السلطات الفرنسيّة تُغلق مسجداً قرب باريس

ماكرون يُقرّر حلّ جماعة "الشيخ أحمد ياسين"

02 : 00

"مسجد بانتان الكبير" في شمال شرقي باريس (أ ف ب)

بعد موجة الغضب التي أحدثها مقتل الأستاذ سامويل باتي بقطع رأسه، تعهّد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس "تكثيف التحرّكات" ضدّ "الإسلام المتطرّف"، معلناً خصوصاً حلّ جماعة "الشيخ أحمد ياسين" الموالية لحركة "حماس" الإخوانيّة و"الضالعة مباشرةً" في الإعتداء الإرهابي.

وأكد ماكرون خلال كلمة مقتضبة في بوبينيي شمال باريس أن "قرارات مماثلة بحق جمعيّات ومجموعات تضمّ أفراداً ستصدر في الأيّام والأسابيع المقبلة"، في وقت أعلنت فيه السلطات الفرنسيّة أنّها ستُغلق مسجداً قرب باريس كجزء من حملتها ضدّ الإسلام المتطرّف، التي أوقف على أثرها حتّى الآن أكثر من 16 شخصاً، وتأتي بعد قطع رأس باتي، الذي عرض على تلاميذه رسوماً كاريكاتوريّة تُمثّل النبي محمد.

وشارك المسجد، الواقع في ضاحية بانتان المكتظّة في شمال شرقي باريس، مقطع فيديو عبر صفحته على "فيسبوك" فيه هجوم على حصّة الأستاذ باتي حول حرّية التعبير نشره والد تلميذة في صفّ المدرِّس، قبل أيّام من قتله الجمعة، بحسب ما كشف مصدر قريب من التحقيق لوكالة "فرانس برس".

وأكدت وزارة الداخليّة الفرنسيّة أن المسجد الذي يقصده نحو 1500 مصلٍّ، سيُقفل أبوابه اعتباراً من مساء اليوم ولستة أشهر. وطلب وزير الداخليّة جيرار دارمانان، الذي تعهّد بشنّ "حرب على أعداء الجمهوريّة" في أعقاب قطع رأس الأستاذ، من السلطات المحلّية تنفيذ الإغلاق، فيما أطلقت الشرطة الفرنسيّة منذ الإثنين حملة واسعة النطاق ضدّ الشبكات الإسلاميّة.

ويأتي القرار، بعدما تبيّن أن المهاجم كان على تواصل قبل الجريمة مع والد تلميذة في صفّ الأستاذ باتي، كان غاضباً ممّا فعله الأخير، وبات اليوم موقوفاً. وقد علّق 3 عناصر من الشرطة على سياج "مسجد بانتان الكبير"، الواقع وسط أبنية في هذه المدينة الشعبيّة، قبل ظهر الثلثاء، القرار الصادر عن السلطات بإغلاق المكان. وجاء في مرسوم السلطات أن قرار الإغلاق يستند أيضاً إلى "روابط مع السلفيين" يُقيمها المسجد، وتردّد أشخاص إليه "ضالعين في الحركة الجهاديّة".

من جهته، أشار إمام مسجد بانتان محمد هنيش إلى أنّه لم ينشر الفيديو "تأييداً" للشكوى المتعلّقة بعرض الرسوم الكاريكاتوريّة، لكن لقلقه إزاء الإشارة إلى التلاميذ المسلمين في الصف التي تُثير الخوف من "موجة تمييز" بحق المسلمين.

وتعرّض باتي للهجوم الإرهابي وهو في طريقه إلى منزله من المدرسة التي كان يُعلّم فيها في كونفلان سانت أونورين، الواقعة على بُعد 40 كلم شمال غربي باريس. وعُثِرَ في هاتف منفّذ الجريمة الشيشاني عبدالله أنزوروف، البالغ 18 عاماً، على صور للأستاذ ورسالة يعترف فيها بالجريمة، ونَشَرَ أيضاً على "تويتر" صوراً لجثة الأستاذ مقطوعة الرأس.

وسبق العمليّة حملة على الإنترنت ضدّ باتي والمدرسة قادها والد إحدى التلميذات الذي اتهم الأستاذ بنشر "الإباحيّة" بعرضه على التلاميذ رسوماً تُظهر النبي محمد عارياً، في حين أوضحت المدرسة أن باتي أعطى التلاميذ المسلمين خيار مغادرة الصفّ، لكن مع ذلك أثار الدرس الغضب. واتّهم دارمانان، والد التلميذة وناشطاً إسلاميّاً متطرّفاً "بإصدار فتوى واضحة" ضدّ المدرّس. وتعهّد بأنّ الحكومة ستُشدّد الخناق أيضاً على الجمعيّات الخيريّة التي يُشتبه في أنّها مرتبطة بشبكات إسلاميّة.

ونُظّمت مسيرة أمس تكريماً لباتي بعد التظاهرات الحاشدة نهار الأحد، كما سيُشارك الرئيس الفرنسي بحفل تأبين تُنظّمه عائلة الأستاذ اليوم. وارتفع منسوب التوتّر على المستوى السياسي في البلاد جرّاء الحادث الإرهابي مع إعلان ماكرون "خطّة عمل" ضدّ "الكيانات والجمعيّات أو الأشخاص المقرّبين من الدوائر المتطرّفة"، والذين ينشرون الدعوات للكراهية، بينما دعت زعيمة "التجمّع الوطني" مارين لوبن التي قد تُواجه ماكرون في انتخابات العام 2022 الرئاسيّة، إلى سنّ "قانون حرب" وتعليق الهجرة فوراً.


MISS 3