روي أبو زيد

فنّانو لبنان ومثقّفوه: فلنتخلّص من حكّامنا المجرمين بثورةٍ منظّمة

17 تشرين الأول 2020

02 : 00


منذ عام إندلعت ثورة 17 تشرين الأول بشعار "كلّن يعني كلّن" حاملة في طيّاتها آلام كلّ لبناني موجوع، جائع وحزين. ثورة ولدت من رحم كلّ لبناني حرّ مدافع عن وطنيّته حتى الرمق الأخير. "نداء الوطن" التقت بعض الفنانين والمثقفين الذين شاركوا في الثورة لتقف على رأيهم حول الثورة وما آلت إليه أخيراً.




لبناني أنا الذي أحلم به، لوحة للفنان ميشال عازار.






اسكندر نجار: لعودة الثورة أكثر قوّة وتنظيماً


برأي الكاتب والمحامي اسكندر نجار الثورة ضرورية وكان يدعو إليها منذ 10 سنوات في مقالاته في الملحق الأدبي من جريدة "اللوريان لو جور".

يقول نجار: "الثورة اصطدمت بعوائق عدة، أولها عدم التنظيم وغياب قيادة موحّدة، فضلاً عن تعاطي بعض القوى الأمنية بعنف مع المتظاهرين واستعمال الرصاص الحيّ والمطاطي ضدهم". ويضيف: "جائحة كورونا كانت سبباً رئيساً لإرغام الناس على عدم الخروج الى الشارع". وشدّد على أنّ "أسباب الثورة ما زالت موجودة، خصوصاً وأنّ الأوضاع تفاقمت دراماتيكياً منذ 17 تشرين، فقد تدهورت الليرة وجمّدت المصارف حسابات المودعين، وأصبحت الأزمة الاقتصادية لا تُطاق".

ويشير نجار الى أنّ "انفجار بيروت أكد على استهتار المسؤولين. الحلّ الوحيد للخروج من واقعنا هو بعودة الثورة أكثر قوّة وتنظيماً مع استعداد لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، للإطاحة بهذه الطبقة السياسية الفاشلة". ويختم قائلاً: "يجب الضغط على النواب لإنجاز قانون انتخاب عادل يضمن تمثيلاً حقيقياً للمرأة ويسمح للشباب بالاقتراع عند بلوغهم الـ18 من العمر".





كارين رزق الله: مجرّمٌ مَن يخزّن هكذا مواد في المرفأ


لفتت الممثلة والكاتبة كارين رزق الله الى أنّ «الثورة نجحت في تحقيق أهداف معيّنة وأخفقت في تحقيق أخرى»، مردفة أنّها «أسقطت الحكام والدليل على ذلك أنهم لم يتمكّنوا بعدها من النزول الى الشارع ودخول المطاعم. حتى إنهم لم يستطيعوا من تفقّد موقع انفجار بيروت خوفاً من غضب الشعب».

وشددت على أنّ «الحكام ساقطون وإن بقوا في مواقعهم، فقد خسروا شعبيتهم وصدقيتهم والمسألة مسألة وقت قبل مغادرتهم».

وأشارت رزق الله الى أنّ «الثورة فشلت في انتاج صورة بطل أو زعيم يثق به الناس كي يتحدّث باسمهم»، مضيفة: «لم نتمكن توحيد مطالبنا للأسف».

وقالت رزق الله: «كيف يمكن لبعض اللبنانيين اليوم أن يدافعوا عن زعمائهم، خصوصاً وأنّ الأيام أثبتت أنّ الزعماء كافة يعملون لتحقيق مصالحهم فقط». وتتابع: «إن انتقدت شخصية سياسية يتهمونني بالانتناء لخطٍ سياسي آخر، رغم أنني لا أؤيّد أي زعيم أو جهة سياسية في لبنان».

وتضيف: «أستغرب كيف يرضى الحكام الذلّ لشعبهم الذي انتخبهم، الذي يقف في طوابير أمام الصيدليات والمصارف والسوبرماركت. حكامنا وقحون بكلّ بساطة».

وعن انفجار 4 آب تقول: «طعننا في قلوبنا، لكنّ بيروت ستبقى تنبض حياة لأنها وجه لبنان الحضاري والثقافي والفني. أحزن كثيراً كلّما مررت بشوارع بيروت كأنّي فقدت احد أفراد أسرتي مع كلّ شهيد سقط».

وإذ شددت على أنّ «من يخزّن هكذا مواد في المرفأ مجرم»، أكدت أنّ «الانفجار ليس بفعل إهمال المسؤولين بل بسبب سوء نواياهم وإجرامهم».

