فرنسا "لن تتراجع أبداً" وأردوغان يُهاجم "الأوغاد"

باريس: لفرض عقوبات أوروبّية ضدّ أنقرة

02 : 00

ماكرون يخوض معركة مفتوحة في الداخل والخارج (أ ف ب)

بينما يتصاعد التوتّر بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة على خلفيّة ملفات جيوسياسيّة عدّة، أعلن سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبّية كليمان بون أمس أنّ بلاده ستُؤيّد فرض عقوبات على المستوى الأوروبي ضدّ تركيا. وقال بون في مجلس الشيوخ الفرنسي: "سنُؤيّد تدابير أوروبّية تعكس ردّة فعل قويّة، من بينها أداة العقوبات المحتملة"، مضيفاً: "الفصل الأخير الذي يدفع كلّ يوم حدود اللامقبول، والرئيس أردوغان الذي يُهين رئيس الجمهوريّة يُثبت وجود استراتيجيّة شاملة لدى تركيا تقضي بمضاعفة الاستفزازات من النواحي كافة".

واعتبر أن "الهدف هو نفسه على الدوام... ممارسة ضغوط قصوى على جيرانه وتحديداً على الاتحاد الأوروبي. كنّا ساذجين لفترة طويلة"، في حين أكد المتحدّث باسم الحكومة الفرنسيّة غابريال أتال أن فرنسا "لن تتراجع أبداً عن مبادئها وقيمها" رغم "محاولات زعزعة الإستقرار والترهيب"، منوّهاً بـ"الوحدة الأوروبّية الكبيرة" حول قيمها.

وقال أتال عقب اجتماع مجلس الوزراء إنّ فرنسا "تتعرّض لتهديد إرهابي متنام في الأيّام الأخيرة، تُغذّيه دعوات كراهية"، لكن ذلك "يُعزّز إرادتنا في مكافحة الإسلام المتطرّف وكلّ أوجهه بلا هوادة"، في وقت أعلن فيه وزير الداخليّة الفرنسي جيرالد دارمانان أن مجلس الوزراء حلّ جمعيّة "بركة سيتي" التي تتّهمها الحكومة بأنّ لها "علاقات داخل التيّار الإسلامي المتطرّف" وبـ"تبرير الأعمال الإرهابيّة". وطلب رئيس الجمعيّة إدريس يمو على الفور "اللجوء السياسي رسميّاً" من الرئيس التركي لجمعيّته وله شخصيّاً.

وفي الأثناء، أشار المندوب الحكومي لمحاربة العنصريّة في فرنسا فريديريك بوتير لوكالة "فرانس برس"، إلى أنّه أبلغ القضاء الفرنسي بتغريدة مسؤول تركي استخدم فيها نعت "الأوغاد"، ليصف صحيفة "شارلي إيبدو" الأسبوعيّة التي سخرت في آخر عدد لها من أردوغان. وكان نائب وزير الثقافة التركي سيردار جان قد كتب في تغريدة نُشرت مساء الثلثاء بالفرنسيّة: "شارلي إيبدو أنتم أوغاد... أنتم أبناء عاهرات... أنتم أبناء كلاب".

توازياً، تُسرّع السلطات والهيئات الإسلاميّة في فرنسا العمل حول مشروع لتدريب "أئمة على الطريقة الفرنسيّة"، وذلك لوقف استقدام أئمة من الخارج وإضفاء استقلاليّة ماليّة وفكريّة على تدريب المسؤولين الروحيين للجالية. ويجب على المجلس الفرنسي للديانة الإسلاميّة، المحاور الرئيسي للسلطات، أن يُؤسّس خلال 6 أشهر مسار "تأهيل تدريب الأئمة" وتنظيم شهادات اعتماد لهم، ووضع "ميثاق يؤدّي عدم احترامه إلى العزل".

وفي المقابل، عاد الرئيس التركي إلى شنّ هجمات شعبويّة على فرنسا، فانتقد تصويره في رسم كاريكاتوري نشرته "شارلي إيبدو"، معتبراً أنّه "هجوم حقير" من جانب "أوغاد". وقال أردوغان خلال خطاب في أنقرة: "غضبي ليس ناجماً عن الهجوم الحقير ضدّ شخصي، إنّما عن الشتائم لنبينا الذي نُحبّه أكثر من أنفسنا". وتعهّد مكتبه باتخاذ اجراءات "قضائيّة وديبلوماسيّة" لم يُحدّدها، فيما أعلنت النيابة العامة في أنقرة فتح تحقيق يستهدف مسؤولي "شارلي إيبدو" بسبب "إهانة رئيس الدولة". كما اتهم أردوغان الدول الغربيّة بأنّها تُريد "إعادة الحملات الصليبيّة"، وقال: "الوقوف في وجه الهجوم على النبي مسألة شرف بالنسبة إلينا".

بدوره، اعتبر المرشد الأعلى للجمهوريّة الإسلاميّة علي خامنئي أن دعم الرئيس الفرنسي للرسوم الكاريكاتوريّة هو "تصرّف أحمق"، وذلك في رسالة إلى الشباب الفرنسي نشرها موقعه الرسمي، في حين حذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني من أن الإساءة إلى نبي الإسلام قد تُشجّع على "العنف وإراقة الدماء".

وعلى صعيد آخر، اعترف الجهادي الموريتاني فواز ولد أحمد الملقّب "ابراهيم 10" بأنّه منفّذ الإعتداء الدموي على ملهى "لا تيراس" في باماكو، الذي أسفر عن سقوط 5 قتلى في آذار 2015، مؤكداً أنّه "فخور" لأنّه شنّه انتقاماً لنشر "شارلي إيبدو" رسوماً كاريكاتوريّة للنبي محمد.


MISS 3