بادرة أميركيّة فريدة لصالح الدولة العبريّة

تسليم أوّل جواز سفر عليه إسم إسرائيل بدل القدس

02 : 00

فريدمان يُسلّم زيفيتوفسكي جواز سفره في القدس أمس (أ ف ب)

تسلّم أميركي من مواليد القدس للمرّة الأولى جواز سفر أميركيّاً يذكر إسم دولة إسرائيل كمكان الولادة، وذلك في أحدث بادرة لإدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب لصالح الدولة العبريّة قبيل أيّام من الإنتخابات الرئاسيّة الأميركيّة.

وكان الاجماع الدولي حتّى الآن ينصّ على أنّ وضع القدس لا يزال غير مُحدّد في الوثائق الرسميّة، ويدرج الأميركيّون المولودون في المدينة ببساطة في جوازات سفرهم القدس، من دون تحديد الدولة.

وتعتبر إسرائيل القدس "عاصمتها الموحّدة وغير القابلة للتقسيم"، لكنّ المجتمع الدولي لا يعترف بضمّ الجزء الشرقي من المدينة والذي يُريد الفلسطينيّون جعله عاصمة لدولتهم المنشودة.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت الخميس أنّه بات بإمكان مواطنيها المولودين في القدس أن يختاروا إدراج إسرائيل على أنّها مكان ميلادهم وبأثر فوري، وإلّا فإنّ جوازات سفرهم ستظلّ تحمل إسم القدس فقط.

وصباح أمس الجمعة، تسلّم مناحيم زيفيتوفسكي، وهو أميركي يبلغ من العمر 18 عاماً من مواليد المدينة المقدّسة، جواز سفره مع ذكر دولة إسرائيل كمكان ولادته، وذلك خلال احتفال قصير في السفارة الأميركيّة في القدس.

وقال السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان: "لقد انتظر مناحيم وقتاً طويلاً لهذه اللحظة. اليوم (أمس) نقول لمناحيم زيفيتوفسكي لديك بلد كمكان ميلاد، دولة إسرائيل". فردّ الشاب مناحيم: "يُشرّفني الحصول على جواز السفر هذا"، وذلك بحسب بيان للسفارة الأميركيّة.

وكان وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو قد أوضح عند الإعلان عن تغييرات جواز السفر أنّ "الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومقرّ حكومتها، لكنّها تُواصل عدم اتخاذ موقف في شأن حدود السيادة الإسرائيليّة في القدس". وتابع: "يبقى هذا الأمر خاضعاً لمفاوضات الوضع النهائي بين الطرفَيْن".

في المقابل، ندّد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينيّة نبيل أبو ردينة بتصريحات بومبيو، مُعتبراً أنّها "مرفوضة وتُشكّل خرقاً سافراً للقوانين الدوليّة والشرعيّة الدوليّة"، مُشدّداً على أنّ "القدس الشرقيّة أرض محتلّة". كما جدّد أبو ردينة التأكيد أنّ "القدس الشرقيّة بمقدّساتها الإسلاميّة والمسيحيّة خط أحمر، وهي جوهر الأمن والإستقرار في المنطقة بأسرها".

وكان ترامب قد اعترف بالقدس المتنازع عليها عاصمة للدولة العبريّة، وذلك خلال عامه الأوّل في منصبه، ثمّ نقل السفارة الأميركيّة إليها، في خطوة لاقت ترحيباً إسرائيليّاً عارماً، بينما أثارت غضب الفلسطينيين.

من جهة أخرى، عقد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الخميس سلسلة اجتماعات في إسرائيل لضمان "تفوّقها العسكري" إقليميّاً في أعقاب توقيعها اتفاقات تطبيع مع دول عربيّة.

وكان في استقبال وزير الدفاع الأميركي نظيره الإسرائيلي بيني غانتس لدى وصوله إلى مطار "بن غوريون" في تل أبيب، حيث حضر عرضاً تقديميّاً لمنظومة القبّة الحديدية المضادة للصواريخ التي اشترت الولايات المتحدة بطاريتَيْن منها.

وتأتي هذه الزيارة قبل أيّام من الإنتخابات الرئاسيّة الأميركيّة، وبعد أسبوع من زيارة لغانتس إلى واشنطن، ناقش خلالها بيع معدّات عسكريّة متطوّرة، بما في ذلك طائرات مقاتلة أميركيّة من طراز "أف 35" الأكثر تطوّراً إلى دولة الإمارات، التي توصّلت إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وفي هذا الصدد، وافقت الولايات المتحدة على بيع نحو 50 مقاتلة "أف 35" إلى الإمارات، إذ كشف النائب الديموقراطي إليوت إنغل، الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجيّة في مجلس النوّاب الأميركي، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أبلغت الكونغرس بالصفقة التي "من شأنها أن تحدث تغييراً عسكريّاً كبيراً في الخليج".


MISS 3