دعم روسي للحكومة و"معراب" متأكّدة من فشل الـ"التريو"

عون يوجِّه رسالة "خارجة عن المألوف" و"8 آذار" تُشجّع "التكليف" الهزيل

01 : 59

"لا تأجيل للاستشارات"، هي الاجابة الوحيدة التي يسرّبها مستشارو "العهد القوي" إلى وسائل الإعلام، فما هو مسلّم به دستورياً بات يحتاج إلى توقعات يحسمها رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم في رسالة يوجهها إلى اللبنانيين، مقدماً كشف حساب عما يشاهده المواطن في رحلة لبنان إلى "جهنم"، بعدما حدّد وجهته في الرسالة التلفزيونية السابقة. فوفق مصادر بعبدا ستكون رسالة عون "مهمة، خارجة عن المألوف وفوق السقف المعروف، يخاطب بها النواب والوزراء ويضع كل طرف أمام مسؤولياته، ويوضح فيها مجموعة من النقاط الملتبسة".

إذاً، تقف البلاد على عتبة التكليف قبل الدخول في غياهب التأليف وعراقيله، من دون أي حسابات وطنية تمعن النظر في الحال التي وصل إليها اللبنانيون. وصمت الأسبوع في "بيت الوسط" يوازيه سكون في "حارة حريك"، إذ لم يصدر أي موقف من "حزب الله" بشأن الاستشارات او هوية الرئيس المكلف وسط أجواء "8 آذارية" تشجع على تكليف الحريري بعدد هزيل من الأصوات لإحراجه.

أما الخرق الوحيد في عدد المكلفين فظهر في بيان لـ"اللقاء التشاوري" الذي أعلن عدم تسميته الحريري، بعدما كان الظن أن أصوات نوابه ستصب في مصلحة الرئيس المرشح، لا سيما بعد زيارة وفد كتلة "المستقبل". وتوضح مصادر "اللقاء" لـ"نداء الوطن" أن "قرار عدم التسمية اتخذ منذ البداية ولكن لم يتم اعلانه في حينه".

وبعد اسقاطها بدعة "الميثاقية في التكليف"، بقيت "معراب" ثابتة على موقفها بعدم تسمية الحريري، من دون أن تقطع شعرة التواصل بين الطرفين، وسط مساع لإعادة مدّ جسور الحوار بين الطرفين بعد التكليف.

وأكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في تصريح عبر "فايسبوك" أن "قرارنا بالحقيقة ليس قراراً بعدم تسمية الحريري بقدر ما هو قرار بعدم الدخول في أي مبادرة مشتركة مع الثلاثي الحاكم حزب الله، التيار الوطني الحر وحركة أمل". ولفت إلى أن "ما دفعنا لعدم تسمية الرئيس الحريري هو عدم إيماننا في أي لحظة بإمكان الوصول إلى أي مكان مع هذا الثلاثي الحاكم، وفي هذا الإطار أعطي مثلا بسيطاً جداً إذ كان موعد الاستشارات في بعبدا الخميس 15 تشرين الأول فتأجل فجأة إلى 22 تشرين الأول، رغبةً من رئيس الجمهورية بأن يتفاوض سعد الحريري مع النائب جبران باسيل قبل التكليف للاتفاق على إعطاء الأخير ما يريده خلال التأليف".

وعلى الخط الدولي، وبعد الضغط الفرنسي والاتصال الأميركي، لقاء روسي داعم لتشكيل حكومة برئاسة الحريري، إذ أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، استقبل الممثل الخاص للرئيس الحريري جورج شعبان. وشدد الجانب الروسي على "ضرورة الإسراع بتأليف حكومة قادرة على حلّ الأزمات التي يعانيها المجتمع اللبناني".

وفي غضون ذلك، يبدو أن رحلة العهد إلى "جهنم" لا تخلو من قمع للحريات واستدعاءات واعتقالات لناشطين وصحافيين، فالتصويب على قبطان الرحلة ممنوع، ما دفع رئيس "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط إلى اطلاق صفارة الانذار بتغريدة يقول فيها: "يبدو ان العهد او المقربين منه يتجهون الى قمع للتعبير لم نشهد مثيلاً له حتى في ايام أنور خوجا وعائلته في ألبانيا. انني ادين اعتقال السيد غابي الضاهر وشتى اشكال التعدي على الحريات".