واشنطن: سنردّ إذا استخدمت دمشق الكيماوي

"خان شيخون" في قبضة النظام... وأنقرة تحذّر

01 : 52

آليّة عسكريّة تركيّة قرب قرية معر حطاط أمس (أ ف ب)

بعد نحو أربعة أشهر من التصعيد العسكري في شمال غربي سوريا، انسحبت الفصائل الجهاديّة والمعارضة أمس من مدينة خان شيخون الاستراتيجيّة في جنوب إدلب ومن ريف حماة الشمالي المجاور، فيما تعمل قوّات النظام على تمشيط المدينة بالتزامن مع تقدّمها الميداني، وغداة إرسال تركيا تعزيزات عسكريّة إلى المنطقة.

ونفت "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) الانسحاب من ريف حماة الشمالي، مشيرةً إلى "إعادة تمركز" قوّاتها جنوب خان شيخون. وجاء انسحاب الفصائل بعد سيطرة قوّات النظام بإسناد جوّي روسي على أكثر من نصف المدينة، وتمكّنها من قطع طريق حلب - دمشق الدولي أمام تعزيزات عسكريّة أرسلتها أنقرة، كانت في طريقها إلى ريف حماة الشمالي، حيث توجد أكبر نقطة مراقبة تركيّة في بلدة مورك بموجب تفاهم بين أنقرة وموسكو، التي باتت بحكم المحاصرة وتحت مرمى نيران قوّات النظام، ولم يبقَ أمام عناصرها إلّا الانسحاب عبر طرق تقع تحت سيطرة النظام ميدانيّاً أو ناريّاً، بحسب "المرصد السوري".

وفي هذا الصدد، حذّرت أنقرة دمشق على لسان وزير خارجيّتها مولود تشاوش أوغلو من "اللعب بالنار"، بعد إعلانها تعرّض مسار رتل عسكري تابع لها لضربة جوّية. وقال الوزير التركي: "كما قلنا سابقاً، سنفعل كلّ ما يلزم لضمان أمن عسكريينا ونقاط المراقبة الخاصة بنا"، مؤكّداً أن بلاده لا تنوي نقل نقطة المراقبة في مورك.

ولم يتمكّن الرتل العسكري التركي من إكمال طريقه إلى مورك، بعد تعرّض مناطق قريبة منه للقصف، ما دفعه إلى التوقف منذ بعد ظهر أمس الأوّل على الطريق الدولي في قرية معر حطاط في شمال خان شيخون. وتتعرّض طرقات مؤدية إلى المنطقة في الساعات الأخيرة لقصف جوّي. واستهدف القصف أيضاً مناطق عدّة شمال خان شيخون، بينها قرية بينين. وأشار المرصد إلى مقتل 8 أشخاص، بينهم 3 أطفال في قصف روسي على بلدات عدّة في ريف إدلب الشرقي - الجنوبي، في وقت حذّرت "لجنة الإنقاذ الدوليّة" في بيان من "كارثة إنسانيّة" بدأت بالظهور في محافظة إدلب، إذ تسبّب التصعيد بمقتل أكثر من 860 مدنيّاً ونزوح أكثر من 400 ألف شخص إلى مناطق أكثر أمناً، خصوصاً بالقرب من الحدود التركيّة، وفق الأمم المتّحدة.

إلى ذلك، اتهم وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف، الجهاديين، بـ"خرق الاتفاق على مرأى من المراقبين الأتراك"، مشيراً إلى انتشار القوّات الروسيّة في المنطقة المنزوعة السلاح وإلى "تواصل مستمرّ" مع الجيش التركي، بينما أكّد الرئيس السوري بشار الأسد عزمه استعادة الأراضي الخارجة عن سيطرته كافة. واعتبر خلال استقباله وفداً روسيّاً أن "المعارك الأخيرة في إدلب كشفت لمن كان لديه شك عن دعم أنقرة الواضح وغير المحدود للإرهابيين".

توازياً، حذّر المتحدّث باسم البنتاغون شون روبرتسون في تصريح لقناة "الحرة"، من أن بلاده ستردّ في حال استخدم النظام السوري السلاح الكيماوي ضدّ المدنيين. وقال: "أعتقد أن البنتاغون كان واضحاً في أن استخدام السلاح الكيماوي أو توافر أيّ دليل على استخدامه، سيؤدّي إلى ردّ من قبلنا". واعتبر أن دمشق مسؤولة عن التورّط الإيراني المباشر في سوريا، سواء عن طريق "حزب الله" أو "الحرس الثوري". كما رأى روبرتسون أن الهجوم الحاصل في إدلب يُعتبر عملاً متهوّراً، وتدهوراً أمنيّاً خطيراً يؤدي إلى مأساة إنسانيّة كبيرة في المنطقة، داعياً النظام السوري وداعميه إلى العودة لاحترام وقف إطلاق النار ووقف العنف.