إستطلاع "راسموسن": ترامب يتقدّم على بايدن

"إنتصار جمهوري" في المحكمة العليا يؤجج الإنتخابات

02 : 00

باريت تقسم اليمين أمام عضو المحكمة العليا القاضي كلارنس توماس (أ ف ب)

بينما دخلت الحملة الإنتخابيّة الأميركيّة مرحلتها النهائيّة قبل أسبوع من موعد الإستحقاق الرئاسي، أشاد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بمصادقة مجلس الشيوخ على تعيين مرشّحته إيمي كوني باريت قاضية في المحكمة العليا، واصفاً هذا الحدث الذي يُكرّس هيمنة اليمين المحافظ على أعلى هيئة قضائيّة في الولايات المتّحدة بأنّه "يوم تاريخي لأميركا".

وقال ترامب خلال مراسم أداء القاضية المسيحيّة المحافظة قسم اليمين في حفل أُقيم في حديقة البيت الأبيض وحضره جمع بينه عدد من البرلمانيين: "هذا يوم تاريخي لأميركا ولدستور الولايات المتحدة ولحكم القانون العادل وغير المتحيّز"، مثنياً على مزايا باريت و"مؤهّلاتها التي لا تشوبها شائبة" و"سخائها في الإيمان" و"شخصيّتها الذهبيّة".

من جهتها، قالت القاضية الكاثوليكيّة المتديّنة البالغة من العمر 48 عاماً والأم لسبعة أطفال، بعدما أدّت قسم اليمين أمام عضو المحكمة العليا القاضي كلارنس توماس: "أقف هنا الليلة بكلّ فخر وتواضع". ووعدت بإبعاد قناعاتها الشخصيّة عن عملها في محراب العدالة، معتبرةً أنّ عدم فعل ذلك يكون "تقصيراً في أداء الواجب".

وبذلك أمست باريت ثالث عضو يُعيّنه ترامب في المحكمة العليا، التي بات المحافظون يتمتّعون فيها بغالبيّة الضعف (6 قضاة محافظين مقابل 3 ليبراليين)، علماً بأنّ هؤلاء الأعضاء يُعيّنون لمدى الحياة. وهكذا، يكون ترامب الساعي للفوز بولاية رئاسيّة ثانية قد حقّق انتصاراً كبيراً بمصادقة مجلس الشيوخ على تعيين مرشّحته باريت عضواً في المحكمة العليا.

وأيّد 52 عضواً، جميعهم جمهوريّون، تعيين القاضية المحافظة في أعلى هيئة قضائيّة في الولايات المتحدة، في حين صوّت ضدّ هذا التعيين 48 سيناتوراً، بينهم سيناتورة واحدة جمهوريّة والبقية ديموقراطيّون. وبات بإمكان ترامب أن يستغلّ هذا الإنتصار في جولاته الإنتخابيّة الصاخبة لحشد التأييد في الولايات المتأرجحة وتقليص الفارق مع خصمه الديموقراطي جو بايدن.

وفي الملف الإقتصادي البالغ الأهمّية في نظر الناخبين، وعد الرئيس الأميركي بأفضل برنامج مساعدات إقتصاديّة، ولكن بعد الإنتخابات الرئاسيّة في 3 تشرين الثاني، متّهماً زعيمة الديموقراطيين في مجلس النوّاب نانسي بيلوسي بعدم التفاوض بحسن نيّة. وقال: "بعد الإنتخابات، سنحصل على أفضل خطّة إنعاش على الإطلاق، لأنّني أعتقد أنّنا سنستعيد مجلس النوّاب"، من الديموقراطيين. وأضاف: "نانسي بيلوسي تُريد فقط إنقاذ المدن والولايات الديموقراطيّة التي تُدار بشكل سيّئ وتتّسم بالإجرام"، متّهماً إيّاها بعدم الرغبة في "مساعدة الناس".

توازياً، أظهرت نتائج استطلاع للرأي في الولايات المتحدة تقدّماً لترامب على منافسه بايدن. وأشارت نتائج الإستطلاع الذي نظّمته مؤسّسة "راسموسن" للأبحاث، إلى أن 48 في المئة من الأميركيين يُؤيّدون ترامب، بينما يُؤيّد 47 في المئة منهم بايدن. وأوضح تقرير لـ"راسموسن" أن ترامب تقدّم على منافسه للمرّة الأولى منذ منتصف أيلول الماضي. علماً أن بايدن كان متقدّماً بنحو 12 نقطة على ترامب منذ أكثر من أسبوع في استطلاع "راسموسن".

وفي الوقت الذي أدلى فيه أكثر من 67 مليوناً من الأميركيين بأصواتهم (الثلث شخصيّاً والثلثان عبر البريد)، في رقم قياسي تاريخي، يُواصل كلّ من ترامب وبايدن حملتهما في ولايات حسّاسة. ومن واشنطن إلى لاس فيغاس مروراً بميشيغن وويسكونسن ونيبراسكا، ترامب هو كالعادة "المرشّح النجم" الذي يُنظّم أكبر عدد من التجمّعات وأضخمها على الإطلاق.

أمّا نائب الرئيس السابق فإنّ حركته تبقى محدودة إلى حدّ كبير، فيما يخوض معركته الرئيس السابق باراك أوباما، الذي عاد إلى المنابر بقوّة ليُهاجم ترامب ويُساند بايدن. وحذّر أوباما من تكرار اقتراع 2016 عندما هزم ترامب كلينتون هزيمة تاريخيّة، التي شكّلت مفاجأة مدوّية للحزب الديموقراطي.

والأسبوع الأخير للحملة الإنتخابيّة، وهو الأخطر، قد يُعيد إلى الواجهة مسألة الاضطراب الاجتماعي التي هزّت البلاد بعد وفاة الشاب الأسود جورج فلويد في مينيابوليس نهاية أيّار، إذ كانت مدينة فيلادلفيا ليل الإثنين - الثلثاء مسرحاً لأعمال عنف وشغب ونهب بعد مقتل شاب أسود كان يحمل سكيناً برصاص الشرطة، ما أسفر عن إصابة العشرات من عناصر الشرطة، نقل عدد كبير منهم إلى المستشفى.

ونجمت معظم الإصابات من مقذوفات التي رشقها المتظاهرون، كما أُصيبت شرطيّة بعد أن صدمتها سيّارة، فيما تعرّضت متاجر للتخريب والنهب وأُضرمت النيران في سيّارة شرطة وتمّ اعتقال العديد من الأفراد، بحسب السلطات. وقالت مديرة مكتب التواصل الإستراتيجي في البيت الأبيض أليسا فرح: "نحن نُراقب الوضع من كثب وعلى استعداد لنشر العناصر الفدراليّة، إذا لزم الأمر"، مؤكدةً أن ترامب "لن يتسامح مع العنف الموجّه ضدّ قوّات الأمن الأميركيّة".