"ديبلوماسيّة الزلازل" بين أثينا وأنقرة

"كارثة طبيعيّة" تضرب تركيا واليونان

02 : 00

عمّال إنقاذ ومواطنون خلال عمليّة بحث عن ناجين تحت مبنى منهار في إزمير (أ ف ب)

ضرب زلزال قوي مناطق في اليونان وتركيا أمس ما أدّى إلى مقتل أكثر من 12 شخصاً وإصابة 419 في تركيا، بينما سوّى مباني بالأرض وتسبّب بمدّ بحري أغرق شوارع قرب مدينة إزمير السياحيّة التركيّة.

وفي اليونان، أفادت السلطات عن مقتل شخصَيْن في جزيرة ساموس في بحر إيجه (شرق)، فيما اتصل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتقديم التعزية. وكتب ميتسوتاكيس على "تويتر": "اتصلت للتوّ بالرئيس أردوغان للتعزية بفاجعة الوفيات في الزلزال الذي ضرب بلدينا"، معتبراً أنّه "مهما كانت خلافاتنا، شعبنا الآن بحاجة للتكاتف".

وذكر التلفزيون الرسمي اليوناني أن الزلزال تسبّب أيضاً بتسونامي محدود في ساموس، ما ألحق أضراراً بمنازل، في حين أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركيّة أن الزلزال الذي بلغت شدّته 7 درجات، تمّ تسجيله على بُعد 14 كلم قبالة بلدة كارلوفاسي في جزيرة ساموس.

من ناحيتها، أعلنت الوكالة المتخصّصة بإدارة الكوارث التابعة للحكومة التركيّة أن قوّة الزلزال بلغت 6.6 درجات، بينما أفادت وكالة رصد الزلازل اليونانيّة عن تسجيلها 6.7 درجات. وغالبيّة الأضرار في تركيا سُجّلت في مدينة إزمير ومحيطها والبالغ عدد سكّانها قرابة 3 ملايين نسمة.

ومستعينين بأيديهم، حاول عمّال الإنقاذ إزالة كتل الإسمنت الثقيلة في عمليّة بحث عن ناجين من الزلزال. وأظهرت مشاهد من مدينة إزمير، التي تُعدّ مقصداً سياحيّاً، مباني منهارة ومواطنين في حالة ذهول يُحاولون المرور بين أكوام عالية من الركام على الطرق. وعلت الصيحات والتصفيق عندما تمّ انتشال امرأة حيّة من بين الركام وكانت دموعها تنهمر.

وكشف رئيس بلديّة المدينة تونتش سوير أن 20 مبنى انهار، لافتاً إلى أن المسؤولين يُركّزون جهود الإنقاذ على 12 منها. ومشاهد الدمار تُرجّح احتمال أن تكون حصيلة الضحايا مرتفعة.

وأظهرت مشاهد نُشِرَت على مواقع التواصل الإجتماعي المياه تجتاح شوارع إحدى البلدات القريبة من إزمير، بسبب ارتفاع مستوى مياه البحر. كما تصاعدت سحب دخان أبيض من مختلف أنحاء المدينة، حيث انهارت المباني. وأظهرت صور التقطت من الجوّ وبثّها تلفزيون "إن تي في" التركي، مجمّعات بأكملها وقد سويت بالأرض.

وبث التلفزيون أيضاً مشاهد لعناصر انقاذ يُساعدهم الأهالي ورجال شرطة كانوا يستخدمون المناشير لشقّ طريقهم بين ركام مبنى من 7 طوابق انهار جرّاء الزلزال، فيما طلب عناصر الإنقاذ من الحاضرين إلتزام الصمت من أجل رصد أي مؤشّرات لوجود أحياء، وعمدوا إلى إزالة الحجارة والركام. وأكد الرئيس التركي في تغريدة أنّه جاهز للعمل "بكلّ السُبل المتوفرة لدولتنا".

وفي جزيرة ساموس اليونانيّة قرب مركز الزلزال، هرع الناس إلى الشوارع مذعورين. ومع مرور الساعات، أكد محافظ المنطقة يافوز كوسغير انتشال 70 شخصاً أحياء. كما نقل التلفزيون الرسمي عن نائب رئيس بلديّة ساموس ميخاليس ميتسيوس قوله إنّ "جدران بعض المنازل انهارت، ولحقت أضرار بالعديد من المباني"، فيما قال نائب آخر لرئيس البلديّة هو يورغوس ديونيسيو: "عمّت حالة من الفوضى"، مضيفاً: "لم نشهد شيئاً كهذا". وطلبت وكالة الحماية المدنيّة اليونانيّة من أهالي ساموس في رسالة نصّية "البقاء في العراء وبعيداً من الأبنية".

وتقع اليونان وتركيا في إحدى أكثر المناطق عرضة للزلازل في العالم. والعلاقات الجيوسياسيّة بين الجارَيْن متوتّرة جدّاً، لكن الكارثة أطلقت ما وصفه المراقبون على الفور بـ"ديبلوماسيّة الزلازل" بعد أن وعد وزيرا خارجيّة البلدَيْن بمساعدة بعضهما البعض، خلال اتصال هاتفي نادر من نوعه. كذلك، عرضت الحكومة الفرنسيّة المساعدة لليونان وتركيا.


MISS 3