مرتضى يطلق المرحلة الثانية لإعادة بناء آثار بيروت

02 : 00

أطلق وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس مرتضى المرحلة الثانية من عملية تدعيم وترميم الأبنية التراثية في بيروت، بحضور المدير العام للأثار المهندس سركيس الخوري وممثلي سفارات عدد من الدول العربية والأجنبية والمنظمات الدولية.

وأشار الى أنّ "قوع انفجار بيروت في منطقة المرفأ، وسط أحياء تراثية وتاريخية، أدى إلى تضرر الآلاف من الوحدات السكنية والمئات من الأبنية التراثية والتاريخية، وانسحبت الأضرار على الصناعات الثقافية. باختصار، لقد ترك الانفجار بصمات مدوية في قطاعنا الثقافي المادي واللامادي".

وتابع: "سارعنا إلى احتواء هول الكارثة على صعيد الإرث العمراني، فشكّلنا خلية أزمة قوامها الجهاز الفني في هذه الوزارة، والعديد من المهندسين والخبراء المتطوعين الذين وضعوا خبراتهم لإعادة تدعيم وترميم الأبنية التراثية المتضررة، وتواصلنا مع العديد من الجهات المانحة لمؤازرتنا في هذه الظروف العصيبة".

وشدد مرتضى على "أهمية تضافر الجهود ودور الوزارة"، مضيفاً: "نلتقي اليوم، بعد مرور تسعين يوماً على هذه الكارثة، لنتشارك مبادرة وزارة الثقافة في إعادة ترميم الأبنية التراثية، وما آلت إليه المرحلة الأولى، وإطلاق المرحلة الثانية".

وشرح مرتضى الآلية المتبعة، وقال: "بداية، اعتمدت وزارة الثقافة على المسح الأولي للأحياء المتضررة، ليتم تقسيم المناطق إلى ثلاث (المنطقة الحمراء، المنطقة البرتقالية والمنطقة الزرقاء)، آخذين بالاعتبار عامل موقعها بالقرب من موقع الانفجار أو مدى مواجهتها له"، موضحاً أنه "من البديهي، أن تكون المرحلة الأولى قد خصصت لأعمال التدعيم الطارئة وتغطية أسقف القرميد المتضررة، لا سيما وأننا على قاب قوسين من فصل الشتاء".

وتابع: "للأسف، لقد استنفدت المرحلة الأولى الإمكانيات المادية للمساهمين المتطوعين مجاناً، فتعثرت عملية استكمال أعمال التدعيم والتغطية لعدد من هذه الأبنية، في ظل ضآلة المساهمات المالية واقتصارها على دعم مادي قدمه مشكوراً كل من تحالف "أليف" ومنظمة الأونيسكو والمعهد الألماني للآثار. وعلى الرغم من هذه التعثرات والمصاعب، قررنا المضي في خطتنا الإنقاذية للنسيج الاجتماعي والمعماري للعاصمة بيروت".

ولفت وزير الثقافة الى ان "المرحلة الثانية يتداخل فيها العنصر الإنساني مع أعمال الترميم التي تتطلب 300 مليون دولار أميركي". وأضاف: "يبقى العامل المادي عائقاً أساسياً أمام استكمال أعمال الترميم والتأهيل، يقتضي علينا محاربته وعدم الاستسلام له وطبعاً التغلب عليه".

وأكد "ان بيروت لن تبنى إلا بجهودنا جميعاً، أفراداً وجمعيات ومنظمات محلية ودولية، مواطنين مقيمين أو مهاجرين، لذا تعالوا نطلق معاً المرحلة الثانية من خطة ترميم وتأهيل أحياء بيروت التراثية من خلال حملة "تبني مبنى تراثي" Adopt a House أو تبني مجموعة من الأبنية التراثية تشكل في ما بينها نسيجا متماسكا يشمل في طياته البعد الإنساني والاجتماعــي والثقافي للمكان".