روسيا تُقدّم لقاحها للموافقة لدى "الصحة العالميّة"

التدابير الصارمة تُفجّر ثورة شعبيّة في إيطاليا

02 : 00

الإيطاليّون سئموا من الإجراءات الوقائيّة ونزلوا إلى الشارع (أ ف ب)

تصطدم التدابير الصارمة الجديدة الهادفة إلى الحدّ من تفشّي الوباء في إيطاليا، بغضب قسم كبير من السكّان، حيث تظاهر آلاف الأشخاص في مدن إيطاليّة عدّة. ووقعت حوادث عنيفة، خصوصاً في ميلانو وتورينو، المدينتَيْن الكبيرتَيْن الواقعتَيْن في شمال البلاد، حيث نُشرت شرطة مكافحة الشغب وردّت على المتظاهرين بالغاز المسيّل للدموع.

ولم يعُد الكثيرون يؤمنون بجدوى التدابير المتّخذة. ففي مدينة بيسارو الساحليّة القريبة من سان ماران (شرق)، دهمت الشرطة مطعماً دعا صاحبه 90 شخصاً إلى العشاء للتعبير عن رفضه الإغلاق عند الساعة السادسة، وقال: "يُمكنكم توقيفي، لن أُغلق أبداً".

وذكرت صحيفة "لا ريبوبليكا" أمس أن فتيل الإحتجاجات الشعبيّة اشتعل قبل ثلاثة أيّام في ساحة "بياتسا بليبيشيتو" في نابولي، وقد نجح بالفعل في نشر النار في أرجاء إيطاليا كافة، من تورينو إلى ميلانو وتريست وليتشي وفياريجيو وبيسكارا وكاتانيا وكريمونا، معتبرةً أن "إيطاليا في ثورة".

ويُسجّل الاتّجاه نفسه في إسبانيا، لكن التظاهرات بقيت محدودة وسلميّة منذ ظهور الوباء، رغم فرض القيود الأشدّ صرامة في العالم في الربيع. كما نُظّمت احتجاجات متفرّقة في النمسا والبرتغال والمملكة المتحدة وغيرها.

وفي الغضون، تستعدّ فرنسا وألمانيا لتشديد إجراءات مكافحة الإنتشار السريع لفيروس "كورونا المستجدّ"، على غرار دول أوروبّية أخرى مثل إيطاليا. ومع احتمال تشديد القيود الصحية في فرنسا، حيث بدأ بالفعل حظر تجوّل ليلي يشمل ثلثي السكّان، ترأس الرئيس إيمانويل ماكرون مجلس الدفاع الثلثاء، في حين يجري رئيس وزرائه جان كاستيكس مشاورات حول "تشديد التدابير المحتملة"، بينما حذّر وزير الداخليّة الفرنسي جيرالد دارمانان قائلاً: "يجب توقع قرارات صعبة".

ويبدو أن الوضع مشابه في ألمانيا، حيث طالب العديد من السياسيين بتشديد القيود، عشيّة اجتماع حول الأزمة. وقال نائب المستشارة أولاف شولتز في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانيّة: "علينا الآن اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة من أجل كسر هذه الموجة الثانية من العدوى". وقُدّمت المناقشات بين حكومة أنغيلا ميركل والقادة الإقليميين إلى اليوم بدلاً من الجمعة. وذكرت تقارير إعلاميّة أن المستشارة تدعو إلى "إغلاق محدود" يشمل المطاعم والحانات، هذا فضلاً عن حظر التجمّعات العامة، على أن تبقى المدارس ودور الحضانة مفتوحة.

إلى ذلك، أعلن صندوق السيادة الروسي أن روسيا قدّمت طلباً إلى منظّمة الصحة العالميّة للتأهيل المسبق لأوّل لقاح أعدّته ضدّ الفيروس القاتل والمسمّى "سبوتنيك في"، بينما كشفت المنظّمة الدوليّة لوكالة "فرانس برس" أنّها تُحيط بالسرّية الطلبات المقدّمة من أجل الاختيار الأوّلي أو التسجيل بموجب إجراءات الاستخدام العاجل.

إقتصاديّاً، أعلنت منظّمة السياحة العالميّة أن حركة وفود السيّاح الدوليين سجّلت تراجعاً حاداً بنسبة 70 في المئة حول العالم في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2020 مقارنةً بالسنة الماضية، بسبب تفشّي وباء "كوفيد 19". وأشارت المنظّمة في بيان إلى أن هذا الانهيار يُمثّل تراجعاً قدره 700 مليون في عدد السيّاح وخسائر تصل قيمتها إلى 730 مليار دولار للقطاع السياحي العالمي، "أي أكثر من ثماني مرّات من الخسائر المسجّلة بعد الأزمة الماليّة العالميّة في 2009".

وفي الأثناء، أعلنت الرئاسة الجزائريّة أن الرئيس عبد المجيد تبون الموجود في حجر صحي طوعي إثر الاشتباه في إصابة مسؤولين كبار في الرئاسة والحكومة بالفيروس الفتّاك، دخل المستشفى العسكري، لكن "حالته الصحية مستقرّة، ولا تستدعي أي قلق". أمّا في إيران، فقد تخطّت الحصيلة الإجماليّة للوفيات عتبة 33 ألف شخص، بحسب أرقام أعلنتها وزارة الصحة، في حين شهدت معدّلات قياسيّة جديدة للوفيات والإصابات اليوميّة، إذ سجّلت 346 وفاة و6968 إصابة في الساعات الأربع والعشرين الماضية. علماً أن أرقاماً غير حكوميّة تُفيد بحصيلة إصابات ووفيات أعلى بكثير من الأرقام الرسميّة.


MISS 3