توزّع المشهد السياسي بالأمس بين مطار رفيق الحريري الدولي الذي شهد زيارة لرئيس الحكومة سعد الحريري فور عودته من واشنطن وتأكيده تفعيل عمل الحكومة، وبين "بيت الدين" حيث يستمرّ رئيس الجمهوريّة ميشال عون باستقبال الوفود، ومنها زيارة رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان حيث تمّ التأكيد على المصالحة، في حين يستعدّ المقرّ الصيفي للرئاسة لعقد مجلس الوزراء جلسته غداً.
ومع وصول رئيس الحكومة سعد الحريري إلى بيروت اتجهت الأنظار نحو المطار، حيث جال متفقداً سير العمل في توسعة هذا المرفق، مؤكداً في مؤتمر صحافي أن "هناك عملاً دؤوباً للحكومة في الأيام المقبلة"، كما شدد على أن "المنطق الشعبوي في التعاطي مع ملف النفايات لا يحل المشكلة".
وعما إذا كانت هناك عقوبات أميركية قريبة على مقربين من "حزب الله" وتحديداً على وزراء مسيحيين، قال الحريري: "لستُ من يحدد العقوبات الأميركية، وهذه بعض الإتهامات التي بدأت تصلني منذ البداية، فالحكومة الأميركية واضحة وضوح الشمس بمقاربتها للموضوع، والعقوبات التي تفرضها على بعض الدول أو الشخصيات أو المؤسسات أو الجمعيات باتت واضحة أيضاً". وشدد على أن "علاقتنا جيدة جداً مع وزارة الخزانة الأميركية، ونتابع العلاقة بشكل حثيث، وذهبت إلى هناك، وكذلك فعلت جمعية المصارف ووفد نيابي، والجميع تابع الموضوع، وبرأيي، إن شاء الله هذا الموضوع لن يحصل، لكني أيضاً لا أستطيع أن أؤكد شيئاً". وعن التصنيف الجديد المنتظر للبنان في 23 الشهر الجاري قال: "نعمل منذ فترة على موضوع التصنيف، سواء أنا شخصياً أو فخامة الرئيس أو وزير المال أو وزير الاقتصاد، وجميعنا يعمل، وأظن أننا عملنا بشكل جيد جداً".
أما في بيت الدين الذي شهد سلسلة لقاءات سياسية، فأكد عون أن وجوده في المقر الرئاسي الصيفي في منطقة الشوف "لزيادة الطمأنينة واللحمة بين اهالي المنطقة ومجتمعها المختلط الذي يمثل نخبة اللبنانيين". وكان عون قد استقبل أرسلان على رأس وفد وتداول معهم في الاوضاع الراهنة ومرحلة ما بعد "لقاء المصارحة والمصالحة" الذي عقد في قصر بعبدا قبل اسبوعين. كما تطرق الحديث الى حاجات منطقتي الشوف وعاليه. وعلمت "نداء الوطن" أن عون يركّز في كل اجتماعاته على أهمية المصالحة وعدم العودة إلى التقاتل، كما يشدّد على "أهمية تثبيت المواطن في الجبل وترافق العملية السياسيّة مع العملية الإنمائية".
جدول أعمال الجلسة الحكومية
ويستعد المقر الرئاسي الصيفي لانعقاد جلسة لمجلس الوزراء غداً، وعلى جدول أعمالها 46 بنداً، ومن أبرز تلك البنود عرض وزارة الدفاع مشاركة لبنان في قوات حفظ السلام، وعرض وزارة الخارجية والمغتربين تجديد ولاية "اليونيفيل" لسنة بدءاً من 1 أيلول المقبل، وبند يرمي إلى رفع الحد الأدنى للأجور في المركز التربوي للبحوث والإنماء، إضافةً إلى عدد من البنود الماليّة والإقتصاديّة. وأشارت مصادر القصر الجمهوري إلى أن "الجلسة ستكون منتجة، وهناك قرار بتفعيل عمل الحكومة"، موضحةً لـ"نداء الوطن" أن "الجميع مُصمّم على إقرار البنود المدرجة على جدول الأعمال، وأن العلاقة بين الرئيسين عون والحريري جيدة جدّاً". من جهته، أكد نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني لـ"نداء الوطن" أن جدول أعمال مجلس الوزراء عادي جداً وليس هناك من بنود كبيرة، علماً أن الإنطلاقة يجب أن تكون أقوى بكثير.
وأشار حاصباني إلى أن بند التجديد لقوات "اليونيفيل" مدّة سنة يجب أن يمرّ في الأمم المتحدة من دون مشاكل أو إعتراضات، لافتاً إلى أن "الإعتراضات التي قد تحصل في الأمم المتحدة هي روتينية خصوصاً أن هناك شكوى دائمة عن مواجهة "اليونيفيل" في بعض المناطق الجنوبيّة، كذلك، فإن هناك عدداً من الدول تتحدّث سنوياً عن تخفيضات في موازنتها لهذه القوات، لكن في النهاية يمرّ التصويت ويتمّ التجديد". ولفت إلى أن بند رفع الحد الأدنى للأجور في المركز التربوي "لا يمكن أن يمرّ لأنه لا يتوافق مع الموازنة ومع مبدأ خفض النفقات، ولذلك سنواجهه إذا أراد أحدهم تمريره كتهريبة".
