ذوبان الأنهر الجليدية في الألب يكشف عن الكنوز المطمورة!

02 : 00

يتيح ذوبان الأنهر الجليدية في جبال الألب لعلماء الآثار اكتشاف أدوات يدوية الصنع كان الجليد يغطّيها ويحفظ أسرارها منذ عشرة آلاف سنة تقريباً. ولا شكّ في أن الباحثين لا يستحسنون تداعيات ارتفاع الحرارة، غير أنه يوفّر"فرصة" لهم لسدّ ثغرات كبيرة في فهم نمط الحياة الريفية قبل آلاف السنوات.

ويقول مارسيل كورنيليسن الذي قاد البعثة الموفدة إلى موقع يعود للعصر الحجري المتوسط، بالقرب من نهر برونيفرم الجليدي في كانتون أوري في شرق سويسرا: "نتوصل إلى اكتشافات مذهلة تفتح لنا باباً على شقّ من علم الآثار ليس في وسعنا النفاذ إليه عادة". ساد اعتقاد أن إنسان ما قبل التاريخ لم يكن يقصد أعالي الجبال. وعندما اكتُشف "أوتسي" عام 1991، وهو صيّاد كان يعيش قبل 5300 سنة حفظت جثّته بالكامل في الجليد، ظنّ كثيرون أن هذه المومياء التي اكتشفت في النمسا تشكّل استثناء.

لكنّ بعض الاكتشافات المذهلة أثبتت أن جبال الألب كانت مقصداً يرتاده الإنسان القديم منذ آلاف السنين. ويشير كريستيان آوف دير ماور، وهو عالم آثار من كانتون أوري الى أننا "بتنا نعلم أنهم كانوا يتسلّقون الجبال حتى علوّ قد يصل إلى ثلاثة آلاف متر، للبحث عن بلّورات وغيرها من المواد الأولية".

وتؤكد عالمة الآثار ريغولا غوبلر: "إنه لأمر شيّق بالفعل، إذ نعثر على أشياء ما كنّا لنكتشفها خلال أعمال الحفر"، لأن الجليد حافظ عليها بشكل جيّد. واكتشفت العالمة في أيلول الفائت أوراقاً معقودة من نخل الرافية تعود على الأرجح إلى ما قبل ستة آلاف سنة تشبه سلّة مضفّرة من المادة عينها عثر عليها العام الماضي.

وإذا كان التغيّر المناخي بمثابة نعمة لهذه الاكتشافات، فهو يؤدي في المقابل إلى تلفان الأدوات بسرعة بعد اكتشافها إثر تعرّضها للعناصر المناخية.

ويعوّل علماء الآثار على المتنزّهين ومتسلّقي الجبال لمساعدتهم على إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وفي بعض الأحيان، يتطلّب الأمر الكثير من الوقت والحظّ، على قول عالم الآثار بيار-إيف نيكو الذي نظّم قبل سنتين معرضاً حول آثار الأنهر الجليدية. وهو علم باكتشاف قام به متنزّهان إيطاليان عثرا في العام 1999 على منحوتة خشبية في نهر أرولا الجليدي على علوّ 3100 متر. فأخذاها ونظّفاها وعلّقاها على جدار صالونهما. وهذه المنحوتة هي في الواقع "قطعة تعود الى العصر الحديدي" عمرها أكثر من ألفي سنة ولا يزال الغرض منها مجهولاً حتّى الآن.

ويرى بيار-إيف نيكو أن من الضروري "توعية الناس الذين قد يعثرون على هذا النوع من القطع الأثرية".