ليبيا: السرّاج يتراجع عن إستقالته

02 : 00

في خطوة توقّعها متابعون للشأن الليبي، أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" الليبيّة فايز السراج مساء أمس تراجعه عن تقديم استقالته من منصبه نهاية هذا الشهر، "استجابةً للطلبات الملحّة الداخليّة والخارجيّة، ولكي لا يحدث فراغ سياسي"، بحسب قوله. وفي الأيّام الأخيرة، تعالت أصوات حلفاء السراج تدعوه إلى البقاء في منصبه فترة أخرى إلى حين اتفاق الفريقَيْن المتخاصمَيْن على حكومة وحدة وطنيّة ومجلس رئاسي جديد.

كذلك، حضّ وزير الخارجيّة الألماني هايكو ماس السراج أمس على تأجيل استقالته لضمان "استمرار" المحادثات السياسيّة التي بدأت بعد اتفاق وقف إطلاق النار. وفي بيان أعقب اتصالاً هاتفيّاً مع السراج، رحّب ماس بالتوقيع الأسبوع الماضي على اتفاق دائم لوقف إطلاق النار وإطلاق الحوار السياسي الذي رأى فيه "فرصة حقيقيّة" لتحقيق السلام في البلاد.

وقال ماس: "لكن في ضوء انطلاق المحادثات السياسيّة، نرغب بأن يؤجّل السيّد السراج استقالته ويبقى في منصبه طوال فترة عقد الحوار"، مضيفاً أن المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل تؤيّد دعوته. وتابع: "من وجهة نظرنا، سيكون ذلك مهمّاً من أجل ضمان الاستمراريّة المؤسّساتيّة والتنفيذيّة في الأسابيع الحاسمة المقبلة".

وأطلق الطرفان المتحاربان محادثات عبر تقنيّة الفيديو، لكن من المنتظر أن يجريا مفاوضات وجهاً لوجه في تونس في التاسع من تشرين الثاني، بهدف إجراء انتخابات وطنيّة، فيما رأت المبعوثة الأمميّة إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز أن الاتفاق على وقف إطلاق النار الدائم إنجاز جوهري في الصراع، معتبرةً أن تنفيذ وقف النار مسؤوليّة الأمم المتحدة. وكشفت أيضاً أن الخطوة المقبلة ستكون العمل على إخراج المرتزقة من البلاد، في إشارة إلى المقاتلين السوريين الذين نقلتهم تركيا إلى طرابلس لمساندة قوّات وميليشيات حكومة "الوفاق".