البيت الأبيض رفض العرض "غير المقبول"

بوتين يقترح تمديد العمل بـ"نيو ستارت" لعام إضافي

02 : 00

بوتين خلال "الاجتماع الافتراضي" لمجلس الأمن القومي الروسي أمس (أ ف ب)

إقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن تُمدّد واشنطن وموسكو لمدّة عام وبلا شروط معاهدة "نيو ستارت" (ستارت الجديدة)، آخر اتفاقيّة أساسيّة بين البلدَيْن للحدّ من الأسلحة النوويّة، والتي تمّ التوقيع عليها في نيسان 2010 لكنّها دخلت حيّز التنفيذ في شباط 2011. وتبلغ مدّتها 10 سنوات قابلة للتمديد.

وقال بوتين خلال "اجتماع افتراضي" مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن القومي: "لدي مقترح، وهو تمديد الاتفاق الحالي من دون أي شروط مسبقة لمدّة عام على الأقلّ ليتسنّى لنا إجراء مفاوضات حقيقيّة"، بحسب بيان للكرملين. وطلب الرئيس الروسي من وزير خارجيّته سيرغي لافروف "صياغة موقفنا لمحاولة التوصّل إلى ردّ متّسق نوعاً ما على الأقلّ في المستقبل القريب".

وإذ اعتبر بوتين أنّه سيكون "مؤسفاً للغاية" إذا انقضت مهلة المعاهدة من دون أن تُستبدل بأخرى مشابهة، أوضح أن "نيو ستارت" نجحت في السيطرة على سباق التسلّح، لافتاً إلى أنّه على المجتمع الدولي ألّا يُترك من دون "وثيقة أساسيّة من هذا النوع".

وأقرّ الرئيس الروسي أيضاً بظهور أسلحة جديدة لدى موسكو لا يملكها الأميركيّون بعد، مشيراً إلى أن بلاده لا ترفض مناقشة هذا الموضوع، بينما سارعت الولايات المتحدة إلى رفض العرض الروسي، وكتب مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي روبرت أوبراين في تغريدة، أنّ "الولايات المتحدة اقترحت تمديداً لمعاهدة "نيو ستارت" لعام واحد في مقابل تجميد الرؤوس النوويّة للولايات المتحدة وروسيا خلال هذه الفترة". وأضاف أنّ "جواب الرئيس الروسي اليوم (أمس) الساعي إلى تمديد "نيو ستارت" من دون تجميد الرؤوس النوويّة غير مقبول".

وتابع أوبراين: "كان من شأن ذلك أن يُمثّل مكسباً للطرفَيْن، ونعتقد أن الروس كانوا مستعدّين للقبول بهذا المقترح عندما التقيت بنظيري في جنيف".

وإذ أكد أن "الولايات المتحدة جادة في شأن الحدّ من التسلّح الذي سيُبقي العالم بأسره في أمان"، أمل في أن "تُعيد روسيا تقييم موقفها قبل أن يعقب ذلك سباق تسلّح مكلف".

وكانت الولايات المتحدة قد كشفت هذا الأسبوع أنّها توصّلت إلى اتفاق مبدئي مع روسيا على تمديد المعاهدة، لكن موسكو رفضت الشروط الأميركيّة. وكان لافروف قد أشار إلى أن بلاده تُفضّل تمديد المعاهدة القائمة لخمس سنوات إضافيّة من دون شروط، لكنّها مستعدّة مع ذلك للتوصّل إلى اتفاقيّة جديدة مع الأميركيين. وأوضح أن موسكو قدّمت لواشنطن بعض "المقترحات الملموسة"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ردّت بعدد من المقترحات وصفها بأنّها "شروط مسبقة" لتمديد "نيو ستارت".

وتُصرّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على دخول خصمتها الصين في المعاهدة التي تحدّ عدد الرؤوس النوويّة التي يُمكن للولايات المتحدة وروسيا امتلاكها بـ1500.

ولا تزال "ستارت الجديدة" آخر اتفاقيّة سارية بين الولايات المتحدة وروسيا في مجال تقليص الترسانة الإستراتيجيّة بعد انسحاب واشنطن أحادي الجانب، من معاهدة التخلّص من الصواريخ النوويّة المتوسّطة والقصيرة المدى، واتفاقيّة السماء المفتوحة.

وتمّ التوقيع على الاتفاقيّة العام 2010 في ذروة الآمال بإعادة إطلاق العلاقات بين واشنطن وموسكو، في عمليّة قادها الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما ونظيره الروسي حينها دميتري ميدفيديف. لكن سرعان ما ارتفع منسوب التوتّر الجيوستراتيجي مجدّداً مع عودة بوتين إلى الرئاسة العام 2012.