وختمت رزق الله: «باعوا البلد من أجل الكرسي، لكننا أمام مفترق طريق: هل نعيش في لبنان حلمنا به أم سنخسره الى الأبد؟»





أندريه ناكوزي: "حبّوا لبنان أكثر من الزعيم"


تأسف الممثلة أندريه ناكوزي، أولى الفنانات المشاركات في الثورة لما آلت إليه أوضاع البلاد اليوم. بالنسبة إليها: «الثورة مش بس شعارات ولا حماسة معيّنة بتجي بفترة معيّنة وبتختفي وبعدين مع الوقت بتنطفي... الثورة وعي وقناعة وإرادة شعب، وايمان عميق بإنّو التغيير منّو مستحيل... وإنّو الرفض بيبلّش فينا... ما لازم يقبل الشعب اللبناني إنّو يعيش مذلول وتحت رحمة الزعيم والريّس يلّي بالو بكلّ شي إلاّ الوطن ومصلحة المواطن». وتضيف: «تعرضنا كتيراً للتخوين وحاربونا وحاولوا بكل الطرق إفشال الثورة وقتلها. حاولوا إخافتنا واسكاتنا كي نرضخ للأمر الواقع ونتراجع فيما نحن نطالب بأدنى حقوقنا كبشر».

وتؤكد: «ما بِنكُر بيجي أوقات كتير بيتعب فيها الإنسان... وبالأخص بعد انفجار مرفأ بيروت، إنفجار لبنان كلّو! المجزرة الكبيرة يلّي صارت. بيروت انفجرت وقتلتنا كلنا... اللبنانيّي كلّن ماتو أو مات عالقليلة فيهن شي... شو ذنبها بيروت اذا حكّامها شياطين؟ وهيدا عَفكرة انفجار فسادن وإجرامُن. يعني ما في شي ما قضيوا عليه بهالبلد وكان بعد في الإنسان أو ما تبقّى من هالإنسان اللبناني».

وبمناسبة ذكرى مرور سنة على الثورة تعلّق: بتعزّ فيني الدني وزعلاني كتير بس الثورات بدّها وقت وبدّها نفَس وبدّها قوّة، الثورة طريقة تفكير وعيش وما فينا نيأس حتّى لو الإنجازات يلّي منطمحلها أكبر وأوسع بكتير. بس الأهمّ انّو نكمّل، ما نوقف ونقبل نعيش بهيك واقع لأنّ منستاهل نكون عايشين ببلد طبيعي، يكون حاضنّا كلنا وسئلان عنّا، نكون عايشين بكرامة وما بقى نكون محكومين من الخوف من بكرا والموت والذلّ والتفقير والتجويع والتهديد».

وتختم: «خلص! لازم نفهم إنّو ما حدا سئلان عن اللبناني غير اللبناني نفسو! شو بعدكن ناطرين، اتّحدوا وتوحّدوا وثوروا! هيدي آخر فرصة إلنا! حبّوا الوطن اكتر من الزعيم، حبّو لبنان اكتر! صار وقت تحبّو لبنان!»





أسعد رشدان: نمرّ بأتعس أيام!


يقول الممثل أسعد رشدان: «عايشت ثورة الـ1958 وكنت شاهداً على اتفاق القاهرة عام 1969 وحرب الـ1975. في الحرب الأهلية بدأت الثورة الشعبية ضد الفلسطينيين ووضع يدهم على لبنان، مع دعم البعض الذين استدركوا خطأهم في ما بعد».

وأضاف: «عند اغتيال الشيخ بشير الجميل بدأت أفكّر بالهجرة، خصوصاً بعدما عيّن الشيخ أمين الجميل ميشال عون قائداً للجيش وأعطانا إياه «هدية» فوقع الصدام بين القوات والجيش، ففقدنا الاستقرار!»

ويشدّد رشدان على أنه «بعد انتهاء هذه المرحلة أدركت أن الشعب اللبناني لن يتمكّن من أن يثور ويقلب النظام، خصوصاً وأنّ فساد السلطة المتجذّر أقوى بكثير من إرادة التغيير الحقيقية».

ولفت الى أننا «نمرّ بأتعس الأيام في لبنان وستسوء الأحوال يوماً بعد يوم»، معتبراً أنّ «أصحاب السلطة يقمعون الناس لأنهم متمسّكون بكراسيهم ولن يتخلّوا عنها حتى على حساب شعبهم التعيس».

وعبر رشدان عن رأيه بغضب قائلاً: «ينقبروا». ويكمل: «سافرت الى الولايات المتحدة الأميركية وأمّنت مستقبل أولادي وأحفادي، ولكن من سخر منّي طوال هذه السنوات ماذا فعل له زعيمه؟ وهل ضمن مستقبل أولاده. اذا لم نشعر بالجوع أكثر لن تقوم الثورة الحقيقية، ولكن علينا الابتعاد عن التخريب" وأوضح أنّ «الشعب لم يكسّر ويخرّب في 14 آذار 2005، لكن انتفاضته كانت دافعاً ورادعاً للمجتمع الدولي كي يطرد الجيش السوري من لبنان».

ولفت الى أنّ «الدول الغربية تحاول مساعدتنا اليوم مستندة على مطالب الشعب اللبناني، لكنهم يشعرون بأنّ السلطة اقوى والدليل أنهم كسروا كلمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون».

وختم حديثه متسائلاً: «لولا الرئيس الشهيد رفيق الحريري أكانت هذه الدولة أمّنت الكهرباء، المياه، الطرقات، الجامعات والاتصالات؟»