخون.

وفي السياق، دانت وزارة الدفاع التركيّة "بشدّة" تعرّض رتلها لغارة جوّية. وأوردت أنّه "رغم التحذيرات المتكرّرة التي وجّهناها إلى سلطات روسيا الاتحاديّة، تستمرّ العمليّات العسكريّة التي تقوم بها قوّات النظام في منطقة إدلب في انتهاك للمذكّرات والاتفاقات القائمة مع روسيا".وبحسب المرصد، استهدفت طائرة روسيّة شاحنة صغيرة تابعة للفصائل المعارضة، كانت تستطلع الطريق أمام الرتل التركي عند الأطراف الشماليّة لمعرة النعمان، ما تسبّب بمقتل ثلاثة مقاتلين معارضين مدعومين من أنقرة. ولدى وصول الرتل إلى وسط معرة النعمان، الواقعة شمال خان شيخون، نفّذت طائرات سوريّة وأخرى روسيّة ضربات على أطراف المدينة، "في محاولة لمنع الرتل من التقدّم". وما لبث أن أثار وصول هذه التعزيزات العسكريّة التركية غضب دمشق التي نددت على لسان مصدر رسمي في وزارة خارجيتها بدخول "آليّات تركيّة محمّلة بالذخائر، في طريقها إلى خان شيخون لنجدة الإرهابيين المهزومين من جبهة النصرة".

سياسيّاً، اعتبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين في فرنسا، أنّه "من الملحّ التقيّد بوقف إطلاق النار في إدلب الذي تمّ الاتفاق عليه في سوتشي"، معرباً عن "القلق البالغ" حيال الوضع في إدلب. ولم يتأخّر ردّ الرئيس الروسي الذي أكّد أمام ماكرون دعمه "جهود الجيش السوري لوضع حدّ لهذه التهديدات الإرهابيّة"، مضيفاً: "لم نقل أبداً إن الإرهابيين في إدلب سيشعرون بالراحة". وتابع: "كانت هناك محاولات لاستهداف قاعدتنا في حميميم أكثر من مرّة، ومن منطقة إدلب بالذات، لذلك ندعم جهود الجيش السوري لاحتواء تلك المخاطر الإرهابيّة".

من جهته، أكّد مسؤول في الخارجيّة الأميركيّة لقناة "الحرة" أن الولايات المتّحدة لا تزال تشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد العسكري في إدلب والمناطق المجاورة، داعياً النظام السوري وروسيا وإيران إلى الامتناع عن القيام بهجمات عسكريّة ضدّ المناطق المدنيّة، والعودة فوراً إلى وقف إطلاق النار، وسط تجديده التشديد على أن "لا حلّ عسكريّاً للصراع في سوريا".


MISS 3