نداء الوطن

بعد استعراضات بالأسلحة الثقيلة... مساعٍ لتجنّب الثأر بين عشيرتي جعفر وشمص

17 تشرين الأول 2020

01 : 58

لقاء مصالحة في منزل آل شمص

كاد البقاع الشمالي ينزلق إلى أتون كباش مسلّح وتصفيات، بين عشيرتي جعفر وشمص على خلفيات ثأرية، إثر مقتل محمد شمص على يد مسلحين من آل جعفر، لتشهد المنطقة إستعراضات عسكرية بالأسلحة الثقيلة وحواجز مسلّحة على الطرقات، لولا تدخّل "حزب الله" وحركة "أمل" وفاعليات المنطقة الدينية والعشائرية.

على مرّ أسبوعين، عاشت منطقتي الشراونة في بعلبك وبوداي وما بينهما، إستنفاراً مسلّحاً وصل الى حدود إقامة حواجز عسكرية ليلية وتدقيق في هويات المارة على طرقات التلّ الأبيض وبوداي ومزارع آل مشيك، وعاش الناس مأساة رعب وخوف من أن يصبحوا ضحايا التفلّت الأمني الذي يلازم المنطقة، وسط انتشار السلاح بين أيدي المواطنين. وتتباهى العشائر في ما بينها بثقل السلاح ونوعه، وتُفاخر بالصواريخ التي تملكها، حيث استدركت أحزاب المنطقة وعشائرها حجم الكارثة التي يمكن أن تقع، وفتحت الباب أمام المصالحة وتحكيم الأعراف والعادات.

حروب، بيانات وتهديدات بين العشيرتين عجّلت في البحث عن حلول لتهدئة النفوس وتجنيب البقاع كأس الثأر المضاد، حيث عُقد قبل اسبوع لقاء في مكتب الشيخ محمد يزبك، حضره نواب المنطقة وممثّلو العشائر والأحزاب، للبحث عن حلول لطي صفحة الخلافات بين العشيرتين. وبدأت البوادر بزيارة الشيخ يزبك لعشيرة آل شمص ثم لعشيرة آل جعفر، للبحث عن مخرجٍ للأزمة، مع مراعاة الوقوف على خاطر آل شمص وِفق أعراف العشائر وتقاليدها.

ومساء الخميس، تكلّلت المساعي بلقاء مصالحة في منزل زعيم عشيرة آل شمص في بوداي، حضره راعي المصالحة يزبك ونواب المنطقة ووجهاء من عشيرة آل جعفر. وهدف اللقاء إلى تخفيف الإحتقان الذي ساد خلال الأيام الماضية وتهدئة الأوضاع ورفض المظاهر المسلّحة، واستنكار الجريمة وما تبعها من مظاهر ابتهاج واحتفال بالثأر المُترافق مع إطلاق نار وبيانات وتهديدات.

وفي كلمةٍ له، أشار يزبك الى "أنّ رسالة اللقاء هي الرد على من كانوا يُراهنون على تفتيت المنطقة، وعلى من كانوا يستخفّون بنا"، داعياَ "الى مواجهة المجرم، وتحميله المسؤوليّة حصراً، بعيداً من عشيرته أو عائلته". وتحدّث النائب غازي زعيتر فقال: "عوّدتنا عشيرة آل شمص على اتّخاذ المواقف من خلال القيم التي تتميّز بها، ولنتذكّر في كلّ لحظة دائماً إمام الوطن السيّد موسى الصدر الذي حذّر من أنّ هناك عدوّاً يتربّص بنا، وإنّنا اليوم في أمسّ الحاجة إلى أن نكون كما نعلن دائماً عائلة واحدة وعشيرة واحدة، في مواجهة عدو واحد هو العدو الإسرائيلي، وأيضاً ثمة عدو داخلي هو الجوع والحرمان، ويجب أن نتطلّع إلى تحقيق آمال هذه المنطقة وتطلّعاتها".

وتخلّل اللّقاء أيضاً كلمة لعميد عشيرة آل شمص عبّاس أسد الله شمص الذي قال: "فوّضنا الشيخ يزبك وقد تحدّث باسمنا، وآل جعفر مُرحّب بهم في دارتنا"، ودعا "الى وضع حدّ للشباب الطائش الذي يعمل لتعكير الأجواء بين العشيرتين".

بدوره، تحدّث ياسين علي حمد جعفر باسم العشيرة وشكر "السّاعين الى إصلاح ذات البين بين الأهل"، وشدّد على "تطبيق ميثاق الشرف بحصر المسؤولية بالمُرتكب، وعدم ربط أي علاقة لأخ أو قريب بالجريمة".

وتلا عدنان جعفر بياناً باسم عشيرة آل جعفر: "نتقدّم من أبناء عمّنا عشيرة آل شمص عموماً من الهرمل إلى بعلبك ووادي الزّين وبوداي على مساحة الجغرافيا اللبنانية بإدانتِنا لما وقع بيننا من جريمة وقتل، مُستنكرين هذه الأفعال وما تبعها من ابتهاج وحواجز وبيانات وتسجيلات على وسائل التّواصل كافّة، وكل فعل مسّ بأبناء الدم الواحد والبيت الواحد".