محمد دهشة

إقبال على سوق العطّارة في زمن "كورونا"

26 تشرين الأول 2020

02 : 00

عطّارة عزام في صيدا

منذ جائحة "كورونا" والإقبال على محال العطّارة في صيدا يزداد بشكل لافت. يتعلّق المواطنون بقشّة للنجاة من الغرق في بحر الأزمات المتلاطمة والمتتالية. ومع فقدان الأدوية الخاصة بتقوية مناعة الجسم وارتفاع أسعارها، وجدوا في الكثير من الوصفات العربية - الطبّ البديل ملاذاً لهم، فأقبلوا عليها لحماية أنفسهم، ليس من الفيروس وحسب، بل من أمراض أخرى، خصوصاً في ظل ترنّح القطاع الصحّي.

وتُعتبر عطّارة عزّام، التي تقع في شارع الشاكرية الشعبي، الأشهر في صيدا، وتشهد انتعاشاً ملحوظاً في ظلّ إقبال الصيداويين على شراء أنواع كثيرة من الأعشاب والنباتات الطبية التي تُستخدم لتقوية جهاز المناعة في مواجهة انتشار فيروس "كورونا"، ولا سيما منها "القسط الهندي" المشهور بقتل الجراثيم وبعلاج السعال والحمى، و"الشيح" والحرمل واللبان وكلّ ما هو مرّ، لأنّه مفيد وِفق قناعتهم.

ويوضح عبد الحميد عزّام "أنّ هناك أسباباً كثيرة لإقبال الناس على شراء كل ما يمكن أن يُقوّي مناعتهم لمواجهة "كورونا"، ومنها فقدان الأدوية وارتفاع أسعارها، ومنها ايمانهم بأهمّية الطبّ البديل، على قاعدة "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، ومنها أنّ الأسعار عندنا ارتفعت قليلاً خِلافاَ لبقية السلع وارتباطها بسعر صرف الدولار الأميركي"، مشيراً الى "انّنا لا نعطي الناس أي خلطة، هي التي تحضّر الخلطات التي تطّلع عليها من الفيديوات وتأتي الينا لتشتري مكوّناتها"، مؤكّداً أنّ "ثمّة إقبالاً على كل شراب ساخن مثل اليانسون والزهورات وإكليل الجبل وسواها"، واصفاً الإقبال بأنّه جيّد، "ولكن مع زيادة الهاجس عند البعض من الفيروس، ارتفع الإقبال على الأمور الشعبية التعقيمية التي من الممكن أن تساعد الناس، وتعلّقهم بالأمل لعدم وجود علاج او لقاح لـ"كورونا" حتى الآن".

عند مدخل دكّانه، ينتظر المواطنون لشراء حاجتهم. ويقول مروان حنينة :"لا تلوموا الناس، فهي تتعلّق "بحبال الهوا" وبقشّة في البحر للنجاة، في ظلّ عجز الدولة عن تأمين الرعاية الصحّية اللازمة وتوفير الأمن الغذائي. لم يعد بمقدور الناس ان تشتري الدواء حتّى وإن توفّر في الصيدليات، وقرّرت استبدالها بالأعشاب والطبّ البديل على أمل أن تتجاوز المحنة والبلاء بسلام".

منذ عقود، يدور جدل طويل حول جدوى العطّارة، ولكنها استطاعت أن تحافظ على حضورها بالرغم من تقدّم الطبّ الحديث. وفي الأزمات مثل جائحة "كورونا" يلجأ اليها الناس، وِفق ما يقول علي كيلو :"لقد أصبح للعطارين شأن أكثر قوة وحضوراً، والناس تستمع الى نصائحهم"، متوقّفاً عند "استغراب البعض الإقبال على المداواة بالأعشاب، فيما الكثير من الأدوية الحديثة مُستخرجة في الأصل منها".