النظام السوري يرفع أسعار المحروقات وسط أزمة شحّ حادة

إسرائيل تستهدف موالين لإيران في القنيطرة

02 : 00

الوضع المعيشي في سوريا حرج جدّاً (أ ف ب)

بعد فترة هدوء نسبي، قُتِلَ 3 عناصر موالين لإيران و"حزب الله" في قصف إسرائيلي استهدف ليل الثلثاء - الأربعاء محافظة القنيطرة في جنوب سوريا، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" أن "القتلى الثلاثة ينتمون إلى مجموعة "المقاومة السوريّة لتحرير الجولان"، التي أسّسها "حزب الله" قبل أكثر من 6 سنوات في مرتفعات الجولان، وترأسها القيادي في الحزب سمير القنطار قبل مقتله في قصف إسرائيلي قرب دمشق نهاية العام 2015".

وأشار عبد الرحمن إلى أن بين العناصر الثلاثة سوري، بينما لم تُعرف جنسيّة القتيلَيْن الآخرَيْن، فيما أوردت وكالة الأنباء السوريّة الرسميّة (سانا) بعد منتصف الليل أن "العدوّ الإسرائيلي شنّ عند منتصف الليلة عدواناً بصاروخ على مدرسة في ريف القنيطرة الشمالي"، ما أوقع أضراراً فيها.

وأكد المرصد السوري أن عناصر من المجموعة المقاتلة "كانوا يتواجدون ليلاً في أحد المباني التابعة للمدرسة"، بعدما كان رجّح ليلاً أن القصف استهدف مقرّاً "لميليشيات إيرانيّة". وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفةً بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانيّة وأخرى لـ"حزب الله".

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، إلّا أنّها تُكرّر أنّها ستُواصل تصدّيها لما تصفه بـ"محاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطوّرة إلى حزب الله".

توازياً، رفعت الحكومة السوريّة أسعار البنزين المدعوم والمازوت المشغّل للمصانع والمعامل، وسط تفاقم أزمة شحّ المحروقات وانهيار اقتصادي متسارع يضرب البلاد، مبرّرةً خطوتها بالعقوبات الأميركيّة القاسية المفروضة عليها. وتزامن رفع الأسعار مع إصدار الرئيس السوري بشار الأسد مرسومَيْن تشريعيّيْن، يتضمّن الأوّل منحة ماليّة للموظّفين المدنيين والعسكريين، ويُعدّل الثاني الحدّ الأدنى من الرواتب المعفى من الضريبة، فيما يرزح أكثر من 80 في المئة من السوريين تحت خطّ الفقر، وفق الأمم المتحدة.

وينصّ أحد المرسومَيْن، على صرف منحة لمرّة واحدة بمبلغ مقطوع قدره 50 ألف ليرة سوريّة (نحو 23 دولاراً بحسب السوق الموازي)، على أن تُعفى من ضريبة الدخل أو أي اقتطاع. ويتضمّن المرسوم الثاني تعديل "الحدّ الأدنى المعفى من الضريبة على دخل الرواتب والأجور ليُصبح 50 ألف ليرة سوريّة بدلاً من 15 ألفاً".

وارتفع سعر ليتر البنزين المدعوم من 250 إلى 450 ليرة، والمازوت الصناعي من 296 إلى 650 ليرة، وفق ما أفادت "سانا". ويبلغ سعر الصرف الرسمي 1250 ليرة مقابل الدولار، ونحو 2200 ليرة في السوق الموازي. وردّت وزارة التجارة وحماية المستهلك قرار رفع الأسعار إلى "التكاليف الكبيرة التي تتحمّلها الحكومة لتأمين المشتقات النفطيّة، وارتفاع أجور الشحن والنقل في ظلّ الحصار الجائر الذي تفرضه الإدارة الأميركيّة على سوريا وشعبها".

ويُفاقم رفع الأسعار معاناة السوريين الذين ينتظرون في طوابير طويلة للحصول على البنزين المدعوم ويشكون من الغلاء وارتفاع الأسعار المتواصل. وتشهد مناطق سيطرة النظام السوري منذ سنوات أزمة محروقات حادة وساعات تقنين طويلة، بسبب عدم توفّر الفيول والغاز اللازمَيْن لتشغيل محطّات التوليد، ما دفعها إلى اتخاذ سلسلة إجراءات تقشفيّة.


MISS 3