مستشار النمسا يدعو أوروبا إلى مكافحة "الإسلام السياسي"

هجوم فيينا "داعشي"

02 : 00

ماكرون موقّعاً سجل التعازي في السفارة النمسويّة في باريس أمس(أ ف ب)

فيما تعيش النمسا حداداً وطنيّاً على ضحايا الإعتداء الإرهابي الذي هزّ فيينا ودفع العالم إلى التضامن معها، تبنّى تنظيم "داعش" الإرهابي أمس الهجوم الدموي الذي حصل الإثنين في بيان بثه عبر قنواته على تطبيق "تلغرام". ونشر أيضاً شريط فيديو قصيراً يُظهر المهاجم المسلّح يُصوّر نفسه وحيداً أمام الكاميرا وهو يُبايع زعيم التنظيم الجهادي أبو إبراهيم الهاشمي القريشي.

وأردت الشرطة كوجتيم فيض الله البالغ 20 عاماً، وهو كان يحمل رشاش "كلاشنيكوف" ومسدّساً وخنجراً ويضع حزاماً ناسفاً مزيّفاً. وأوضح وزير الداخليّة النمسوي كارل نيهامر أنّ "فيض الله كان يحمل جنسيّتَيْ النمسا ومقدونيا الشماليّة ودين العام الماضي بمحاولة السفر إلى سوريا للإلتحاق بتنظيم الدولة الإسلاميّة". وبعدما دين فيض الله، الذي يوحي اسمه أنّه متحدّر من العرق الألباني، حُكِمَ عليه بالحبس 22 شهراً، لكنّه مُنِحَ إطلاق سراح مشروط في كانون الأوّل 2019.

وأشار نيهامر إلى أن "المُهاجم تمكّن من خداع البرنامج القضائي لإعادة تأهيل المتطرّفين والقيّمين عليه، وأُطلق سراحه قبل انتهاء فترة عقوبته"، لافتاً إلى أن فيض الله بذل جهوداً لخداع المكلّفين مراقبته. وأكد عدم وجود أدلّة حتّى الآن على أن الهجوم نفّذه أكثر من مهاجم واحد. لكن رغم ذلك يبحث المحقّقون حاليّاً عن مشتبه فيهم آخرين محتملين شاركوا في الهجوم.

وفي هذا الإطار، تمّ دهم منزل المهاجم وعُثِرَ على أدلّة تُفيد بتطرّفه الإسلامي. وبالإضافة إلى منزله، دهمت السلطات النمسويّة 18 منزلاً على صلة بفيض الله، وأوقفت 14 شخصاً، في حين أعلنت الداخليّة المقدونيّة أنّها تلقّت طلبات لتوفير معلومات عن 3 أشخاص يحملون الجنسيّتَيْن النمسويّة والمقدونيّة، أحدهم فيض الله. كذلك، أُوقف شابان سويسريّان يبلغان 18 و24 عاماً في فينترتور قرب زوريخ في شمال سويسرا، لارتباطهما بهجوم فيينا، في وقت أخلت فيه السلطات الهولنديّة محطّة القطارات الرئيسيّة في مدينة أوتريخت بسبب "تهديد إرهابي"، قبل أن تُلقي القبض على شخصَيْن مشتبه فيهما.

تزامناً، دعا المستشار النمسوي سيباستيان كورتز الاتحاد الأوروبي إلى مكافحة "الإسلام السياسي"، معتبراً أنّه "إيديولوجيّة تُشكّل خطراً على نموذج العيش الأوروبي". وتوقّع خلال مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانيّة "نهاية التسامح الذي يُفهم بشكل خاطئ، وإدراكاً من كلّ الدول الأوروبّية للخطر الذي تُشكّله إيديولوجيّة الإسلام السياسي على حرّيتنا ونموذج العيش الأوروبي".

وأضاف كورتز: "ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يتولّى مكافحة الإرهاب الإسلامي، لا سيّما مكافحة القاعدة السياسيّة التي يستند إليها، أي الإسلام السياسي، بكلّ العزم والوحدة الضروريّيْن"، لافتاً إلى أنّه على اتصال من الآن بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والكثير من رؤساء الحكومات في شأن هذه المسألة، "لنتمكّن من التنسيق بشكل أوثق داخل الاتحاد الأوروبي".

وفي سياق متّصل، اقترح وزير الخارجيّة الإيطالي لويجي دي مايو قانوناً أوروبّياً لمكافحة الإرهاب على غرار القانون الأميركي (باتريوت آكت) غداة هجمات فيينا، فيما زار ماكرون السفارة النمسويّة في باريس للتعبير عن "دعمه غير المشروط للشعب النمسوي"، وللدعوة إلى ردّ أوروبي على "الأعداء الذين يُهاجمون أوروبا".

وقال الرئيس الفرنسي بعدما وقّع سجل التعازي: "سنفعل كلّ شيء، كأوروبّيين، للوقوف معاً ومحاربة آفة الإرهاب هذه، والمضي قدماً من دون التخلّي عن أي من قيمنا". وأوردت الرئاسة النمسويّة في تغريدة، الصفحة التي كَتَبَ عليها ماكرون في هذا السجل. وجاء فيها: "دعم وتضامن وصداقة للنمسا والشعب النمسوي"، قبل أن يُضيف بالألمانيّة: "نبقى موحّدين بالأفراح والأتراح". وتابع: "تُجسّد فيينا قيمنا. يؤكد هذا الهجوم إرادة أعدائنا على مهاجمة ما تُمثله أوروبا من أرض الحرّيات والثقافة والقيم. لذا لن نخضع".


MISS 3