الوباء يعصف بأوروبا وأميركا

02 : 00

"كورونا" عدوّ الأسواق التجاريّة في أوروبا والعالم (أ ف ب)

دخل إغلاق تام جديد في فرنسا حيّز التنفيذ أمس في حين دفع تفاقم الوباء التاجي دولاً أخرى إلى التفكير بفرض تدابير مماثلة مع تخطّي أوروبا أكثر من 10 ملايين إصابة وتسجيل الولايات المتحدة عدداً قياسيّاً يوميّاً من الإصابات تخطّى 90 ألفاً، بينما تخطّت البلاد عتبة 9 ملايين إصابة منذ بداية التفشّي.

وفي الوقت الذي حملت فيه دراسة طبّية حديثة في الولايات المتحدة نبأً ساراً للمصابين بـ"كورونا"، مشيرةً إلى أن نسبة الوفيات من جرّاء المرض تراجعت على نحو ملحوظ وسط حاملي العدوى، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام أنصاره خلال مهرجان انتخابي في تامبا أنّه لن يُغلق البلاد مرّة أخرى، لافتاً إلى أن انتصاره في معركته الشخصيّة مع "الفيروس الصيني" أثبت أنّه من الممكن التغلّب عليه.

وأُعيد فرض إغلاق تام في فرنسا، التي تجاوز عدد الوفيات فيها 36 ألفاً منذ بداية انتشار الوباء، للمرّة الثانية، لكن لن يكون هذا الإغلاق مشابهاً للحجر الصارم الذي فُرض في الربيع لمدّة شهرَيْن خلال انتشار الموجة الأولى. ومن المقرّر أن تبقى دور الحضانة والمدارس والمعاهد والمدارس الثانوية مفتوحة بتدابير صحية معزّزة من شأنها أن تسمح للعديد من الآباء بمواصلة أعمالهم.

وفي أوروبا بشكل عام، تُحصّن البلدان نفسها الواحدة تلو الأخرى لمواجهة موجة وبائيّة ثانية قاتلة، مثل إسبانيا، حيث أغلقت 5 مناطق حدودها من بينها منطقة مدريد. وفي إنكلترا، ستوضع مناطق جديدة في حال تأهّب من الدرجة الثانية اليوم، يُمنع بموجبها السكان من استقبال أشخاص غرباء داخل المنازل. لكنّ الحكومة البريطانيّة ما زالت تُقاوم الدعوات إلى فرض إغلاق تام في إنكلترا.

وأظهر مسح أسبوعي أجراه مكتب الإحصاءات الوطنيّة في بريطانيا تسجيل نحو 52 ألف حالة إصابة بالفيروس الفتّاك يوميّاً، بزيادة تُقارب الخمسين في المئة خلال الأسبوع الأخير. وفي ألمانيا، ستُغلق الحانات والمطاعم والمرافق الثقافيّة والترفيهيّة من الإثنين حتّى كانون الأوّل، في حين ستحظر إقامات السيّاح في الفنادق.

وعقدت بلجيكا، البلد الذي ينتشر فيه الفيروس بشكل مكثف، اجتماعاً جديداً في شأن الأزمة الصحية أمس. وحذّر الناطق باسم الحكومة إيف فان لايثيم من أن "الأسوأ لم يأتِ بعد".

وفي السياق، توفي رئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة الصربيّة ريستو رادوفيتش في مونتينيغرو جرّاء إصابته بالمرض، بحسب ما أعلنت الكنيسة التي كان يرأسها منذ 30 عاماً. وقالت متروبوليتيّة مونتينيغرو والساحل إنّ رادوفيتش، الذي كان يبلغ من العمر 82 عاماً، توفي صباحاً في مستشفى بودغوريتسا الذي أُدخل إليه في مطلع تشرين الأوّل بعد تدهور حالته الصحية.

توازياً، وللمرّة الثانية، أوقفت دراسة كانت تختبر لقاحاً تجريبيّاً للأجسام المضادة لـ"كوفيد 19" موَقتاً من أجل التحقيق في مشكلة سلامة محتملة لمرضى في مستشفى، إذ أعلنت شركة "ريجينيرون" للأدوية أنّ مراقبين مستقلّين أوصوا بتعليق تسجيل الأشخاص شديدي المرض، أي أولئك الذين يحتاجون إلى علاج مكثّف بالأوكسجين أو أجهزة التنفس الاصطناعي، بسبب مشكلة أمان محتملة وتوازن غير ملائم للمخاطر والفوائد.