دعوة لفتح بعثتَيْن ديبلوماسيّتَيْن في أبوظبي وتل أبيب

الإمارات وإسرائيل تلغيان التأشيرات

02 : 00

الطائرة التي أقلّت الوفد الإماراتي تهبط في "بن غوريون" أمس (أ ف ب)

خلال أوّل زيارة لوفد إماراتي رسمي إلى تل أبيب أمس، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل والإمارات اتفقتا على إعفاء مواطني البلدَيْن من تأشيرات السفر وفتح الأجواء بينهما، لتكون الإمارات أوّل دولة عربيّة يُستثنى مواطنوها من هذا الإجراء لدخول الدولة العبريّة.

ويضمّ الوفد الرسمي الإماراتي الذي وصل من أبوظبي على متن طائرة تابعة لشركة "الاتحاد للطيران"، الناقل الرسمي لدولة الإمارات، وزير الدولة للشؤون الماليّة حميد عبيد الطاير ووزير الاقتصاد عبيد بن طوق ومساعد وزير الخارجيّة والتعاون الدولي للشؤون الثقافيّة عمر غباش.

وأعرب نتنياهو عن ترحيبه بالزيارة التاريخيّة لأوّل وفد حكومي إماراتي إلى إسرائيل، مشيراً إلى آفاق التعاون الواسعة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي مخاطباً رئيس الوفد الإماراتي الطاير ووزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين: "اليوم نصنع التاريخ ليبقى للأجيال القادمة"، مضيفاً: "سنتذكّر هذا اليوم باعتباره يوماً مجيداً للسلام". وشددّ على أن الاتفاقات التي يتمّ توقيعها خلال الزيارة، "ستصنع الأفضل لشعوبنا".

وبالإضافة إلى اتفاقيّة الإعفاء من تأشيرات السفر، وقّع مسؤولو البلدَيْن في مطار "بن غوريون" على 3 اتفاقات تتعلّق بالإستثمار والتعاون العلمي، واتفاقيّة للطيران تسمح بتسيير 28 رحلة أسبوعيّاً بين البلدَيْن، فيما أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الماليّة حميد عبيد الطاير "التزام الإمارات بأن تكون من الدول الرائدة إقليميّاً في العمل على الإصلاح الاقتصادي والتجارة الدوليّة والإستقرار السياسي وصنع السلام".

وإذ اعتبر الطاير أن هذه الزيارة "ستُعمّق الفرص وتبادل الخبرات بين البلدَيْن"، لفت إلى أن الاتفاقات مع إسرائيل تحمل العديد من الفوائد للجانبَيْن. وقال: "التعاون الاقتصادي مع إسرائيل سيتحقّق بشكل ملموس"، مضيفاً: "سنُوقّع اتفاقاً حول الإزدواج الضريبي مع إسرائيل".

وفي الأثناء، دعا وزير الخارجيّة الإماراتي عبدالله بن زايد في رسالة وصفت بالشخصيّة لنظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، إلى فتح بعثتَيْن ديبلوماسيّتَيْن في تل أبيب وأبوظبي في أقرب وقت ممكن. وقال عبدالله بن زايد في الرسالة: "لا يسعني إلّا أن أُقدّر كلّ الجهود التي تبذلونها لتعزيز التعاون بين بلدَيْنا. وأنا على ثقة كاملة في دعمكم المطلق لفتح بعثتَيْن ديبلوماسيّتَيْن في تل أبيب وأبوظبي في أقرب وقت ممكن".

وكان منوتشين قد إلتقى في وقت سابق مع مسؤولين إماراتيين وبحث "فرص التعاون الكبيرة والواعدة التي تنتظر البلدَيْن"، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الإمارات التي أوضحت أنّه تمّ التطرّق إلى أهمّية "اتفاق إبراهيم" في "فتح آفاق جديدة للتعاون في المنطقة، وفي إطلاق الإمكانات الاقتصاديّة وخلق فرص للتعاون الإقليمي، بهدف تحقيق الرفاهيّة لشعوب المنطقة".

تزامناً، أعلن رئيس مؤسّسة تمويل التنمية الدوليّة الأميركيّة آدم بوهلر أن الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل، ستُؤسّس صندوقاً "لتشجيع استثمارات القطاع الخاص والتعاون الإقليمي". وبحسب بيان منشور على الموقع الإلكتروني للسفارة الأميركيّة في القدس، يُعتبر "صندوق إبراهيم" الاستثماري جزءاً لا يتجزأ من اتفاقيّة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات. ويهدف الصندوق إلى الاستثمار بقيمة 3 مليارات دولار، من أجل تعزيز التجارة الإقليميّة وتمكين مشاريع البنية التحتيّة الإستراتيجيّة وأمن الطاقة وتحسين الإنتاجيّة الزراعيّة، وتسهيل الوصول الموثوق والفعّال للمياه النظيفة في المنطقة.

وعلى صعيد آخر، ثمّن وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو "الشراكة مع الإمارات"، ووصفها بأنّها قائمة على أفعال و"ليس أقوال فقط"، وذلك خلال افتتاح "الحوار الإستراتيجي الأميركي - الإماراتي" الذي عُقِدَ افتراضيّاً. وقال بومبيو: "عملنا مع الإمارات حول قضايا عدّة، منها ردع الخطر الإيراني والصراع في اليمن والأزمة الخليجيّة"، مشيراً إلى أنّهما سيبحثان أيضاً "سُبل مواجهة خطر الحزب الشيوعي الصيني الخبيث".

من جانبه، أوضح وزير الخارجيّة الإماراتي عبدالله بن زايد أن بلاده انضمّت إلى الجهود الأميركيّة لمكافحة الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، معتبراً أنّ على الجميع مضاعفة الجهود لمكافحة التطرّف. وناقش الطرفان في هذا الحوار ملفات عدّة تتعلّق بالتعاون السياسي والأمني ومكافحة الإرهاب والاقتصاد والطاقة، والتعاون الأكاديمي.


MISS 3